الثلاثاء 13/مايو/2025

مجدولين حسونة.. صحفية كسرت حاجز الصمت (تقرير)

مجدولين حسونة.. صحفية كسرت حاجز الصمت  (تقرير)

أثار استدعاء جهاز الأمن الوقائي قبل أيام للصحفية مجدولين حسونة من قرية بيت مرين قضاء نابلس ردود فعل غاضبة على المستوى الشعبي، ومن المؤسسات الحقوقية والصحفية، بسبب ما اعتبر تقييدًا للحرية الصحفية بالضفة الغربية.

وتخرجت مجدولين أو كما يطلق عليها بين أوساط الصحفيين بنابلس “الصحفية المشاغبة” في قسم الصحافة بجامعة النجاح الوطنية العام الماضي بتفوق، حيث حصلت على معدل قارب الـ 90، وكانت الأولى على قسمها.

وصولا للحقيقة

تميزت الصحفية الصاعدة بذكائها وجرأتها على طرح هموم المواطن الفلسطيني على الرغم من المحاذير التي قد تقع فيها، وكان شعارها دوما “الوصول للحقيقة”.

خلال دراستها في جامعة النجاح الوطنية عام 2010 شاركت مجدولين في مسابقة الصحافة الاستقصائية على مستوى الوطن العربي لمؤسسة “توماسن فاونديشن” البريطانية، وحصلت على الجائزة الأولى في هذه المسابقة عن تحقيقها الصحفي الذي تناول الإهمال الطبي في المستشفيات الحكومية بالضفة الغربية.

وأقيم لحسونة حفل كبير في جامعة النجاح بحضور القنصل البريطاني العام في القدس تكريمًا لها ولدورها في كشف الحقيقة، وقد كان هذا النجاح الذي وصلت إليه يفرض على الجامعة توظيفها كمعيدة في قسم الصحافة، خاصة بعد تخرجها بتفوق.

 تدخــل أمني

وبالفعل وظفـت حسونة لمدة فصل دراسي واحد، ومن ثم لم يجدد عقدها على الرغم من الوعود الشفوية من إدارة الجامعة بتوظيفها، لأن “آراءها الجرئية كانت عائقًا”، كما يرى أحد زملائها.

يقول أحد أصدقاء مجدولين لمراسلنا: “لم يكن الأمر مستساغًا للأجهزة الأمنية أن توظف فتاة مثل مجدولين في الجامعة خصوصًا أن خطها التحريري لا يعرف المهادنة، كما أنها تنتقد تصرفات السلطة ضد طلبة الجامعة باعتقالاتها المتكررة لهم”.

خلفيــة الاستدعاء

وبالعودة إلى استدعائها من الأجهزة الأمنية بنابلس، يرى صحفيون وأصدقاء لحسونة أن تغطيتها لمظاهرة ذوي المختطفين السياسيين في مدينة نابلس كان السبب الرئيس في استدعائها.

رفضت مجدولين الاستدعاء بشدة، كما رفضت أسلوب التهديد الذي انتهجته الأجهزة الأمنية لكسر شوكتها، وقالت إنها علمت أن الاستدعاء من أجل توقيع تعهد بعدم التطرق للسلطة في نشاطها الإعلامي، الأمر الذي رفضته جملة وتفصيلا، مؤكدة أنها لم تسلتلم بلاغًا رسميًّا.

وفي اليوم التالي من الاستدعاء عبر الهاتف، وصلها استدعاء مكتوب، فقامت بنشره على وسائل الإعلام وأرفقته بعبارة “مش رايحة”، وبذلك بدأت فصول جديدة من المعاناة مع عائلة حسونة.

اعتقال شقيقيها

وعلى إثر ذلك، قام جهاز الأمن الوقائي باعتقال شقيقيها قبل موعد الاستدعاء بيوم، ومن ثم الضغط عليها لتسليم نفسها، لكنها رفضت ذلك الابتزاز بشدة، كما وجدت دعمًا منقطع النظير من الأهل والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية.

كما تدخلت مؤسسات محلية ورسمية وحتى أوروبية عديدة لمنع أجهزة السلطة من اعتقالها، إلى أن أجبر الأمن الوقائي تحت الضغط للإفراج عن شقيقيها بعد اعتقال دام ثلاثة أيام.

وبـذلك استطاعت “الصحفية المشاغبة” أن تنتصر على محاولات كسر قلمها الباحث عن الحقيقة، ووقفت في وجه الفزاعة الأمنية لتكسر بذلك حاجز الصمت التي خيمت على “سنوات عجاف” سمتها قمع الحريات والحجر على الصحافة والصحفيين بالضفة الغربية.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات