خبير روسي: الكيان الصهيوني أوشك علی الإنهيار
شاميل سلطانوف خبير ومحلل روسي معروف، عمل مراسلاً خاصاً لصحيفة “دن” (اليوم) في العام 1991، ورئيس تحرير صحيفة زافترا (الغد) 1994، ودخل المجلس الوطني لشعب روسيا الإتحادية في 1995. كما شغل منصب نائب رئيس المركز الدولي للأبحاث الإقتصادية الإقليمية، ورئيس مساعد لحزب الأقاليم الروسية.
ويشار إلى أن سلطانوف ولد سنة 1952 فی أوزبكستان، وتخرج من معد موسكو الرسمي للعلاقات الدولية، وترأس المجموعة العلمية بالمعهد، وكان نائب رئيس قسم العلاقات الاقتصادية الخارجية فيه في العام 1989.
“المركز الفلسطيني للإعلام” التقى السيد شامل سلطانوف وكان معه الحوار الآتي:
س: بداية كيف تقرأ الوضع الدولي ومنطقة الشرق الأوسط في ظل المتغيرات الجديدة؟
اسمحوا لي أولاً أن أبدأ بالعنوان الأبرز للوضع العام دولياً، والذي يمكن إدراجه تحت عنوان حالة “المجهول”، وهذا يعود للأزمة الاقتصادية العالمية وأزمات النظام العالمي الخطيرة. هذه الأزمة في أوروبا والولايات المتحدة واليابان وغيرها من الدول الكبرى، مع التأكيد أنه لا يوجد بوادر لحل هذه الأزمة بشكل واضح، مما يؤثر على صناعة القرار في الغرب واليابان.
الأمر الآخر هو العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، فمن جهة يبدو أن هذين البلدين بحاجة لبعضهما اقتصادياً، ولكن في الجهة الأخرى فإن حالة من المواجهة والتحدي والندية تدور بين هاتين القوتين، والتي تمتد في كثير من المجالات وفي مجال الطاقة على وجه التحديد مما يؤثر على القرارات السياسية والعسكرية.
وكذلك، فيمكن القول أنه تبقى القليل من الوقت لإنهاء حكم الأحادية القطبية للولايات المتحدة الأمريكية للعالم، هذا النظام السياسي المحدد والذي أدار النظام العالمي على مدى العشرين سنة الماضية قد أوشك على النهاية. ولكن وبكل صراحة فإنه لا يوجد أي نظام عالمي يمكن أن يكون مرشحاً حتى اللحظة ليخلف الولايات المتحدة، وهذا يؤكد حالة المجهول التي تحدثت عنها. ولعل حالة المجهول هذه هي الحالة التي تحكم النظام السياسي العالمي القائم.
الخطورة من وراء ذلك أن حالة المجهول عادة ما تكون منذرة بالحرب، وهذه الحرب ستكون حرباً كونية، هذه الحرب لن تكون ساحتها كوريا الشمالية، ولا أوروبا ولا أمريكا اللاتينية بل هناك ثلاثة مناطق جغرافية هي المرشحة لأن تشتعل الحرب فيها، الشرق الأوسط، وإيران، والقوقاز، فعلى سبيل المثال إذا قامت الحرب في الشرق الأوسط فإن “إسرائيل” ستكون جزءً منها وبالتالي ستضطر أمريكا إلى التدخل فيها مجبرة وهنا تكون طبيعة الحرب كونية. أو أن يتم مهاجمة إيران فلن تقف الصين متفرجة وستدعم إيران، وذلك بسبب حاجة الصين الملحة للطاقة والتي تعتمد فيها على إيران بشكل كبير (الغاز والنفط).
س: كيف تنظر الى الثورات العربية ومستقبلها؟
إن عامل المجهول والحالة الضبابية في العالم كان لها الأثر المباشر على هذه الثورات، ودعني أؤكد أن هذه ليست ثورات، بل هي ثورة عربية واحدة، والتي ستستمر إلى عقد أو عقدين حتى تؤتي أكلها في التغيير المنشود، وهذا ثابت تاريخياً كما حدث في إيران وفي روسيا وغيرها.. ففي روسيا بدأت الثورة في 1917 واستمرت حتى 1936.
أما عن دوافع هذه الثورات، فمن وجهة نظري هي ثورة البحث عن الذات وعن الهوية، وقد أثبتت بكل وضوح فشل كل الأنظمة العلمانية والليبرالية، والشيوعية، والقومية، ورأينا الهوية الإسلامية الواضحة لها، ولكن- من وجهة نظري كذلك- فإن المشكلة تكمن في غياب برنامج الإسلام السياسي التطبيقي والعملي الذي يستطيع أن يحقق الآمال والطموح لهذه الشعوب الثائرة، وفي نفس الوقت لا يوجد مجال لهذه الشعوب أن تثق بالنظم السابقة من علمانية وشعوبية وشيوعية.
وعندما أتحدث عن الأيديولوجية الإسلامية السياسية أعني بها خطة عملية وتطبيقية، هل سيتبعون النظام التركي أم النظام الإيراني على سبيل المثال أم أن هناك نظاماً معيناً؟ وهنا تبرز مشكلة النخبة في المنطقة العربية، والتي تعاني من فجوة كبيرة بينها وبين الشعوب، هذا تحدي كبير سيواجه الشعوب الثائرة في المرحلة القادمة.
هناك نموذجان حاضران، نموذج الثورة الإسلامية في إيران، والنموذج التركي. وقد أثبتت الثورة الإسلامية جدارتها في تطويرها لنظام جديد حل مكان النظام البائد بكل تفاصيله، وكذلك فإن النموذج التركي في تفاهمه مع المؤسسة العسكرية العلمانية وطرحه لأفكار التيار الإسلامي في تركيبة ناجحة حتى اللحظة، قلصت فيها الفجوة ما بين هاتين المجموعتين النخبويتين.
س: حركتا حماس وفتح وقعتا على ورقة المصالحة، برأيك هل ستدوم هذه المصالحة؟
من وجهة نظري فلا يمكن اعتبار حركة فتح قوة سياسية مستقلة، وإن أداء فتح السياسي مرهون بالسياسات الأمريكية و”إسرائيل”. بالطبع فإننا نعلم أن “إسرائيل” كانت ضد أي نوع من المصالحة بين فتح وحماس، على الرغم من أن هناك تناقض واضح في السياسة “الإسرائيلية” اتجاه المصالحة، فهي من جهة تقول أن المفاوض الفلسطيني لا يمثل الشعب الفلسطيني، ولا يمكن له أن يتفاوض باسم فئات الشعب كله، وفي الطرف الآخر تعارض تصالح هذا الفريق مع حماس وأن يرتب الفلسطينيون بيتهم.
وهنا مسألتان، الأولى: أن أفضل وضع للكيان الصهيوني هو وضع اللاحرب واللاسلم، فهي مرتاحة لما عليها الحال من مفاوضات لا تفضي لشيء، والثاني: أعتقد- من وجهة نظري- أن من دفع عباس للمصالحة مع حماس هي الولايات المتحدة لأن فريقاً في الإدارة الأمريكية لا يريد متاعب في الشرق الأوسط، ويريد أن يهدئ بعض الملفات الساخنة حتى يتفرغ لمواضيع وملفات أخرى.
في 2003 عندما سؤل رامسفيلد- وزير الدفاع حينها- عن غزو العراق، أجاب بكل وضوح: “لدي في العراق 18000 جندي، أعطني 450000 جندي أستطيع أن أحسم المعركة”. ولكن لا يمكن لأمريكا أن تضع مثل هذا العدد لعدم توفره في جبهة واحدة.
وبالتالي فإن الثورات العربية التي قد تؤدي إلى تأجيج انتفاضة أو حرب في المنطقة لن تكون أمريكا فيها مستعدة بأي حال، لذلك كانت الحاجة إلى تهدئة الملف الفلسطيني. لأن حرباً من هذا النوع ستشكل كارثة على الاقتصاد الغربي والحضارة الغربية إذا اضطرت لحماية “إسرائيل”، ولتثبت أمريكا أنها مع قضايا الشرق الأوسط، دعمت المصالحة بين فتح وحماس، وأظن أن أمريكا لن تعترض على إعلان دولة فلسطينية في سبتمبر القادم.
س: في ذكرى النكبة كيف ترى مستقبل الكيان الصهيوني؟
بكل صراحة، أرى أن “إسرائيل” أوشكت على الانهيار، وهذا سيتحقق ما بين 15 إلى 20 سنة، لأنها دولة اصطناعية، وقد وجدت في نزاع كوني بين تياري الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، وكما نعلم فإن الاتحاد السوفيتي قد انهار، واليوم فإن الولايات المتحدة لا تبني خططها المستقبلية للبقاء على أساس تحالفها مع “إسرائيل”، فهناك لوبي متصاعد في الولايات المتحدة ينتقد العلاقة مع “إسرائيل” على أنها علاقة تورط أمريكا في مآزق كثيرة، والعلاقة معها تعارض مصالح أمريكا في الشرق الأوسط والعلاقة مع العالم الإسلامي، وكلنا سمعنا في العام الماضي انتقاد الجنرال باتريوسس لـ”إسرائيل”، والجنرال باتريوس له مستقبله في الإدارات القادمة، كما أنه يمثل نخبة عسكرية ونخبة لها ثقلها في صناعة القرار في الولايات المتحدة الأمريكية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...

