السبت 10/مايو/2025

أبو السبح: ندعو شعبنا للانخراط في فعاليات الأسرى ونطالب العالم بإنهاء مأساتهم

أبو السبح: ندعو شعبنا للانخراط في فعاليات الأسرى ونطالب العالم بإنهاء مأساتهم

دعا وزير الأسرى والمحررين في الحكومة الفلسطينية الدكتور عطا الله أبو السبح، جماهير الشعب الفلسطيني للانخراط في فعاليات الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني، من أجل مناصرتهم في محنتهم ومأساتهم والعمل من أجل إطلاق سراحهم وتنعمهم بالحرية الأبدية.
وشدد الوزير أبو السبح في مقابلة خاصة أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”، على ضرورة الضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن كافة الأسرى من سجونه الظالمة، مشيرا إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الأسرى بفعل الاضطهاد الصهيوني لهم.
ولفت النظر إلى أن حركة التضامن مع الأسرى توسعت أكثر من ذي قبل، مذكراً بإقامة العديد من الفعاليات المتنوعة في عدد من الدول لاسيما في أوروبا.

وفيما يلي نص المقابلة:

س. دكتور عطا الله كيف تصف لنا أوضاع الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الصهيوني هذه الأيام؟ خاصة أننا نعيش مناسبة يوم الأسير الفلسطيني؟

ج: الأوضاع السيئة والقاسية التي يعانى منها الأسرى من تصعيد في سياسة العزل الانفرادي والإهمال الطبي والحرمان من الزيارات واقتحام غرفهم وأقسامهم والاعتداء عليهم، كل ذلك يجب أن يقابل بفعاليات توازي حجم تلك التضحيات التي يقدمها الأسرى، ويوازي حجم الهجمة الشرسة التي تشنها إدارات مصلحة السجون بحقهم.
وخاصة أن الأسرى مقدمون على إضراب تاريخي احتجاجا على ظروفهم القاسية، لتحقيق عدة مطالب إنسانية من ورائه.

 

س. لو تحدثنا عن خطوات عملية؛ ما هو المطلوب جماهيريا؟ وما هي الرسائل التي توجهونها بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني؟

ج: يجب أن تكون في هذا اليوم هبة جماهيرية شاملة تبعث برسائل عدة وفى أكثر من اتجاه، أولها إلى الاحتلال بأن الأسرى ليسوا وحدهم وأن كل أطياف الشعب الفلسطيني تقف خلفهم، وإن مواصلة الاعتداء عليهم وسحب حقوقهم سيقابله تصعيد في المقاومة من قبلنا.
والرسالة الأخرى إلى المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية، بأن الأسرى بالفعل في خطر، ومعاناتهم تتضاعف يومياً في ظل الهجمة التي تقودها دولة الاحتلال ضدهم، ضاربة بعرض الحائط كل القرارات الدولية، والاتفاقيات التي تنص على حسن معاملة الأسير وتوفير ظروف حياة مناسبة له، وإنه يجب مضاعفة جهودكم للحد من معاناة أسرانا وأسيراتنا، والضغط على حكومة الاحتلال لتنفيذ الاتفاقيات التي وقعت عليها بخصوص معاملة الأسرى.
ورسالة أخرى إلى فصائل المقاومة وهي تتضمن مطلبين الأول/ من آسري “شاليط” بأن لا تتراجعوا عن شروطكم ومطالبكم مقابل إطلاق سراحه، فحرية أسرانا أغلى من حرية ذلك الجندي المحتل، بل عليكم أن ترفعوا سقف مطالبكم، للرد على تعنت الاحتلال وإعاقته تنفيذ الصفقة.
والمطلب الآخر من كافة الفصائل الفلسطينية، أن كثفوا جهودكم وركزوا عملكم من أجل خطف جنود صهاينة لمبادلتهم بالأسرى، لأن الاحتلال لا يفهم سوى هذه اللغة، وإذا لم ينفذ الصفقة حتى الآن لأن لديكم أسير واحد، فسيضطر إلى تنفيذها حين يصبح لدينا أكثر من شاليط.
وكذلك هذه الهبة الجماهيرية ترسل رسالة هامة إلى الصهاينة وإلى عائلة شاليط بالتحديد، بأنه إن أردتم عودة ابنكم حياً وسالماً، عليكم أن تضغطوا على حكومتكم، لكي تستجيب لشروط الفصائل وتطلق سراح الأسرى الفلسطينيين، وأن الضغط على الأسرى لن يفلح في الإسراع بعوده ابنكم، بل هو قد يكلفكم ثمن أكبر مقابل عودته.

 

س. ما هي الرسالة التي توجهونها إلى الأسرى خلف القضبان في سجون الاحتلال الصهيوني؟

ج: إلى أسرانا الأبطال داخل السجون والمعتقلات الصهيونية الذين يعانون مرارة القيد والحرمان، ويحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية، نقول لهم لا بد للقيد أن ينكسر ولا بد للظلم أن يندحر، وأنكم لستم وحدكم في المواجهة، فكل الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه وتوجهاته وحكومته تقف معكم، وتساندكم وتدعم صمودكم في وجه السجان، ولن يدخروا جهداً ولن يهدأ لهم بال حتى يتحقق حلمكم بالعودة إلى أبنائكم ووطنكم، وتنتهي معاناتكم، وسيكون شعارنا الدائم الحرية لكافة الأسرى والأسيرات دون قيد أو شرط.
وبهذه المناسبة ندعو جماهير شعبنا بمؤسساته الرسمية والشعبية، وفصائله الوطنية والإسلامية والفعاليات الجماهيرية والطاقات جميعها للتوحد والتكاتف والمشاركة في كل الأنشطة والفعاليات التي ستنظم لإحياء هذه المناسبة، فأسرانا في خطر، وإن الواجب الوطني والديني يحتم علينا عدم التخلي عنهم.

 

س. ما أهم المصائب التي يعاني منها الأسرى في السجون الصهيونية؟

ج: لاشك أن أسرانا وأسيراتنا يتعرضون لهجمة شرسة ولا يزال الاحتلال يقضم إنجازاتهم وحقوقهم التي حصلوا عليها بالدماء يوماً بعد يوم، حتى وصلت قضيتهم لأسوء مراحلها على الإطلاق، فالموت البطيء يداهم الأسرى، والمرض يفتك بأجسادهم دون رحمة، فيما يُمنع عنهم العلاج، والآلاف منهم يحرمون من حق زيارة ذويهم، ووحدات الموت الخاصة تلاحقهم داخل غرفهم وخيامهم، لتعيث فيها فساداً وتعتدي عليهم بالضرب والشتم والإهانة، وتخضعهم للتفتيش العاري المذل، الذي يحط من كرامتهم، فيما العشرات يمضون سنوات داخل السجون دون محاكمة أو تهمة أو تحديد تاريخ للإفراج، وآخرون ينتظرون الإبعاد والنفي عن الوطن، والعشرات يموتون ببطء داخل زنازين العزل الانفرادية، دون احترام أو اعتبار لآدميتهم وإنسانيتهم.

 

س. هل لكم أن تسلطوا الضوء على أهم الفعاليات التي تنوون خوضها بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني؟

 ج: منذ أن أعلنا عن انطلاق فعاليات يوم الأسير يوم الاثنين من أمام منزل عميد أسرى غزة سليم الكيال ونحن نواصل تنفيذ الفعاليات المتنوعة، والتي كان آخرها اليوم بدعوة المجلس التشريعي الفلسطيني للانعقاد في مقر الوزارة بجلسة طارئة، يناقش فيها أوضاع الأسرى وظروف الاعتقال وسبل خدمة قضيتهم والتخفيف من معاناتهم، وقد أكد في هذه الجلسة رئيس الوزراء إسماعيل هنية على احتضان الحكومة لقضية الأسرى، ومساندتها حتى يتحرر آخر أسير من سجون الاحتلال، كما شدد على ضرورة مساندة الأسرى في أي خطوة يلجؤوا إليها في مواجهة السجان وممارساته، والمطالبة بحقوقهم، وطالب بتوفير المساندة الإعلامية والقانونية والشعبية للأسرى في الداخل والخارج”.
كذلك كنا قد نفذنا عدد من الفعاليات بما فيها حفل بالتعاون مع جامعة الأقصى، عقد في مقر الجامعة للتأكيد على دور الجامعات الفلسطينية في تفعيل قضية الأسرى.
ونظمنا مهرجانا تضامنيا مع الأسرى بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في جنوب القطاع، وبالتحديد في مدينة رفح.
ونظمنا أيضاً فعالية بالتعاون مع وزارة الزراعة بغرس أشجار زيتون لعمداء الأسرى من غزة كدليل على الثبات والصمود رغم السنوات الطويلة والمعاناة في السجون.
وسيكون هناك تجمع حاشد، في يوم الأسير ونسعى لحضور رئيس الوزراء الفلسطيني، لكي يؤكد على مركزية قضية الأسرى وأنها من الثوابت الفلسطينية التي لا يجوز التنازل عنها أو التخلي عنها، ولا يجوز خذلان الأسرى في هذه الظروف الصعبة التي يحيونها.
هذا عدا عن ورش العمل والندوات ووقفات الاحتجاج والاعتصامات وتخصيص طابور الصباح في كل المدارس للحديث عن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال.

 

س. كيف تتوقعون التعاطي مع هذه الفعاليات التي تشرف عليها وزارة الأسرى؟

ج: نحن نقول إنه ينبغي على جميع أبناء شعبنا الفلسطيني أن يشاركوا في تلك الفعاليات على اختلاف انتماءاتهم السياسية، لأن معاناة الأسرى يجب أن توحدنا، وتدفعنا لكي نتكاتف من أجلهم، ومن أجل إنهاء معاناتهم في السجون.
ويجب أن يرتقي حجم الفعاليات والتضامن مع الأسرى، بما يتناسب مع حجم المعاناة التي يلاقونها، وما يوازى مقدار ما يتعرضون له من جرائم على أيدي الاحتلال، وزبانية السجون.
ولن يقتصر الأمر على الأراضي الفلسطينية، إنما سيكون هناك فعاليات في أوروبا، حيث ستقوم الجالية العربية والفلسطينية في أوروبا بتنفيذ جملة من الفعاليات بالتزامن مع يوم الأسير، وذلك في النرويج والسويد وستوكهولم بإقامة نشاطات تضامنية مع الأسرى الفلسطينيين والعرب تشمل عدة لقاءات واجتماعات وندوات مع أعضاء من برلمانات دول أوروبية ومع قيادات أحزاب سياسية، ووقفات تضامنية أمام البرلمان النرويجي والسويدي بمشاركة منظمات المجتمع المدني من أجل إيصال معاناة وصوت الأسرى وقضيتهم لكل الجهات الأوروبية المختصة وللرأي العام الأوروبي، وكل ذلك من أجل كسب الرأي العام العالمي لصالح قضيتهم العادلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات