الأحد 06/أكتوبر/2024

تحليل صهيوني يزعم سيطرة حماس على الضفة فور الانسحاب منها

تحليل صهيوني يزعم سيطرة حماس على الضفة فور الانسحاب منها

استعرض نائب رئيس الوزراء الصهيوني ووزير الشؤون الإستراتيجية، موشيه يعلون، خلال “ندوة ثقافية” في مدينة بئر السبع، عدداً من المحاور السياسية التي تشغل المنطقة حالياً، والكيان الصهيوني على وجه الخصوص، جاءت على النحو التالي:

المصالحة الفلسطينية

زعم “يعلون” أنّ قبول حركة حماس بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 سيكون بمثابة هدنة مع الجانب “الإسرائيلي”، وليس إنهاء للصراع، لأنها تتبنى أيديولوجية تسعى لإقامة دولة إسلامية من البحر إلى النهر، لكنها عندما تتعرض لضغوط شديدة تقدم تنازلات مؤقتة، ويأتي في ذلك السياق إعلانها القبول بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 كهدنة مع “إسرائيل”، وليس إنهاء للصراع”.

وأضاف: وافقت حماس على المصالحة لأنها في موقف ضعف، وذهبت للمصالحة للأسباب التالية:

1. تعاني من انتقادات داخلية على طريقة إداراتها لقطاع غزة.

2. قدرتها الصاروخية أصبحت محل شك بعد امتلاك الجيش الإسرائيلي “القبة الحديدية” الدفاعية.

3. تدهور الأوضاع في سورية ممّا يثير تساؤلات عن مدى إمكانية بقاء الحركة في دمشق.

لهذه الأسباب مجتمعة قبلت حماس المصالحة على مضض، وعلينا ألا نخدع أنفسنا بأنها مصالحة حقيقية، وننتظر من الفلسطينيين إثبات العكس.

وأشار إلى أنّ الولايات المتحدة أدركت أن التوصل إلى تسوية دائمة لا يمكن أن يتحقق خلال عامين كما كانت تظن، لذلك غيرت موقفها، واقتربت من موقف الحكومة “الإسرائيلية”. وبشأن فرص التوصل إلى تسوية سياسية؛ قال يعلون: “لقد دعمت اتفاقية أوسلو وحل “الدولتين” منذ البداية، ولكن تاريخياً منذ بداية الصهيونية لم تتوفر قيادة للطرف الآخر تقبل الاعتراف بحق “إسرائيل” في الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي، والكرة الآن في الملعب الفلسطيني.

مستقبل التسوية

وأضاف: لا نريد الاستمرار في السيطرة عليهم، وعلى أتم الاستعداد للسير قدماً معهم في طريق المفاوضات، ولكن هناك العديد من القضايا تقلقنا، كاستمرارهم في بث روح العداء في نفوس الأجيال الشابة، وعدم وضعهم “إسرائيل” على خرائطهم، وإصرارهم على أن الاحتلال بدأ منذ 1948، وليس منذ 1967.

وأوضح: إذا أرادوا الحديث معنا بشأن التسوية الدائمة، فهناك ثلاثة أسئلة أساسية:

1. هل هم مستعدون في إطار التسوية الدائمة للإعتراف “بإسرائيل” كدولة قومية للشعب اليهودي؟ تلقّينا إجابة بالنفي، وتأكيد أن هذا لن يحدث أبداً.

2. هل ستشكل التسوية الدائمة إنهاء للصراع؟ هذا أيضاً نفَوْه، وقالوا لن ينتهي الصراع حتى يرضى آخر لاجئ فلسطيني.

3. الترتيبات الأمنية؛ لو لم تكن للجيش “الإسرائيلي” حرية الحركة في الضفة الغربية في المستقبل فستعود العمليات المسلحة مرة أخرى، وهكذا نحن نعيش صراعاً طويلاً، ويمكننا فقط إنهاؤه حين يدرك الفلسطينيون أن “إسرائيل” هنا لتبقى للأبد، وأنهم غير قادرين على زحزحتنا من أرضنا لا بالعنف ولا بالصواريخ.

وأشار: وواشنطن تدرك أن من سيصوِّت لصالح قرار الأمم المتحدة بشأن الدولة الفلسطينية سيُسهم بذلك في إقامة كيان فاشل ومُعادٍ، لأنه بدون الجيش “الإسرائيلي” في الضفة الغربية، لن يستطيع محمود عباس مواجهة حركة حماس، وهو يعلم ذلك تماماً، وإذا خرجت “إسرائيل” من هناك ستسيطر حماس على الضفة الغربية في غضون عامين، ويدرك الأمريكيون ذلك ويعارضونه، وهم اليوم أقرب ما يكونون إلى موقف الحكومة “الإسرائيلية” أكثر من أي وقت مضى، ونحن نأمل أن تسير أوروبا تسير في الاتجاه نفسه.