سلطة المياه: 85 % من منشآت المياه والصرف الصحي بغزة تعرضت لأضرار جسيمة
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت سلطة المياه الفلسطينية من كارثة إنسانية وشيكة تهدد أكثر من 2.3 مليون مواطن في قطاع غزة، نتيجة انهيار شبه الكامل في...

تقرير: إسرائيل تقتل مرضى السرطان انتظارًا وتضعهم في أتون جريمة الإبادة الجماعية
المركز الفلسطيني للإعلام حذر المركز الفلسطيني لحقوق الانسان، من إصرار دولة الاحتلال الاسرائيلي على الاستمرار في حرمان مرضى الأورام السرطانية من...

مستشفى الكويت الميداني بمواصي خانيونس يقلص خدماته بسبب الحصار
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خانيونس عن اضطراره لتقليص عدد من خدماته الطبية، وسط الأوضاع الصحية...

جيش الاحتلال يفرض إغلاقًا على قرية المغير في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام فرضت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، إغلاقًا على قرية المُغَيِّر شمال شرق مدينة رام الله وسط الضفة...

بوريل: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بغزة بقنابل من أوروبا
المركز الفلسطيني للإعلام أكد المسؤول السابق للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في قطاع غزة، وأن نصف...

الاحتلال يواصل الإبادة بغزة موقعاً 147 شهيدًا وجريحًا خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 23 شهيدا، و124 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...