الإثنين 12/مايو/2025

ترقب صهيوني قلق ومتحفز لتطورات الأوضاع في مصر

ترقب صهيوني قلق ومتحفز لتطورات الأوضاع في مصر

أكدت محافل سياسية صهيونية أنَّ “تل أبيب” تتابع عن كثب ما يحدث في مصر هذه الأيام، متوقعةً أن ينجح المسئولون المصريون في القاهرة في اجتياز الأزمة التي تعصف بالبلاد بسلام، لكنها في ذات الوقت أكدت أن مصر ليست تونس، والأوضاع فيها مستقرة حتى الآن، ولا يوجد أي داع للقلق.
كما أنَّ الأوضاع ما زالت بعيدة عن احتمال اندلاع عصيان مدني، وخلافاً للرئيس التونسي وشاه إيران اللذين أطيح بهما، واضطرا للهرب، فان الرئيس المصري حسني مبارك يتخذ الاحتياطات اللازمة.
ووفقاً لتقدير المصادر الإستخباراتية الصهيونية، فإنَّ السلطة المصرية التي سمحت بإجراء التظاهرات الكبرى، كي تتيح للجمهور العريض إمكان التنفيس عن غضبه، لكنها على ثقة بأن مؤسسات الدولة، بما فيه الجيش، خاضعة كليا لسلطة مبارك، وتملك تجربة غنية لمواجهة مشاعر الجمهور العريض، وتعرف كيف تحافظ على الاستقرار، قائلة: إن تظاهرة يشترك فيها 20-30 شخص لا تعد كبيرة في مصر، وتوجد لدى السلطة قوات أمنية بأعداد تفوق كثيراً هذا العدد.
ومع ذلك تؤكد الأوساط الصهيونية الإستخباراتية أنَّ عيون العالم كله، بما في ذلك “إسرائيل”، تتابع ما يحدث في مصر بقلق كبير، لكونها دولة كبيرة ومهمة للغاية، وذات تأثير هائل في العالم العربي كله، كما أن ما يحدث فيها يجب أن يثير القلق البالغ، خاصة لأنها أول مرة يكون معظم المتظاهرين من الشبان الذين جرى تجنيدهم عبر الشبكات الإجتماعية والانترنت.
ونصحت الأوساط صناع القرار السياسي في تل أبيب بـ”الانتظار”، ريثما يتبين ما إذا كان المتظاهرون سيخلون الساحات العامة بإرادتهم، أو سيتم إخلاؤهم بالقوة، لافتة إلى أن تجربة الماضي تدل على أن السلطة في مصر تعرف مواجهة الاحتجاجات الشعبية بصورة صحيحة وحازمة، دون التسبب بزعزعة الاستقرار الداخلي.
ورغم انشغال الخبراء والمحللين في أجهزة الاستخبارات “الإسرائيلية” بما يحدث في مصر، ومتابعتهم لتطورات حركة الاحتجاج المصري ساعة بساعة، إلا أن الأمر الوحيد الذي حرصوا على تأكيده هو ان مصر ليست تونس.
من جهته، أعرب نائب وزير الخارجية الإسرائيلي “داني ايالون” عن أمله في أن يعود الهدوء إلى مصر في أعقاب المواجهات الأخيرة التي وقعت فيها، مؤكداً أن السلام معها راسخ، وإسرائيل لا تخشى النيل من معاهدة السلام الإسرائيلية المصرية في أعقاب هذه التطورات، وهذه الاتفاقية تقف في وجه مظاهر التطرف في الشرق الأوسط.
فيما صرح قائد شرطة القدس “أهارون فرانكو” بأنه يتابع تطورات الأوضاع في العالم العربي وانعكاساتها المحتملة على ما يجري شرقي القدس، والشرطة على أهبة الاستعداد للتعامل مع أي سيناريو، مضيفاً أنه لا توجد مؤشرات على امتداد الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية إلى القدس. 
ويجزم عضو الكنيست وزير الدفاع الأسبق “بنيامين بن إليعيزر” بأن الأحداث الأخيرة التي اندلعت في مصر لا تشكل تهديداً حقيقياً للنظام المصري بقيادة مبارك، وقال – وهو من أكثر الشخصيات الإسرائيلية الرفيعة قرباً من مبارك-“لا خوف على استقرار النظام المصري لأنه وقوي ويحكم سيطرته بقوة على البلاد.
وأضاف: الحكم في مصر هو نظام الرجل الواحد الذي يقف خلفه الجيش برمته ويقف خلفه جهاز المخابرات وأجهزة أمنية جدية للغاية تحكم سيطرتها على الدولة بقوة”.
وقد أعرب نائب رئيس الوزراء “سيلفان شالوم” عن أمله في ألا تؤثر الاضطرابات في مصر على علاقاتها مع إسرائيل، آملاً أن تمنح السلطات المصرية الحرية والحقوق لمواطنيها، وتبقى في الوقت نفسه على الطريق الصحيح، وتحافظ على العلاقات الجيدة التي تربطها بإسرائيل منذ أكثر من ثلاثين عاما معتبراً أن الوضع في مصر ليس بسيطاً”.
معهد القدس للشؤون العامة، 28/1/2011

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات