الإثنين 12/مايو/2025

حماس وحلم القضاء على الكيان الصهيوني

حماس وحلم القضاء على الكيان الصهيوني
قادة حماس يحاولون إقناع الغرب عدم الأهمية الكبيرة لميثاق حماس والذي ينص ضمن أهدافه على  القضاء على كل اليهود ،  وفي نفس الوقت يعلنون بأنهم لن يغيروا في الميثاق أي بند، منذ توقيع اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في 4 مايو بالقاهرة يبدو أن الافتراضية القائلة بأن الضغط السياسي على اسرائيل قد زال هو أمر بديهي.  هذا الأمر صحيح بالنسبة للكونغرس الأمريكي ولكن ضمن نخب أوروبية كثيرة وأيضا ضمن مسؤولين حكوميين أميركيين سابقين فإن رفض مطلق لحماس غير موجود.

يوجد أطراف رسمية في أوروبا يحاولون تعزيز التحاور مع حماس منذ 2006 حين فازت بانتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني. وعلى سبيل المثال في 2009 تمت مقابلة اثنان من البرلمانيين الفرنسيين مع خالد مشعل في دمشق.  وبعدها بشهر قام وفد بريطاني برئاسة عضوه البرلمان السابقة جيني تونغ بمقابلة خالد مشعل في بيروت.

وفي مقابلات مع عدد ليس بقليل من أعضاء  البرلمان البريطاني تم مساواة حماس بالجيش الأيرلندي، ومن ثم طالب هؤلاء الأعضاء اسرائيل باتخاذ خطوات دبلوماسية كما حصل في شمال أيرلندا.  ومن الجدير ذكره بأن اثنين من العلماء البريطانيين من كامبريدح جون بين ، ومارتين فرامفتون واللذان تخصصا في موضوع الجيش الأيرلندي ألفوا كتاب ” نتحدث مع الإرهابيين”، تحدثوا في هذا الموضوع وأوضحوا أن الجيش الأيرلندي لم يشكل خطر وجودي على بريطانيا في حين أن أهداف حماس لن يتم تحقيقها بدون تدمير اسرائيل.

وحتى ضمن مسئولين أميركيين سابقين وبينهم مارتين إنديك ، وريتشارد هاس، فقد عبروا عن أن أي اتفاق بدون حماس سيكون مصيره الفشل، وحتى ضمن الصحافة الأميركية القريبة من الفكر الأوروبي في 2007،   فقد أعطت نيويورك تايمز والواشنطن بوست مساحة واسعة لأحمد يوسف مستشار اسماعيل هنية لطرح مواقفه.  اثنان من مستشاري الأمن القومي السابقين لأمريكا زبيغنيف برجنسكي، وبرنت سكوكروفت أبدوا دعم علني لحوار أمريكي مع حماس في مارس 2009 .

في 2006 أعرب محللين دوليين كثر عن أملهم بأن اعتلاء حماس للسلطة في غزة ستلزم حماس بتبني طريقة براغماتية ومرنة أكثر.  حظيت حينها حماس بفرصة للحصول على أرباح كثيرة  ومساعدات دولية لو أنها تبنت مطالب الرباعية:  نبذ الإرهاب، اعتراف بدولة اسرائيل وتطبيق الاتفاقيات السابقة. ولكن حماس لم تُغرَى حتى من حقل الغاز الطبيعي قبالة سواحل غزة وظلت متمسكة بأيديولوجيتها الداعية لتدمير اسرائيل. خالد مشعل كتب في الجارديان في مارس 2006: ” لن نبيع شعبنا أو مبادئنا مقابل مساعدات أجنبية”.

في كتابه عن تاريخ حماس يقول عزام التميمي. رجل الإخوان المسلمين في بريطانيا بأن قيادة حماس ناقشت ميثاقها. وأن هذا النقاش دار بين سنوات 2003 و2005، ونبع من التطورات عقب أحداث 11 سبتمبر،  ولكن في نهاية الأمر قررت قيادة حماس عدم تغيير الميثاق.  محمود الزهار المرشح لمنصب وزير الخارجية  صرح في يناير 2006 بأن حماس ملتزمة أيديولوجياً بميثاقها.  وأنه لن يتم تغيير أي كلمة فيه.