وبشأن فرص اندلاع مواجهة عسكرية؛ قال “يعلون” إننا “نقرأ في الصحف أنّ هناك استعدادات لإعلان الانتفاضة الثالثة، ولكن إذا لم يحدث شيء جوهري لا يمكن اندلاعها، لأنهم عندما يروننا نخيف أنفسنا بالانتفاضة؛ سيستخدمون ذلك لابتزازنا لتقديم تنازلات”.

التهديد الإيراني

وفي ما يتعلّق بالتهديد الإيراني؛ قال “يعلون” الذي شغل في السابق رئيس هيئة الأركان في الجيش الصهيوني: عندما نحلل خيارات إيران؛ فأسوأ خيار لديها هو إلقاء قنبلة على “إسرائيل”، واستخدام حزب الله للقيام بهذه المهمة سيكون خياراً أفضل بالنسبة لطهران، وبلا شك فإن النظام الإيراني متطرف يتحدى النظام العالمي والإقليمي، ويفعل كل ذلك قبل أن يمتلك السلاح النووي.

كما يعمل على ترسيخ عدم الاستقرار في كل مكان بالمنطقة بتسليح العناصر المتطرفة وتمويلها، وسعي طهران لامتلاك سلاح نووي يأتي لتوفير مظلّة حماية لنشاطاتها، لذلك فإن امتلاكها للسلاح النووي غير مقبول بالنسبة لنا، وهذا هو الموقف الإسرائيلي”.

وأضاف: “يجب ألا يُستخدَم الخيار العسكري إلا بعد استنفاذ الخيارات الأخرى، ونظام العقوبات لم يكن فعّالاً حتى الآن، لكنه يبشر بالخير في المستقبل، لأنّ النظام الإيراني بدأ يعاني من أزمات داخلية، ولكن إذا وصلنا إلى نقطة اقترابها من الحصول على السلاح النووي؛ فسيضطر الغرب للحيلولة دون ذلك بأي وسيلة، وإيران قلقة جداً مما يحدث الآن في المنطقة، ومن تغلغل الأفكار الأوروبية عن الحرية في البلدان العربية، ومما يحدث في سورية بالذات، لذلك تحاول مساعدة الأسد في التغلّب على الانتفاضة الشعبية ضدّه”.

وأكد: إيران لن تُسارع لمهاجمة “إسرائيل”، لأن الأخيرة قوية، ولن تتورّط إيران معها في حرب، والرئيس السوري بشار الأسد كان لديه من الأسباب ما يدعو لمهاجمتها، لكنه لم يفعل، لأنها من هذه الناحية تتمتع بقوة ردع كافية”.

بن لادن والقاعدة

كما تطرق “يعلون” في حديثه إلى اغتيال زعيم منظمة القاعدة أسامة بن لادن، وقال: لم يعد أي زعيم متصل بمحور الشر، سواء قائد دولة مثل سورية وإيران أو زعيم منظمة مسلحة، ينام مطمئناً كالسابق، وحسن نصر الله بالتأكيد منزعج جداً، ولا ينام جيداً في مخبئه، لأن مجرد القضاء على بن لادن حدث كبير، لكنه ليس نهاية الطريق، فالحرب على العنف ستستمر لسنوات طويلة، واغتياله مجرد عملية رمزية تعكس قدرة الغرب، خاصة الولايات المتحدة، على الوصول إلى أعدائه، وهو ما سيؤثِّر في المدى الطويل على تيّار الإسلام الجهادي. وأضاف: يشن الغرب حرباً على العنف الإسلامي الذي يسعى لتدمير الثقافة الغربية، وفي هذه الحرب عليه أن يستخدم جميع الوسائل التي تمكِّنه من الانتصار، والاغتيال ضمن هذه الوسائل”.

وفي معرض تعليقه على تعامل الغرب مع الزعماء العرب؛ قال “يعلون”: لماذا لم ينزع الغرب الشرعية عن القادة العرب والمسلمين، كيف يدعو رئيس إيران محمود أحمدي نجاد إلى محو “إسرائيل” من الخارطة، ويظل يخطب في الأمم المتحدة؟! لقد كان المتوقع أن يقاطعه الغرب، ويعزله سياسياً، ويرفض استقباله في أي دولة غربية، كما أننا نرى كيف يذبح الرئيس السوري بشار الأسد شعبه في سورية، والغرب لا يحرِّك ساكناً، هذا كله نفاق دولي من أجل المصالح الشخصية، وهو وضع نتمنّى أن يتغيّر”.

المنتدى الصهيوني للمخابرات، 24/5/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات