قبها: اعتقال الاحتلال للقادة محاولة للتشويش على المصالحة الفلسطينية

جدد وزير الأسرى السابق المهندس وصفي قبها تأكيده على أن الاعتقالات الصهيونية التي طالت قيادات فلسطينية خلال الأسبوع الماضي ما هي إلا “محاولة لإفشال عملية المصالحة”.
وقال في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الثلاثاء إنه “لا شك أن الاحتلال كان هو المستفيد الأول من حالة الانقسام السياسي والجغرافي الفلسطيني التي كانت سائدة، وعليه فهو يرى في أي تقارب أو عملية تصالحية مساً بسياساته وإستراتيجياته القائمة على إنكار حقوق الشعب الفلسطيني، لذلك وأمام توقيع الكل الفلسطيني على المصالحة والإعلان عن قبول الوحدة والتلاحم كخيار لا بد من تجسيده على أرض الواقع”.
ووصف قبها لجوء سلطات الاحتلال لمثل هذه الحملة من اعتقالات بحق قيادات الشعب الفلسطيني ورموزه وممثليه، بأنها “محاولة لتفريغ الساحة الفلسطينية الداخلية من كل المؤثرين وصناع القرار”.
محاولات للتشويش على المصالحة:
وأضاف “أن سياسة استهداف القادة والنواب الإسلاميين، تؤكد أن سياسة المحتل تستند إلى تغييب الكادر والقائد والنائب والمؤثر عن بيئته ومجتمعه؛ للحيلولة دون قيام هؤلاء النواب والقادة بواجباتهم تجاه شعبهم وقضيتهم، وحتى لا يضطلعوا بالمهمات الملقاة على عاتقهم، والقيام بالصلاحيات الموكولة لهم، بالرغم من أن الاحتلال يدرك أن ما يقوم به يتنافى مع القوانين والأعراف الدولية، التي كفلت حريتهم وحصانتهم الدبلوماسية ودعمت حقوقهم ورعت احتياجاتهم“.
وأكد وزير الأسرى السابق :”أن إجراءات الاحتلال التعسفية بحق القادة والممثلين ومحاربتهم قد باتت معروفة الأهداف، وترمي إلى تعطيل مهام المجلس التشريعي والفصل القسري بين الشعب الفلسطيني وممثليه الشرعيين، عبر سلخ النواب عن قاعدتهم الشعبية التي اختارتهم في انتخابات شهد العالم بنزاهتها، وكل ذلك يأتي في سياق محاولات هذا المحتل لإفشال المصالحة وتعطيلها، وتعتبر بمثابة إنذار لقيادات الشعب الفلسطيني ونوابه، وللضغط على حماس حتى تُليِّن من مواقفها وتتعاطى بمرونة مع العملية التفاوضية”.
وأضاف بأن هذه الاعتقالات “هي بمثابة فزَّاعة لمن لا يتم اعتقاله من التحرك والتفاعل مع الهم والشأن الفلسطيني، أو هي بمثابة رسالة منه إلى الفصائل الفلسطينية، ومحاولة ترهيب وتخويف لأي شخصية فلسطينية ممكن أن يكون لها دور مؤثر في مرحلة ما بعد إنهاء الانقسام، وهي بمثابة رسالة أيضاً بأن المحتل لن يتوانى عن اتخاذ كافة الإجراءات بحق من يظن أنهم نشطاء ومؤثرين، كما أن الاحتلال يحاول خلط الأوراق وإشغال الساحة الفلسطينية وإرباكها عبر مثل عمليات الاعتقال التي تطال النواب والوزراء والشخصيات السياسية والقيادات والكوادر”.
وحول أوراق الضغط التي يمتلكها الكيان علق المهندس قبها قائلا: إن “إسرائيل تملك من أوراق الضغط والخطط ما يساعدها للتشويش على المصالحة الفلسطينية، وقد تتمكن من إفشالها في حال تخلى أحد مكوني الشعب الفلسطيني الرئيسيين حماس أو فتح عن التزاماته وتعهداته تجاه المصالحة، وقَبِلَ بعروض إسرائيلية تأتي في سياق الإغراءات للمفاوض الفلسطيني وفي سياق ذر الرماد في العيون فيما يتعلق بالمفاوضات ومسيرة وهم السلام، وبنظري أن إسرائيل وهي تحاول إفشال وإجهاض المصالحة أو التشويش عليها تصطدم بعقبات كثيرة”.
نقاط قوة للمصالحة:
وعدد قبها عددا من النقاط المعيقة للكيان في عملية إفشال للمصالحة وهي:
1. وصول الحالة الفلسطينية إلى نقطة النضوج واستشعار المخاطر الحقيقية على القضية والشعب معاً جراء ما يترتب على الانقسام.
2. رياح التغيير التي تهب على المنطقة وما يجري في المحيط العربي من تغيير، وتحديداً في مصر يصب في صالح تعزيز الوحدة الفلسطينية الداخلية، وبالتالي صمود المصالحة ودعم الشعب الفلسطيني.
3. تراجع الهيمنة الأمريكية في المنطقة حيث تفاجأت هذه الإدارة بالثورات العربية، وفشلها في إخماد جذوة المقاومة في عدد من الدول الإسلامية.