وكما هو معروف فإن ميثاق حماس الذي كُتب في 1988 هو ميثاق عنصري متطرف،  ويبدأ بعبارة مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا الذي قال ” اسرائيل قامت وستستمر في الوجود حتى يزيلها الإسلام كما أزال مَن قبلها “. في البند السابع  وبما يتعلق بيوم الحساب كُتب ” لن يأتي يوم القيامة حتى يقاتل المسلمون اليهود ويقتلوهم “.  وفي الميثاق كُتب أيضا بأن اليهود مسئولين عن كل الحروب الكبيرة في التاريخ ودليل على ذلك ما كُتب في بروتوكولات صهيون.

في مقابلة مع النيويورك تايمز في مايو 2009 حاو ل مشعل التقليل من أهمية الميثاق وقال : “من غير الواقعي أن يتصلب المجتمع الدولي حول جمل تمت كتابتها قبل 20 سنة” مع ذلك من الواضح أن إصرار مشعل وحماس في عدم تغيير الميثاق هو الدليل الأكبر على أهمية الميثاق في نظرهم. وهذا الأسبوع تحدث مشعل عن مواصلة الكفاح المسلح ” المقاومة المسلمة”. 

الطريقة الأجدى لفهم واقعية ميثاق حماس هو متابعة استخدام المصطلحات العنصرية الرئيسية التي تظهر في الميثاق على أيدي عناصر حماس  المسؤولين عن نشر هذه الإيديولوجية.

أجندة حماس للإبادة الجماعية تحدد الخطاب العام اتجاه اليهود بين زعماء حمساويين كثيرين.  مثال على ذلك يونس الأسطل عضو المجلس التشريعي عن حماس والذي يشغل عميد كلية الشريعة ورئيس لجنة الإفتاء  في الجامعة الإسلامية بغزة. وقد كتب الأسطل في مارس 2008 عن محرقة اليهود :” نحن متأكدين وعلى يقين بأن المحرقة ستكون من نصيب اليهود”.

الأسطل هو مثال واحد من بين كثيرين:  الشيخ سليمان الفرا مدير الأوقاف في خانيونس وقيادي حمساوي كبير وصف كيفية تدمير اسرائيل  في خطبة في مسجد الكتيبة الخضراء في مارس 2010،  والشيخ محسن أبو عيطة قالها ببساطة في قناة الأقصى في يوليو 2008 بأن تدمير اليهود هي أحد البركات التي ستحل بفلسطين”.

والزهار أيضا في خطاب ألقاه في نوفمبر 2010 وتم بثه على تلفزيون حماس قال بخصوص اليهود:” ليس لهم مكان بيننا …. وليس لهم أي مستقبل بين أمم العالم .”  بعد وقت قصير على اتفاق المصالحة مع حماس أوضح الزهار في مقابلة مع الجزيرة بأن المصالحة مع فتح لم تأتي على حساب مبادئ حماس.  وأضاف بأن الركيزة السياسية لحماس ستبقى كما هي دون تغيير.

للإيجاز فإن ميثاق حماس موجود دون تغيير.  في الأشهر القريبة من المنتظر أن تستلم اسرائيل النصائح من دول أوروبا للتحاور مع حماس.  ولكن الفروقات بين حماس التي تسعى لتدمير اسرائيل وبين حوارات أخرى قام الأوروبيين بإدارتها مع منظمات إرهابية مختلفة هي فروقات جوهرية.  ومن هنا تظهر الحقيقة وبعد اختيار أبو مازن التحالف مع حماس فإنه فعليا يقوم بإبطال كل ركائز عملية السلام.

إسرائيل اليوم، 27/5/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات