الإثنين 12/مايو/2025

الرئيس الجديد للشاباك خبير في شؤون حماس وعمل في معاهد بحثية أمريكية

الرئيس الجديد للشاباك خبير في شؤون حماس وعمل في معاهد بحثية أمريكية
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” عن تعيين “يورام كوهين” في منصب رئيس جهاز الأمن العام “الشاباك” خلفاً لـ”يوفال ديسكين” الذي سينهي مهام منصبه بعد 6 أسابيع وذلك بعد فترة ولاية استمرت 6 سنوات، مبدياً قناعته بأن “كوهين” يعي جميع التحديات التي تواجهها إسرائيل، وسيساهم بواسطة القدرات التي يتميز بها بإيجاد ردود لهذه التحديات.

يشار إلى أن “كوهين”، 51 عاماً، الرئيس الـ13 للشاباك، يعتمر الطاقية اليهودية الدينية، وقد التحق في صفوف الجهاز قبل 30 عاماً، وأشغل عدة مناصب قيادية فيه، وفي مقدمتها نائب رئيس الجهاز لمدة 3 سنوات، ومسئول منطقة القدس والضفة الغربية، ورئيس القسم العربي في الجهاز، ومكلفاً بإحباط “الاختراقات” الإيراني للساحتين الفلسطينية والإسرائيلية.

وجاء اختيار “كوهين” بعدما أجرى “نتنياهو” مقابلات مع 3 مرشحين وصلوا إلى المراحل الأخيرة في إجراءات اختيار الرئيس الجديد، وقرر اختياره، حيث تمت عملية تبديل قادة الأجهزة الأمنية الأبرز، “الشاباك والموساد وأمان، وهيئة أركان الجيش الإسرائيلي”.

قربه من المستوطنين

و”كوهين” من مواليد إسرائيل عام 1960، وأدى خدمته العسكرية في وحدة “غولاني”، ودرس في مدرسة دينية، يلقب بـ”الأفغاني”، لأن والديه قدما من أفغانستان، وهو أول رئيس للشاباك ينحدر من أصل شرقي، حيث يتولى منصبه في ظل التقلبات في العالم العربي، والتطورات الحاصلة على الساحة الفلسطينية، فيما يخص المصالحة الداخلية، وتأثير الثورات في العالم العربي على الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقد اعتبر خبراء أمنيون إسرائيليون تعيين “كوهين” في بمثابة “صفعة” لـ”ديسكين” الذي فضل تعيين نائبه الحالي الملقب “ي”، وأشاروا إلى أن حاخامات وشخصيات أخرى من أوساط اليمين قامت مؤخراً بحملة ضد تعيينه، واتهمته بمضايقة المستوطنين خلال ترؤسه للجناح المعروف باسم “الجناح اليهودي” في الشاباك.

في حين أن “كوهين” يعتبر “العمود الفقري” لعمل الشاباك طيلة السنوات الأخيرة، فهو رجل ميداني، كسب خبراته من الميدان، ويعرفه، والميدان يعرفه، فقد انضم للشاباك عام 1982، كحارس خاص، ثم منسقاً في مستوطنة “بنيامين” ومدينة رام الله، وبعدها أصبح رئيس لواء “الاغتيالات” في الضفة الغربية، ومع مرور السنوات تقدم في سلم المناصب، وتولى رئاسة الشعبة العربية الإيرانية.

وفي عام 2008 سافر “كوهين” إلى واشنطن كزميل أبحاث في معهد واشنطن للسياسات الأمريكية في الشرق الأدنى، حيث ترأس في العامين الماضيين الأطقم التي عملت على بلورة رؤية لإدارة الشاباك، وفي الملفات التكنولوجية للعقد القادم، حيث يحمل درجة البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا.

وقد تطرق “ديسكين” لتعيين خليفة له بالقول: إن إسرائيل بحاجة للحفاظ على اليقظة على ضوء التطورات الأخيرة في العالم العربي، وهي أحداث تشكل إشارة تحذيرية، وتدل على أن الهدوء هش، نحن في الشاباك نعلم هذا الأمر، وندرك المغزى، ونستعد لكل ما سيحدث”.

ملك الانتفاضة الثانية

ويرى خبراء إسرائيليون أن “كوهين” يطلق عليه لقب “ملك الانتفاضة الثانية”، حيث كان مسئولاً عن العمليات الخاصة والاغتيالات المنظمة في مطلع العقد الماضي، وقاد عمليات تصفية البنية التحتية لحركة حماس في الضفة الغربية، كما ركز كثيراً على ما يسمونه “الإرهاب الدولي”.

وفي القيادة العسكرية، يعتبر “كوهين” مقرباً لرئيس الأركان الجديد، “بني غانتس”، وكجزء من عمله أيضاً تعرف عن قرب على قيادة السلطة الفلسطينية.

وكرجل شرقي في ثقافته الأكاديمية، يعتبر خبيراً في موضوع الحركات الإسلامية، وعلى رأسها حماس، حيث كتب أعمالاً بحثية عنها، توقع خلالها التطورات التي شهدتها السنوات الأخيرة في المنظمة، وأداءها السياسي والعسكري.

كما عمل في السابق مع وزير الشئون الإستراتيجية الحالي “موشيه يعلون” حين كان رئيساً لهيئة الأركان، حيث رافقه في عملية “السور الواقي” في الضفة الغربية، ولذلك يصفه بأنه “أثبت نفسه كرئيس دائرة، ولديه قدرات إستخباراتية، تنفيذية، وقيادية مرتفعة جداً، وإبداعات رائعة”. فيما قال عضو الكنيست عن حزب العمل “إيتان كابل” أن “كوهين” مفعم بالنشاط، واستعد للجيش بكل قدرته، وهو قيادي ولديه طموح، ووصل إلى قمة رائعة.

وألمح “رون بن يشاي” الخبير العسكري الإسرائيلي الأكثر شهرة بأن تعيين “كوهين” رئيساً الشاباك جاء كـ”مفاجأة”، لأن “نتنياهو” لم يختاره فقط بسبب خبرته الواسعة وتجاربه في الشئون العربية والإيرانية، وهو أمر مطلوب في الفترة الحالية، ولكن لأنه يمتلك علاقات إيجابية مع الأوساط اليمينية والمستوطنين.

خارطة التهديدات

ومن اليوم الأول في منصبه، سيضطر رئيس الشاباك الجديد التعامل مع خمسة تحديات مركزية:

1. الضفة الغربية: حيث سيمنع سيطرة حماس على الشارع في الضفة الغربية، ومنع انتقال الانتفاضات التي تغُمر العالم العربي إلى الأراضي الفلسطينية، وفي الشاباك يتابعون احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة مدنية في سماتها نتيجة لمحاكاة الانتفاضات في العالم العربي، وإعلان محتمل في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر القادم عن الدولة الفلسطينية.

2. التحدي الغزاوي: بتزويد الجيش الإسرائيلي بالمعلومات، والمعرفة الدقيقة للمستوى السياسي الذي سيحتاج للعمل مقابل غزة ومصر. وفي هذا الصدد، ينبغي إضافة التحدي الإستخباراتي في سيناء، التي أصبحت في أعقاب الثورة المصرية منطقة خارج السيطرة، يتم عبرها تهريب السلاح إلى غزة، وفي المستقبل ستتزايد على ما يبدو محاولات تنفيذ عمليات انطلاقاً منها.

3. المتطرفون اليهود: حيث يجري الحديث عن أعمال انتقامية يقومون بها، ومخاوف من اعتداءات يهودية في الحرم القدسي الشريف قد تشعل المنطقة.

4. الصراع العربي الإسرائيلي: من خلال توفير رؤية ومعلومات لصالح قرارات الحكومة الإسرائيلية في هذا الصدد بهدف منع الزخم.

5. الجماعات المسلحة بأنواعها: بما في ذلك الجهاد العالمي، “الإرهاب” الإلكتروني عبر الإنترنت، واستخدام مواد غير تقليدية، وإطلاق سراح “غلعاد شاليط” في إطار صفقة أو بوسيلة أخرى.

ويأتي “كوهين” محل “ديسكين” في منصبه بعد ست سنوات مُكللة بالنجاح، وفشل واحد صارخ يتعلق بـ”شاليط”، وبنجاح الأخير فقد منح الشاباك الجيش الإسرائيلي ميزة تفوق إستخباراتي مكنته من فرض الهدوء التام في الضفة التي لم تشهد عمليات مسلحة، من خلال تشكيله وتأسيسه لموضوع الاغتيالات المنظمة، وتحت قيادته، جلب معلومات إستخباراتية مهمة جداً ساعدت الجيش بشكل كبير في الرصاص المسكوب.

كما لعب دوراً حاسماً في إحباط عمليات ضد مؤسسات إسرائيلية في الخارج، وساعد الحكومة في اتخاذ قرارات سياسية، ودفع نحو إجراء مفاوضات من منطلق قوة وشفافية مع السلطة الفلسطينية، أما خليفته “كوهين”، فيدخل المنصب بـ”أقدام ثابتة”، وفي فترة تغييرات تشبه حركة “الصفائح الالكترونية” في الشرق الأوسط، والتي ستؤثر عملياً بالفعل على أمن إسرائيل الداخلي والخارجي.

موقع الجيش الصهيوني، 29/3/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات