الإثنين 12/مايو/2025

مهام الجاسوس الصهيوني في القاهرة: مراقبة سيناء وحركة الأنفاق مع غزة

مهام الجاسوس الصهيوني في القاهرة: مراقبة سيناء وحركة الأنفاق مع غزة
عبرت أوساط دبلوماسية صهيونية عن غضبها مما وصفته “السلوك المصري المشين” تجاه التسريبات الخاصة باعتقال الجاسوس “إيلان غرابيل” 28 عاماً، لما لذلك من أثر سلبي على توتر في العلاقات الثنائية، خاصة وأن المصادر القضائية المصرية أكدت أنه دخل البلاد بتأشيرة أميركية مزورة، وعلى أنه مراسلاً لإحدى الصحف الأجنبية، وكان بانتظاره مجموعة من المراسلين الآخرين الذي جمعته بهم اتصالات مسبقة.

وقد وضع خطة عمل منذ أن وطئت أقدامه القاهرة، تقوم على التنقل بين أماكن حيوية مهمة أبرزها ميدان التحرير، ومصر الجديدة، وميدان مصطفى محمود لرصد حركات وتفاعلات مؤيدي مبارك ومعارضيه، كما كانت مهمته الأساسية قياس ردود أفعال المصريين تجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والبدء بنشاط للوقيعة بينهما.

وكشفت أن الجاسوس يعمل لصالح جهاز “الموساد”، وهدف للتحرك بين عدد من المحافظات الحدودية أبرزها محافظة شمال سيناء، وتحديداً منطقة العريش لمراقبة خطوط الغاز، والتفاعلات بين المصريين والفلسطينيين، وردود الأفعال على فتح معبر رفح، ومراقبة الحدود المصرية الفلسطينية عقب اتفاق المصالحة بين حركتي فتح وحماس، واستمرار عمليات التهريب عبر الأنفاق.

إتقان اللغة العربية

وقد كشف جهاز الحاسوب المحمول “لاب توب” و3 هواتف محمولة ضبطت معه، عن شبكة من الاتصالات تجمعه مع آخرين، من مناطق متعددة خارج مصر، يرجح أنهم كانوا في استقباله عند قدومه إليها قبل عدة أشهر، حيث سيتم جمع التحريات، والاستعلام عنهم، إضافة لمعلومات خطيرة ومهمة تتعلق برصد أحداث سياسية وأمنية واقتصادية، وكتابة تقارير مفصلة عنها.

المراسل الصهيوني “روعي كايس” نقل عن مصادر في وزارة الخارجية في تل أبيب أن التقارير حول “غرابيل” مبالغ فيها، وقد أعلنت السفارة الصهيونية في القاهرة أن المصريين يعملون مع الأمريكيين، ولذلك قررت عدم التدخل مباشرة في القضية، وترك الأمريكيين يديرون الاتصالات مع المصريين، والحصول على المستجدات في هذا الصدد كونه يحمل الجنسية الأمريكية أيضاً.

وأشارت إلى أن ما يحدث ليس سوى محاولة من رؤساء النظام العسكري المصري لتعزيز سلطتهم في البلاد، وينبع الأمر من موجة العداء المتزايد لـ”إسرائيل” في الشارع المصري، ومحاولة لتشتيت نيران التظاهرات التي بدأت في الأيام الأخيرة ضد السلطة العسكرية.

سيرة ذاتية عسكرية

وأضافت: هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها المصريون إلقاء القبض على جاسوس إسرائيلي، لأن مثل هذه الروايات تحل الكثير من المشاكل للنظام الجديد، حيث قام الكثير من المصريين بتهنئة قوات الأمن جراء ذلك، ويبدو أن هذا ما أراده المسئولون، خاصة وأن أجهزة المخابرات تغيرت عقب سقوط مبارك وأجهزته، وتحاول إثبات نفسها للجماهير، وما الذي يمكن أن يكون أفضل من مثل هذه الفرصة التي تتوفر فيها الصور الدامغة من حاسوب المتهم نفسه؟

وقد كشفت محافل عسكرية صهيونية أن الجاسوس يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية، وتجند في صفوف قوات المظليين في الجيش الصهيوني في مارس/ آذار 2005 في كتيبة 101، وأصيب في حرب لبنان الثانية عام 2006، وبعد أن غادر المستشفى توجه للولايات المتحدة لدراسة المحاماة، حيث يتحدث اللغة العربية بطلاقة، وقد تم نشر صور له خلال خدمته العسكرية، على خلفية القبة الذهبية في ساحة المسجد الأقصى، وصورة أخرى وهو يُلقي كلمة في فندق الملك داوود بالقدس.

وقال صديق له خدم معه في الجيش أن “غرابيل” كان جندياً منعزلاً، ولديه نوع من السذاجة، ولا أصدق أنه قام بدور تجسس، فيما يقول المقدم احتياط “تسبيكا ليفي”، أنه رافقه خلال فترة خدمته، وقد طلب أن أساعده للتجنيد في الاستخبارات، حيث درس العربية، وتطلع طيلة الوقت للعمل الاستخباري.

فيما ذكر والده المقيم في الولايات المتحدة أن ابنه طالب بكلية الحقوق في “أموري سكول” بولاية جورجيا، وتوجه لمصر لمدة ثلاثة أشهر منتدباً من الجامعة في منظمة تساعد اللاجئين، بوصفه عاملاً في قسم القانون للمنظمة الأمريكية لمساعدة اللاجئين، وقد سبق له أن زار مصر 4 مرات في الماضي سائحاً، وأراد دائماً تحسين لغته العربية.

موقع قضايا مركزية، 15/6/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات