نتنياهو يحرم الصهاينة من الانتصار في الحرب المقبلة

لن يهادن الفلسطينيون في السنين القادمة في حق العودة. ولن يعترف الفلسطينيون بدولة الشعب اليهودي القومية. ولن يُدير الفلسطينيون ظهورهم لـ “حماس”. ولم يكن حتى قبل “الربيع العربي” احتمال كبير لسلام دائم مع الفلسطينيين. لكن بسبب “الربيع العربي” ضاع حتى الاحتمال الضعيف.
التحول الديمقراطي في العالم العربي رائع، لكن التحول الديمقراطي قتل السلام. لن يكون في السنين القادمة زعيم فلسطيني معتدل يكون له ما يكفي من الشرعية ليُتم الصفقة التاريخية مع إسرائيل وهي 1948 مقابل 1967. ولن يكون في السنين القادمة زعيم فلسطيني معتدل يستطيع أن يقف إزاء اللاجئين ويقنعهم بالتخلي عن بيوتهم وقراهم. وفي المستقبل القريب لن ينهض أنور سادات فلسطيني، ولن يكون سلام إسرائيلي فلسطيني، وبهذا، فان السؤال المهم في الحقيقة هو سؤال مختلف وهو: هل سيكون سلام مع العالم؟
لا يهود باراك مساوئ كثيرة، ولكن عندما مضى باراك إلى كامب ديفيد في سنة 2000 ضمن أن يقف العالم إلى جانب إسرائيل في الانتفاضة الثانية. وكانت لايهود أولمرت أيضا عدة مساوئ. لكن عندما مضى أولمرت إلى أنابوليس في سنة 2008 ضمن أن يقف العالم إلى جانب إسرائيل في عملية “الرصاص المصبوب”. وكذلك برهن باراك وأولمرت للعالم بالأعمال أن الصراع ليس على المستوطنات بل على الوجود، وبرهن باراك وأولمرت للعالم أيضا أن إسرائيل ليست قوة احتلال بل دولة يهودية ديمقراطية تريد إنهاء الاحتلال.
خدم الإيهودان غير المحبوبين إسرائيل لا بأن أحرزا سلاما مع الفلسطينيين بل بأن أحرزا سلاما مع العالم. وكان من نتاج ذلك انه عندما اضطرت إسرائيل إلى استعمال القوة كان لها حق وقدرة على استعمال قوة. وهكذا هزمت إسرائيل ياسر عرفات وردعت “حماس”. وهكذا حظيت إسرائيل بسني هدوء ونماء وقوة، لكن يوجد سؤال آخر لا يقل أهمية وهو: هل سيكون هناك سلام مع أنفسنا؟
كان من نتائج كامب ديفيد 2000 أن اليسار الصهيوني وقف من وراء عملية “السور الواقي” في ربيع 2002. وكان من نتائج أنابوليس 2008 أن اليسار الصهيوني لم يعارض عملية “الرصاص المصبوب” في مطلع 2009. فشلت المسارات السياسية البعيدة المدى لباراك وأولمرت مع الفلسطينيين، لكنها نجحت مع الإسرائيليين. فقد داوت أمة ممزقة مقسومة، وأعادت شعورا عاما بعدالة النهج. وأحدثت سلاما داخليا في إسرائيل. إن الاستعداد في العقد الأخير لتقسيم البلاد قد وحد الشعب. وأنشأ اتساقا قيميا ما، مكّننا من أن نجابه معاً تحديات خارجية صعبة. وقد وحد المجتمع وزاد في قوة الدولة. لم تمنحنا “كامب ديفيد” و”أنابوليس” سلاما مع جيراننا لكنهما منحتانا سلاما مع أنفسنا.
هناك خطر كبير في أن تنشب حرب في الخريف. نأمل جميعا أن تكون حرباً سياسية فقط، لكن من المهم الاستعداد لإمكانية أن يتخذ الصراع السياسي، إن عاجلا أو آجلا، بُعداً شعبياً أو بُعداً عسكرياً. سيكون ذلك أصعب مما كان في “الرصاص المصبوب”. قد يكون صعبا كما كان في الانتفاضة الأولى أو في الانتفاضة الثانية. سيزيد في خطورة الوضع حقيقة أننا سنخرج هذه المرة إلى المعركة دون تأييد دولي ودون وحدة إسرائيلية، دون سلام مع العالم ودون سلام مع أنفسنا.
إن بنيامين نتنياهو بخلاف باراك واولمرت لم يُهيئ للمعركة المرتقبة. ولم يقم بالعمل السياسي المطلوب لضمان النصر. لا يضيع نتنياهو السلام مع الفلسطينيين. إن نتنياهو يضيع نصر الإسرائيليين في الحرب القادمة.
هآرتس، 5/6/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...