الإثنين 12/مايو/2025

الساحة الحزبية الصهيونية متفقة على القلق بشأن غياب النظام المصري

الساحة الحزبية الصهيونية متفقة على القلق بشأن غياب النظام المصري

أعربت المنظومة الأمنية الإسرائيلية اليوم السبت عن خشيتها من أن يُؤثر الوضع المتدهور في مصر، في أعقاب المظاهرات العنيفة، على إسرائيل. فانصراف الجيش المصري إلى تفريق المتظاهرين والسيطرة على الوضع في الشوارع، من شأنه أن يدفع حماس إلى “استغلال” فقدان التركيز من أجل تهريب السلاح والذخيرة إلى قطاع غزة عن طريق سيناء، بل وحتى إمكانية وصول “خلايا إرهابية” إلى سيناء، ومن هناك إلى إسرائيل.
كما يسود هناك تخوف من أن تتسرب الأزمة الاقتصادية الموجودة في مصر إلى قطاع غزة. وإذا ما تدهور الوضع الاقتصادي في القطاع، فمن المتوقع اندلاع مظاهرات هناك، وإيجاد حالة من الغضب الشعبي هناك ستتوجه ضد إسرائيل.
وقد أجرى وزير الأمن الإسرائيلي في مبنى وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب مشاورات مع رئيس هيئة الأركان وضباط آخرين على خلفية المظاهرات العنيفة في مصر، ويُشار إلى أنه صدرت تعليمات من قبل المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء إلى كل الوزراء بعدم التطرق للموضوع. وبالرغم من ذلك، فإن هناك مصادر سياسية إسرائيلية كانت قد أعربت عن خشيتها من انتشار المظاهرات من مصر إلى الأردن.
وكان مصدر أمني إسرائيلي بارز قد صرح للقناة العاشرة اليوم بأن التقدير يذهب إلى أن الوضع يعتمد على الجيش المصري. فإذا لم يهدأ الوضع خلال الأيام والأسابيع القريبة، واستمرت وحدات عسكرية أخرى برفض تطبيق الأوامر، فهذا الأمر من شأنه أن يؤدي إلى فقدان تام للسيطرة على الوحدات الميدانية، وبالتالي حدوث انقلاب قوي وسريع.
وحسب كلامه، إذا نجح الجيش المصري بالسيطرة على المتظاهرين، فإنه واثق من أنه سيكون هناك تبديل تدريجي للسلطة خلال الأشهر القريبة أو خلال الوقت الحالي.
على مدى سنين كثيرة، افتخر عضو الكنيست بنيامين بن أليعيزر بعلاقاته القريبة مع الرئيس المصري حسني مبارك. وفي الوقت الذي يشتعل فيه كل شيء من حول الرئيس المصري، فإن بن أليعيزر واثق من أن مبارك تنبأ بالمظاهرات، على الرغم من أن الأمر لا يوحي بذلك.
وأكد بن أليعيزر: “إنه رجل حكيم. إن الوضع في مصر كان لا يجب أن يُفاجئ أحداً، وبالتأكيد ليس مبارك. لأن البطالة زادت، وتصدر الوضع الاجتماعي- الاقتصادي الواجهة. لقد كان هناك شعور بأنهم في الطريق نحو الإصلاح، ولكن اتضح عكس ذلك. وهنا كان عود الكبريت الذي أشعل كل شيء”.
وقال بن أليعيزر: إن مبارك قوي بما فيه الكفاية ليصمد في السلطة على الأقل حتى الانتخابات القادمة. وأضاف: “إنه شخص قوي جداً جاء من الجيش، وأغلب الأشخاص المحيطين به كانوا تحت قيادته في الجيش. يجب لفت الانتباه إلى أن مبارك لم يستغل سلطته، وقد أوعز إلى الجيش بعدم إطلاق النار باتجاه المتظاهرين. فوجدت حالة يكون فيها المتظاهرون في جهة، وعلى الجهة الأخرى يوجد الجيش، ولكن ليس هناك مواجهات بينهم. ومع ذلك، فإن دخول الإخوان المسلمين إلى الصورة من شأنه أن يُغير الوضع”.
 وعلى أية حال، فإن بن أليعيزر متأكد أنه حتى في حال انتصار مبارك على المظاهرات، فإن مصر في طريقها نحو عصر جديد، وأوضح بن أليعيزر: “إن تعيين عمر سليمان علامة واضحة على أن نجل مبارك لن يُكمل طريق والده. ولكن هذا دواء لن يؤدي إلى الهدوء. إننا نقف أمام عصر جديد، حتى وإن بقي مبارك. فمن المهم لنا أن يبقى لأنه أحد القادة أصحاب الرؤية الشاملة والواسعة التي تستند إلى أهمية السلام في الشرق الأوسط”.
صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في افتتاح جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية بأن إسرائيل تراقب بتوتر ما يجري في مصر والمنطقة، وأوضح نتنياهو بأنه تحادث مع الرئيس الأمريكي براك أوباما ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون. وبالإضافة الى ذلك، فإنه تحادث مع وزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك ووزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، ومع عناصر استخباراتية. وذلك في إطار جهود خُصصت من أجل الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
وأضاف رئيس الوزراء: “لقد استمر السلام بين إسرائيل ومصر أكثر من ثلاثة عقود، وإننا نريد التأكد من استمرار هذه العلاقات. إن واجبنا هو إظهار المسؤولية وضبط النفس”. وحسب كلامه، فإنه قد أوعز إلى وزراء الحكومة الإسرائيلية بعدم إجراء المقابلات التلفزيونية حول هذا الموضوع. ووفقاً لذلك، فإنه أي وزير لم يدلي بأي تصريح في هذا الشأن صباح اليوم أمام وسائل الإعلام.
كما أشار الى أنه يوم غد من المتوقع أن تصل إلى إسرائيل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل برفقة الحكومة الألمانية، وسيتم عقد جلسة حكومية مشتركة، وقال نتنياهو: “إننا نرى في ألمانيا محطة مركزية في علاقاتنا مع أوروبا، وكما هو معروف، فإننا سنتحدث في هذه الجلسة عن تطورات الوضع في المنطقة”.
في الوقت الذي يُوجه فيه المتظاهرين سيوفهم وصراخهم ضد الرئيس حسني مبارك، فإن إسرائيل قررت عدم انتظار الأخطار وقامت بإخلاء عائلات الدبلوماسيين الإسرائيليين من مصر، فقبل نصف ساعة من الآن هبطت في مطار بن غوريون طائرة تُقل أبناء عائلات موفدي وزارة الخارجية الإسرائيلية الذين يعملون في أرجاء مصر.
القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، 30/1/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات