الإرباك الصهيوني من السياسة المصرية قد يدفع لخطوات غير محسوبة

وفي حين رفضت “إسرائيل” الرسمية التطرق لهذه التصريحات، إلا أنّ ضابطاً بارزاً في المؤسسة العسكرية الصهيونية قال أنّها شكلت “تطوراً مزعجاً”، خاصة عقب العلاقات الطيبة التي جمعت “عنان” ورئيس الأركان الإسرائيلي السابق “غابي أشكنازي”.
فيما قال مسؤول صهيوني رفيع بأنّ مصر أصبحت “خطراً كبيراً” على أمن “إسرائيل” الإستراتيجي، خاصة بعد التغيير الأخير في سياستها الخارجية، وفتح معبر رفح، مطالباً بتحجيم تلك السياسة الجديدة، التي من شأنها “تأزيم” العلاقات المصرية الصهيونية، والوصول بها إلى حالة سيئة للغاية، ولفت إلى أنّ تلك التغيرات جعلت أمريكا تشعر بنوع ما من القلق، خاصة التقارب الحالي بين مصر وحماس، وتدعيم العلاقات مع طهران، مهدداً: “إنّ أمن “إسرائيل” القومي والإستراتيجي خط أحمر، ولن تسمح “تل أبيب” لأي أحد أن يمسه”.
دولة “حماستان”
وحذر “غلعاد” من أنّ فتح معبر رفح من شأنه أن يُستَغل لتنقل المطلوبين من “النوع الثقيل” إلى داخل غزة وخارجها، وعليه يجب أن تكون هناك رقابة في المكان تتناسب مع روح الاتفاقات الموقعة، موضحاً الأبعاد والأهمية السياسية لفتح المعبر، لأنه يدلل على الاعتراف بما وصفها “دولة حماستان” في غزة، وهي كيان معادي ليس فقط لإسرائيل، بل لجميع الأنظمة في المنطقة، ومن الصعب التعايش معها في حدودٍ آمنة.
في حين اعتبر المراسل الإسرائيلي للشئون العربية “جيكي خوجي” أنّ فتح معبر رفح من جانب مصر دون قيود سيكون بمثابة إعلان فض لما وصفها بـ”الشراكة الرسمية المصرية الإسرائيلية” في الحصار المفروض على قطاع غزة.
تهريب السلاح
من جانبها، قالت زعيمة المعارضة، تسيفي ليفني، إنّ مصالح مصر تختلف حالياً عن تلك التي كانت في عهد مبارك، لكن على “إسرائيل” استغلال أي فرصة لتقيم علاقات مع نظام الحكم الموجود فيها، أو التوجه للولايات المتحدة التي تربطها اتفاقية مشتركة مع مصر لمحاربة تهريب السلاح إلى قطاع غزة، مشيرة إلى الكثير من الخطوات السياسية التي يمكن القيام بها عوضاً عما وصفته بـ”النحيب وكيل الاتهامات”.
من جهته، قال نائب رئيس الحكومة، سيلفان شالوم، إنّ فتح معبر رفح بشكل دائم سيسمح للمنظمات المسلحة بالدخول إلى قطاع غزة، ومعهم أسلحة، مما يعرض أمن “إسرائيل” للخطر، معرباً عن خوفه من التقرب بين مصر وحماس، مشيراً إلى أن تل أبيب تتابع التطورات الراهنة في الشرق الأوسط بصفة عامة، والقاهرة بصفة خاصة.
وقد اعتبر المحلل “الإسرائيلي” البارز، حاييم بارنيع، إنّ الأسبوع المنصرم هو الأشد سخونة في العلاقات بين القاهرة و”تل أبيب” منذ توقيع اتفاقية “كامب ديفيد”، حيث تلقت الأخيرة من الأولى “لكمتين قاسيتين”، وهما إعلان المصالحة بين حركتي فتح وحماس، وفتح معبر رفح بشكل دائم، مستعرضاً سلسلة الإجراءات التي اتخذتها القاهرة ضد تل أبيب، وموضحاً أنّ المسئولين في مصر لا يكفون عن مهاجمة تل أبيب، بالتصريحات والإجراءات والمظاهرات.
وقال: المصريون يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، فنائب رئيس الوزراء يكتفي بالتصريحات التي تتهم “تل أبيب” بأنها السبب الرئيسي في الثورة المضادة، وتثير الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، بينما يقوم وزير الخارجية بالإجراءات، أما المصريون في الشارع فلا يغيبون عن المسرح، ويتظاهرون بين الحين والآخر أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة والإسكندرية لقطع العلاقات، وسحب السفير.
فيما أعرب المستشرق الإسرائيلي الشهير د.”مردخاي كيدار” عن اعتقاده أن إسرائيل تدفع “فاتورة شهر العسل” بين حماس ومصر، الذي أخذ مظاهر مختلفة مثل التعامل الإيجابي مع الإخوان المسلمين، وقبولهم ككيان سياسي شرعي، والسماح لإيران بإرسال سفن حربية للبحر المتوسط عبر قناة السويس، والتقدم نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين مصر وإيران.
في المقابل، يرى “كيدار” أن هناك أصوات واضحة في مصر تجهز البنية الشعبية والسياسية لتخفيض مستوى التمثيل “الإسرائيلي” في القاهرة، إلغاء اتفاقية الغاز، وشطب معاهدة السلام، معتبراً أن التوقيع على اتفاق المصالحة بين فتح وحماس في القاهرة، هو “اعتراف بالجميل” من قبل الأخيرة للحكومة المصرية على تغييرها الأجواء، والتعامل مع الإخوان المسلمين، ومع حماس وإيران وإسرائيل.
من جهته، اعتبر الكاتب الإسرائيلي “غرشون أكشتاين” أنّ القلق والاضطراب الذي يشعر به “الإسرائيليون” “مبرراً ومفهوماً”، مطالباً متخذي القرارات في “إسرائيل” بالتوجه إلى الجهات الإستخباراتية على ضوء الوضع الجديد، وينظرون إلى مصر على أنها “دولة مواجهة” بقوة، وإنشاء أو إرسال فرقة مدرعات نظامية إلى الجنوب، والأكثر أهمية، تذكير مصر الجديدة، أن حرب الأيام الستة عام 1967، وصلت الفرق إلى الطريق المؤدية لقناة السويس، وفي حرب 1973 أوقفوهم على خط الكيلومتر الـ101 من القاهرة خلال محاصرة الجيش الثالث، مختتماً حديثه بالقول: الوقوف بقوة أمام مصر ضروري، حتى لا يكثروا من التفكير بالحرب”.
إيجابيات مهمة
ولاستدراك تدهور هذه العلاقات، يبحث رئيس الحكومة “بنيامين نتنياهو” إرسال مبعوث خاص لعقد محادثات مع الحكومة المصرية، وهو أقرب مستشاريه د.”يتسحاق مولخو”، الذي سيلتقي وزير الخارجية نبيل العربي ومسئولين في الاستخبارات المصرية، ومن غير الواضح إذا ما كان سيلتقي رئيس المجلس العسكري الأعلى، محمد طنطاوي، أو مع رئيس الحكومة عصام شرف، رغم زيارة القاهرة من قبل مدير عام وزارة الخارجية “رافي باراك”، ورئيس الدائرة السياسية العسكرية في وزارة الدفاع “عاموس غلعاد”.
موقع قضايا مركزية، 3/5/2011
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...

حماس: المؤسسات الأممية هي الوحيدة المختصة بتوزيع المساعدات بغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن المجاعة في قطاع غزة تشتدّ بشكل كارثي وسط استمرار الحصار ومنع دخول الغذاء والدواء. وأكدت في بيان...

إطلاق الأسير ألكسندر يفجر غضب عائلات باقي الأسرى على نتنياهو
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام فجّر قرار حركة حماس إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر من قطاع غزة غضب عائلات باقي الأسرى...