تقييم صهيوني لأداء السلطة الأمني في الضفة الغربية

يحارب محمود عباس، ورئيس الحكومة سلام فياض، العنف. وهما لا يكتفيان بالتنديد به، بل يعملان أيضاً على إحباطه. في حين كان عرفات يتحدث عن اتفاق مع إسرائيل لكنه دعا إلى الجهاد وحوّل أموالاً إلى التنظيم للإنفاق على عمليات معادية، أما القيادة الحالية للسلطة فحينما تندد بالعمليات، تعني ذلك.
لا يكمن مصدر المكافحة الفلسطينية لـالعنف”، بالطبع، في الطموح إلى حماية مواطني إسرائيل من “المنتحرين”. فهم يكافحونه لأنه يعرض وجود السلطة للخطر. هذا هو الدرس الذي استخلصه أبو مازن وكبار مسؤولي السلطة من أحداث سيطرة “حماس” على قطاع غزة. ولما كانت إحدى الأدوات التي تحاول “حماس” استعمالها لضعضعة حكم السلطة في الضفة الغربية هي “العنف” فينبغي أن يحارب بكامل القوة.
نجح فياض، الذي قاد الإصلاحات في المجال الاقتصادي، في أن يحسن عمل جهاز الأمن الفلسطيني تحسيناً كبيراً. وبخلاف عرفات الذي أخذ بطريقة فرق تسد وحرض قادة الأجهزة الأمنية الكثيرة بعضهم على بعض أنشأ فياض جهازاً عسكرياً – أمنياً تراتبياً يتكلم بصوت واحد. وجرى التأكيد أيضاً بوحي منه لتحسين الأمن الشخصي لسكان الضفة الغربية. فقد بدأت الشرطة الزرقاء تطبق القانون والنظام بنجاعة. بل إن رجال شرطة السير يدعون إلى مخيمات اللاجئين وتعاد السيارات التي سرقت من إسرائيل بعد زمن قصير.
لكن درة التاج، من وجهة نظر إسرائيل على الأقل هي نجاح قوات الأمن في الكشف عن التنظيمات “الإرهابية”. ولا يقل عن هذا أهمية انهم يبلغون إسرائيل في كل مرة يتم فيها كشف كهذا. تجري لقاءات تنسيق دائمة بين ضباط الجيش الإسرائيلي حتى رتبة قائد المنطقة وبين نظرائهم من أجهزة أمن السلطة. إن ما يميز هذه اللقاءات، بخلاف لقاءات الماضي، أن الضباط الفلسطينيين كفوا عن الحديث في السياسة ولا يحصرون عنايتهم إلا في شؤون عسكرية – فنية.
قبل أكثر من سنتين وقعت “حادثة قلقيلية” التي يمكن أن نراها خطاً حاسماً في مكافحة السلطة لـ”العنف”. فقد وصلت خلية خرجت من قلقيلية إلى تل أبيب، لكنها فشلت في تفجير الشحنة الناسفة. تبين لـ”الشاباك” أن أعضاء الخلية عادوا إلى قلقيلية، واستقر الرأي على محاصرة المدينة. وفشل البحث المستمر عن الخلية، الذي قام به الجيش الإسرائيلي و”الشاباك”.
في أحد الأيام اتصل ضباط فلسطينيون بالجيش الإسرائيلي وأبلغوا أنهم عثروا على الخلية وأنهم يحاصرون أحد البيوت في المدينة، فاستقر الرأي في الجيش الإسرائيلي على عدم التدخل. بعد معركة إطلاق نار قتل وجرح فيها رجال شرطة فلسطينيون، تم القضاء على الخلية. هاجمت “حماس” بالطبع بشدة السلطة “التي تقتل الفلسطينيين لخدمة إسرائيل”.
رغم ذلك وفي خطوة نادرة لم تسمح السلطة بفتح خيمة العزاء التي أرادت “حماس” إقامتها. بل إن سلام فياض منح رجال الشرطة الذين شاركوا في العملية شهادات امتياز. ويشهد على مبلغ رؤية “حادثة قلقيلية” أنها ذات معنى بعيد المدى، يشهد بذلك حقيقة أن فياض سماها “التلينا الخاصة بنا”.
كل ذلك يشهد ان الخيار الاستراتيجي بقيادة السلطة، وفي هذه المرحلة على الأقل هو العمل السياسي لا العسكري. يوجد شريك في هذه الأثناء ويوجد من نحادثه.
“هآرتس”، 22/7/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

صاروخ يمني فرط صوتي يستهدف مطار بن غوريون ويوقفه عن العمل
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، إن القوات الصاروخية استهدفت مطار "بن غوريون" في منطقة...

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...

لازاريني: استخدام إسرائيل سلاح التجويع جريمة حرب موصوفة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل"...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...