الأحد 11/مايو/2025

نتنياهو يحرم الصهاينة من الانتصار في الحرب المقبلة

نتنياهو يحرم الصهاينة من الانتصار في الحرب المقبلة
لن يكون سلام مع الفلسطينيين، لا هذه السنة ولا في هذا العقد وربما ليس في هذا الجيل أيضا. حتى لو عاد ايهود اولمرت ليصبح رئيس الحكومة، فلن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين. وحتى لو عادت تسيبي لفني لإدارة التفاوض مع أحمد قريع (أبو العلاء)، فلن يكون سلام مع الفلسطينيين. وحتى لو سافر يوسي بيلين إلى جنيف، وخلا بمحمود عباس على ضفة البحيرة فلن يكون هناك سلام مع الفلسطينيين.

لن يهادن الفلسطينيون في السنين القادمة في حق العودة. ولن يعترف الفلسطينيون بدولة الشعب اليهودي القومية. ولن يُدير الفلسطينيون ظهورهم لـ “حماس”. ولم يكن حتى قبل “الربيع العربي” احتمال كبير لسلام دائم مع الفلسطينيين. لكن بسبب “الربيع العربي” ضاع حتى الاحتمال الضعيف.

التحول الديمقراطي في العالم العربي رائع، لكن التحول الديمقراطي قتل السلام. لن يكون في السنين القادمة زعيم فلسطيني معتدل يكون له ما يكفي من الشرعية ليُتم الصفقة التاريخية مع إسرائيل وهي 1948 مقابل 1967. ولن يكون في السنين القادمة زعيم فلسطيني معتدل يستطيع أن يقف إزاء اللاجئين ويقنعهم بالتخلي عن بيوتهم وقراهم. وفي المستقبل القريب لن ينهض أنور سادات فلسطيني، ولن يكون سلام إسرائيلي فلسطيني، وبهذا، فان السؤال المهم في الحقيقة هو سؤال مختلف وهو: هل سيكون سلام مع العالم؟

لا يهود باراك مساوئ كثيرة، ولكن عندما مضى باراك إلى كامب ديفيد في سنة 2000 ضمن أن يقف العالم إلى جانب إسرائيل في الانتفاضة الثانية. وكانت لايهود أولمرت أيضا عدة مساوئ. لكن عندما مضى أولمرت إلى أنابوليس في سنة 2008 ضمن أن يقف العالم إلى جانب إسرائيل في عملية “الرصاص المصبوب”. وكذلك برهن باراك وأولمرت للعالم بالأعمال أن الصراع ليس على المستوطنات بل على الوجود، وبرهن باراك وأولمرت للعالم أيضا أن إسرائيل ليست قوة احتلال بل دولة يهودية ديمقراطية تريد إنهاء الاحتلال.

خدم الإيهودان غير المحبوبين إسرائيل لا بأن أحرزا سلاما مع الفلسطينيين بل بأن أحرزا سلاما مع العالم. وكان من نتاج ذلك انه عندما اضطرت إسرائيل إلى استعمال القوة كان لها حق وقدرة على استعمال قوة. وهكذا هزمت إسرائيل ياسر عرفات وردعت “حماس”. وهكذا حظيت إسرائيل بسني هدوء ونماء وقوة، لكن يوجد سؤال آخر لا يقل أهمية وهو: هل سيكون هناك سلام مع أنفسنا؟

كان من نتائج كامب ديفيد 2000 أن اليسار الصهيوني وقف من وراء عملية “السور الواقي” في ربيع 2002. وكان من نتائج أنابوليس 2008 أن اليسار الصهيوني لم يعارض عملية “الرصاص المصبوب” في مطلع 2009. فشلت المسارات السياسية البعيدة المدى لباراك وأولمرت مع الفلسطينيين، لكنها نجحت مع الإسرائيليين. فقد داوت أمة ممزقة مقسومة، وأعادت شعورا عاما بعدالة النهج. وأحدثت سلاما داخليا في إسرائيل. إن الاستعداد في العقد الأخير لتقسيم البلاد قد وحد الشعب. وأنشأ اتساقا قيميا ما، مكّننا من أن نجابه معاً تحديات خارجية صعبة. وقد وحد المجتمع وزاد في قوة الدولة. لم تمنحنا “كامب ديفيد” و”أنابوليس” سلاما مع جيراننا لكنهما منحتانا سلاما مع أنفسنا.

هناك خطر كبير في أن تنشب حرب في الخريف. نأمل جميعا أن تكون حرباً سياسية فقط، لكن من المهم الاستعداد لإمكانية أن يتخذ الصراع السياسي، إن عاجلا أو آجلا، بُعداً شعبياً أو بُعداً عسكرياً. سيكون ذلك أصعب مما كان في “الرصاص المصبوب”. قد يكون صعبا كما كان في الانتفاضة الأولى أو في الانتفاضة الثانية. سيزيد في خطورة الوضع حقيقة أننا سنخرج هذه المرة إلى المعركة دون تأييد دولي ودون وحدة إسرائيلية، دون سلام مع العالم ودون سلام مع أنفسنا.

إن بنيامين نتنياهو بخلاف باراك واولمرت لم يُهيئ للمعركة المرتقبة. ولم يقم بالعمل السياسي المطلوب لضمان النصر. لا يضيع نتنياهو السلام مع الفلسطينيين. إن نتنياهو يضيع نصر الإسرائيليين في الحرب القادمة.

هآرتس، 5/6/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....