عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

تقييم صهيوني لأداء السلطة الأمني في الضفة الغربية

تقييم صهيوني لأداء السلطة الأمني في الضفة الغربية
في الوقت الذي تهاجم فيه جهات سياسية قيادة السلطة الفلسطينية، وفي الوقت الذي تسمع فيه مرة بعد أخرى دعوى أنه لا يوجد شريك في الطرف الثاني، يحسن أن نعرض أيضاً الوقائع في الضفة الغربية التي يوجد من يفضلون تجاهلها لأسباب سياسية. والقصد هو التعاون الخصب الناجح جداً بين الفلسطينيين وجهاز الأمن الإسرائيلي، والذي يتطور سراً، وهو أحد العوامل في أن مواطني إسرائيل يتمتعون في الآونة الأخيرة بهدوء أمني.

يحارب محمود عباس، ورئيس الحكومة سلام فياض، العنف. وهما لا يكتفيان بالتنديد به، بل يعملان أيضاً على إحباطه. في حين كان عرفات يتحدث عن اتفاق مع إسرائيل لكنه دعا إلى الجهاد وحوّل أموالاً إلى التنظيم للإنفاق على عمليات معادية، أما القيادة الحالية للسلطة فحينما تندد بالعمليات، تعني ذلك.

لا يكمن مصدر المكافحة الفلسطينية لـالعنف”، بالطبع، في الطموح إلى حماية مواطني إسرائيل من “المنتحرين”. فهم يكافحونه لأنه يعرض وجود السلطة للخطر. هذا هو الدرس الذي استخلصه أبو مازن وكبار مسؤولي السلطة من أحداث سيطرة “حماس” على قطاع غزة. ولما كانت إحدى الأدوات التي تحاول “حماس” استعمالها لضعضعة حكم السلطة في الضفة الغربية هي “العنف” فينبغي أن يحارب بكامل القوة.

نجح فياض، الذي قاد الإصلاحات في المجال الاقتصادي، في أن يحسن عمل جهاز الأمن الفلسطيني تحسيناً كبيراً. وبخلاف عرفات الذي أخذ بطريقة فرق تسد وحرض قادة الأجهزة الأمنية الكثيرة بعضهم على بعض أنشأ فياض جهازاً عسكرياً – أمنياً تراتبياً يتكلم بصوت واحد. وجرى التأكيد أيضاً بوحي منه لتحسين الأمن الشخصي لسكان الضفة الغربية. فقد بدأت الشرطة الزرقاء تطبق القانون والنظام بنجاعة. بل إن رجال شرطة السير يدعون إلى مخيمات اللاجئين وتعاد السيارات التي سرقت من إسرائيل بعد زمن قصير.

لكن درة التاج، من وجهة نظر إسرائيل على الأقل هي نجاح قوات الأمن في الكشف عن التنظيمات “الإرهابية”. ولا يقل عن هذا أهمية انهم يبلغون إسرائيل في كل مرة يتم فيها كشف كهذا. تجري لقاءات تنسيق دائمة بين ضباط الجيش الإسرائيلي حتى رتبة قائد المنطقة وبين نظرائهم من أجهزة أمن السلطة. إن ما يميز هذه اللقاءات، بخلاف لقاءات الماضي، أن الضباط الفلسطينيين كفوا عن الحديث في السياسة ولا يحصرون عنايتهم إلا في شؤون عسكرية – فنية.

قبل أكثر من سنتين وقعت “حادثة قلقيلية” التي يمكن أن نراها خطاً حاسماً في مكافحة السلطة لـ”العنف”. فقد وصلت خلية خرجت من قلقيلية إلى تل أبيب، لكنها فشلت في تفجير الشحنة الناسفة. تبين لـ”الشاباك” أن أعضاء الخلية عادوا إلى قلقيلية، واستقر الرأي على محاصرة المدينة. وفشل البحث المستمر عن الخلية، الذي قام به الجيش الإسرائيلي و”الشاباك”.

في أحد الأيام اتصل ضباط فلسطينيون بالجيش الإسرائيلي وأبلغوا أنهم عثروا على الخلية وأنهم يحاصرون أحد البيوت في المدينة، فاستقر الرأي في الجيش الإسرائيلي على عدم التدخل. بعد معركة إطلاق نار قتل وجرح فيها رجال شرطة فلسطينيون، تم القضاء على الخلية. هاجمت “حماس” بالطبع بشدة السلطة “التي تقتل الفلسطينيين لخدمة إسرائيل”.

رغم ذلك وفي خطوة نادرة لم تسمح السلطة بفتح خيمة العزاء التي أرادت “حماس” إقامتها. بل إن سلام فياض منح رجال الشرطة الذين شاركوا في العملية شهادات امتياز. ويشهد على مبلغ رؤية “حادثة قلقيلية” أنها ذات معنى بعيد المدى، يشهد بذلك حقيقة أن فياض سماها “التلينا الخاصة بنا”.

كل ذلك يشهد ان الخيار الاستراتيجي بقيادة السلطة، وفي هذه المرحلة على الأقل هو العمل السياسي لا العسكري. يوجد شريك في هذه الأثناء ويوجد من نحادثه.

“هآرتس”، 22/7/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...