تطويرات صهيونية للجيش والبحرية والاستخبارات في ذكرى حرب لبنان

وزعم رئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني السابق، “غيورا آيلاند”، أن المؤسسة العسكرية استنتجت العبر من الحرب، وأظهرت قدرات مختلفة في الحرب الأخيرة على غزة، وهناك بعض الأمور تمت معالجتها، حيث عاد الجيش للتدريب بأطر واسعة، و اتخذت أمور كثيرة لعدم تكرار الأخطاء، لكن لا يمكن القول بثقة إن بمقدورنا أن نكون هادئين بالنسبة للتحديات المقبلة، ففي بعض الأمور قام الجيش باستنتاج العبر باتجاه مبالغ فيه.
ويرى أن أحد أهم أسباب الفشل في الحرب كان في مسألة تحديد العدو، إذ تم تحديد حزب الله كالعدو الرئيسي، وتمت محاربته، فيما أن حكومة لبنان وجيشها وبناها التحتية كانت “خارج اللعبة”، ووفق قواعد اللعبة هذه فليس بمقدور “إسرائيل” الانتصار في الحرب، لأنه إذا اندلعت غداً حرب لبنان ثالثة، وتصرفت وفق قواعد الحرب السابقة، فلن تكون للجيش فرصة للنجاح، صحيح أنه طور قدراته، لكن التطور التكتيكي لحزب الله أهم بكثير، فلديه كمية أكبر من القذائف مما كان في السابق، وهي أكثر دقة، ومداها أبعد ومخفية بصورة أفضل.
رافعة الردع
وأكد “آيلاند” الذي شارك في التحقيقات الداخلية للجيش عقب الحرب، إنه لا يعتقد بأن لدى القيادة الصهيونية في الوقت الراهن الوضوح الكافي في كيفية إدارة المعركة في الشمال، والوصول بسرعة للهدف المطلوب، لأن الاعتقاد بأن التطور التكتيكي لدى تل أبيب بمقدوره تحقيق نتائج مختلفة عن الحرب السابقة، أمر خاطئ، لأن استمرار المعركة لفترة تتجاوز الأسبوعين، ستتسبب بأضرار غير محتملة في الجبهة الداخلية، ويعني الخسارة لـ”إسرائيل”، لذا فإن الحل البديل هو مهاجمة لبنان بصورة تدفع المجتمع الدولي للمطالبة بوقف إطلاق النار خلال يومين، مؤكداً أن “إسرائيل” تتبع خطاً إستراتيجياً صحيحاً فيما يخص خيار المبادرة للحرب، إذ لم تقم بحرب أو هجوم إلا في حال واجهت خطراً إستراتيجياً وجودياً، كمهاجمة المفاعل النووية العراقية والسورية.
من جهته، ناقش الخبير الصهيوني العسكري “عوفير شيلاح” نتائج الحرب في ذكراها الخامسة، بالقول: شكلت حرب لبنان الثانية حدثاً عسكرياً مختلفاً، لأن 34 يوماً من القتال، لم تكن حرباً بالمعني الحرفي للكلمة، لأنه اسم سياسي بالدرجة الأولى، أكثر منه وصف دقيق لحجم العمليات وقوتها، وقد كشفت ضعف الجيش، محملاً المسؤولية في ذلك إلى مختلف قادته في السنوات السابقة، بدءً بـ”موشيه يعلون، شاؤول موفاز، ودان حالوتس، وغابي أشكنازي”، رغم افتخار الأخير بـ”تطوير الجيش”، ويسوق دليلاً على ذلك بعملية الرصاص المسكوب، التي أُديرت طوال أسبوعين ونصف على نقيض وجهة نظر رئيس هيئة الأركان العامة، ووزير الدفاع.
إنجازات مشكوك فيها
وأشار “شيلاح” إلى أن مجالات التحسن الرئيسية لا تتعلق بالجزء الفاشل للغاية للجيش في 2006، أي الجيش البري الهجومي، لكن ما أسماها بـ”الثورة الحقيقية” بدأت في النظم الدفاعية، بقيادة رئيس الجبهة الداخلية “يائير غولان”، حيث تحولت الجبهة إلى كيان قوي، وموجة المهام التي تواجهها تزيد عن الأيام التي انهار فيها الشمال، ومع تطور نظم دفاعية فعالة، من الممكن الافتراض أنها مستعدة أكثر لمواجهة سيناريوهات الحروب التالية، التي لم تكن حرب لبنان الثانية سوى مدخلاً لها.
وأضاف: ذراع آخر ازداد قوة بعد مرور هذه السنوات، بفضل القيادة الخاصة به، وهو سلاح البحرية، فقد أصبح السلاح الرخو، الذي تلقى ضربة تمثلت في إصابة البارجة “حانيت” خلال يوميات الحرب، يمتلك عضلات، بعيد المدى، وتنفيذي للغاية، تحت قيادة “إليعازر مروم”، كما أن هذا التغيير لم يصاحب جداول أولويات الجيش الداخلية، لكن إنجازات سلاح البحرية كانت واضحة، بالرغم من أن معظمها سرية، رغم أن قضية الأسطول أثبتت أنه ليس نقياً من الأخطاء، ويجد صعوبة في الاعتراف بذلك.
الإنذار الاستراتيجي
وختم بالقول: جهاز “أمان” توقع مؤخراً أحداث كبرى كسقوط أنظمة، أو مصالحة بين حماس وفتح، لكن الحساسية من هذا الفشل أصغر مما كانت، لأنه كان من الواضح للجميع أنه من المهم جداً اكتشاف سفينة السلاح القادمة إلى غزة على سبيل المثال.
مجلة “بمحانيه” العسكرية، 13/7/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...