وعلق على موافقة السّلطة الفلسطينية على إنجاز المصالحة مع حماس، بأن “إسرائيل تعتبرها وتعدها نهاية لـ(عملية السّلام)، بالرغم من أن المفاوضات متوقفة؛ وعليه قامت الحكومة الإسرائيلية بوقف تحويل أموال الجمارك والضرائب المستحقة للفلسطينيين والتي تصل بما يوازي مائة مليون دولار شهرياً لأنها تعتبر أن كومة الوحدة الفلسطينية بمشاركة حماس تشكّل تهديداً لأمن إسرائيل، كما أن التقديرات الإسرائيلية أن حماس ستفوز في الانتخابات القادمة وعليه فقد تؤدي إلى سيطرة حماس على الضفة، فإسرائيل وكأنها تشعل الضوء الأحمر أمام الرأي العام العالمي وهي التي تجيد لعب دور الضحية وتحسن توظيف هذا الدور واستثماره في المؤسسات الأممية وفي الكثير من الدول صاحبة التأثير في السياسة الدولية”.
الإرادة الفلسطينية ستتغلب على الاحتلال
وفي معرض رده على توقعات قيادات الاحتلال لفشل عملية المصالحة رد قبها عليها بالقول:”إن الاحتلال يخشى أن تتطور حالة الانسجام والوفاق الفلسطيني، التي لا تتماشى وإستراتيجيته الاستعمارية المعروفة، في تقسيم الوطن، وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح، ولا يريد للنظام الديمقراطي الفلسطيني أن يأخذ حقه؛ لأنه يتعارض مع سياساته الاحتلالية، وأمام ذلك فالتصريحات الإسرائيلية تنبع من تفكير الاحتلال بصوت عالٍ وهي تعكس النوايا الحقيقية وموقف الاحتلال من المصالحة كمشروع وطني فلسطيني، حيث يعتقد المحتل أنه لا بد من إفشاله وقتله في مهده والعمل بقوة من أجل ذلك، وأمام الغطرسة الإسرائيلية وعنجهية المحتل وإصراره على النيل من الشعب الفلسطيني وصموده ووحدته تأتي هذه التصريحات بهذا الإطار وفي هذا السياق.”
وأضاف: “وبناء على ما سبق فإنه تتولد القناعات لدى قادة الاحتلال ومن يُطلق التصريحات من أن إفشال المصالحة أمر لا بد منه وهو آت وقادم وسيستخدم الاحتلال كل أوراق الضغط والابتزاز من أجل تحقيق ذلك، وعليه فإن المطلوب فلسطينياً أن لا تُمرر خطط المحتل، وأن تبقى أهدافه وخططه ومحاولاته إفشال المصالح في إطار التمنيات لا أكثر، وهذا يتطلب إنجاح المصالحة واستمرارها وعليه لا بد من أن تتوفر الإرادة الخالصة بعيدا عن التدخل والإملاءات الخارجية، ولا بد من توظيف وتسخير جميع المؤسسات الوطنية الرسمية والشعبية وحتى تلك الخاصة وعلى رأسها وسائل الإعلام لخدمة برنامج المصالحة الوطنية، وتبصير المواطن الفلسطيني بالمخاطر التي تترتب على فشل المصالحة، وكيف أن الاحتلال لا يألُ جهداً لإفشالها وبذلك نستطيع أن نقنع الفلسطيني والعالم أننا قادرون على النجاح”.
لا مجال إلا للاتفاق
ولدى سؤال الوزير السابق عن دور الفصائل الفلسطينية في إفشال المخططات الصهيونية قال:” إن ثقة الفصائل بعضها ببعض هي أحد أهم الضمانات التي ستساهم في إفشال المخططات الإسرائيلية لتقويض الاتفاق وإفشال المصالحة، وأن القناعة الفصائلية الراسخة بأنه لا مجال أمامنا إلا الاتفاق وأن تجربة 4 سنوات من الانقسام هي درس عملي قاسٍ ومرير لكل الفصائل التي الأصل فيها قد استقت منها الدروس والعبر ستسهم أيضاً في إفشال المخططات الإسرائيلية، كما ويمكن لهذه الفصائل أن توظف رياح التغيير التي تهب على المنطقة والحالة الشعبية العربية النهضوية الجديدة لمواجهة المخططات الهادفة لزعزعة الأمن والاستقرار الفلسطيني، وأن الوضع المصري الجديد وتعاونه مع الفصائل له أثر كبير في تعزيز المصالحة الفلسطينية وبالتالي في إفشال المخططات الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن الفصائل يمكنها حماية المصالحة بتعاون وتكامل و بإرادة سياسية موحدة، وبتوظيف للحالة الشعبية الواسعة، ومن خلال الاستفادة من الاتفاقات الرامية لاستعادة الوحدة وتنفيذ ما تضمنته من بنود، كما أن تعزيز أوجه التلاحم الوطني في مسيرة الصمود والمقاومة تهيء الأجواء والظروف والمناخات الفلسطينية المناسبة لكسر الحصار وفتح المعابر وإعادة إعمار القطاع وهذا له دوره المهم في إفشال المخططات الإسرائيلية.”
وختم وزير الأسرى السابق حديثه بالقول:”إن الإصرار على توحيد الصف الفلسطيني وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي، والإبحار بالمصالحة والتوافق الوطني إلى بر الأمان وشاطىء الاستقرار سيكون الصخرة التي تتحطم عليها المخططات الإسرائيلية وفي هذا السياق لا بد من توفير ظروف حماية المصالحة، والاستمرار في كل الإجراءات التي من شأنها حماية مصلحة الشعب الفلسطيني”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...

رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس- المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها سلطة...