أبو طير: القدس أكبر من المفاوضين ولا أحد مخوّل بالتنازل عن شبر واحد منها

أعرب النائب المقدسي المبعد محمد أبو طير عن قلقه المتواصل جرّاء ما تتعرض له مدينة القدس المحتلة من عمليات استيطان وتهويد من قبل الاحتلال، مستنكرا في الوقت ذاته تفريط المفاوض الفلسطيني بأراضي القدس وأحيائها وحاراتها.

وأكد النائب أبو طير، في مقابلة خاصة مع “المركز الفلسطيني للإعلام” حول ما نشرته قناة “الجزيرة” من وثائق تفضح تنازل سلطة “فتح” عن أجزاء من مدينة القدس كالتنازل عما يسمونه “الحي اليهودي” والحي الآرمني والتنازل عن مستوطنات القدس والتسليم بها للاحتلال الصهيوني؛ أكد على أن هذا الموقف مستهجن وأن الاحتلال لن يعطي السلطة أي شيء مقابل هذه التنازلات وأن المفاوضين لا يمثلون الشعب الفلسطيني أبدا.

ولفت أبو طير أن مدينة القدس أكبر من أن يتم التفاوض عليها، معتبراً التفاوض عليها “جريمة بكل المقاييس”، لكنه أشار إلى صمود أهل القدس في وجه كل المؤامرات.

وفيما يلي نص المقابلة:

* كيف ترى واقع مدينة القدس في ظل استمرار الاستيطان وعمليات التهويد الممنهج؟ وما هي رسالتك إلى الاحتلال؟

– المعاناة والحال التي تعيشه القدس هو ليس جديداً، والمؤامرة على القدس المحتلة قديمة منذ عام 1963 وعام 1966م، ففي بدايات المشروع الصهيوني كانت القدس مستهدفة من قبلهم، وفي هذا العام 1966م، فالقدس تعيش محطات من المعاناة والتقسيم والمحطة الثانية كانت عام 1967 عندما سقطت القدس في يد المحتل، ومن ثم مرور قرابة 30 سنة على مدينة القدس وهي تهوّد بلا إعلام أو بصمت أو كما تشاؤون أن تسموه، وفي العشر سنوات الأخيرة انتبه الناس لما يجري في القدس وأن هناك مشروع صهيوني يعمل على تهويد المدينة، وهناك تغوّل وسرطان حول القدس في كل مكان فيها، كما أن هناك حفريات تحت أساسات القدس والمسجد الأقصى، والقدس الآن مستهدفة في كل شيء حجرها وشجرها ومحاولة إسقاط شبابها وقتلا لثقاة الإسلامية لديها، ولكن على الرغم من ذلك إن أن المناعة موجودة، وهناك مشروع مقاوم في القدس، ومنذ انتخابات 2006 إلى يومنا هذا عمل المقدسيون عملا كبيرا وأظهروا الانطباع الحقيقي للمقدسيين.

* كيف تقضي حياة الإبعاد الآن وأنت تعيش بعيدا عن مدينتك “القدس”؟ وهل تتوقع أن تعود لها في يوم من الأيام؟

– أنا على ثقة وعلى يقين وما ساورني شك لمرة واحدة بأنني لن أعود، بالعكس أنا سأعود إلى القدس وأنا واثق من كلامي وواثق قبل ذلك بالله عز وجل، أما حياة الإبعاد عن مدينتي فشعور مؤلم، بصراحة أنا أعيش كأنني في سجن وأنا بعيد عن مدينتي وعن بيتي وعن أهلي وعائلتي.

* في أي إطار يمكن تصنيف عمليات تهديد النواب بالإبعاد؟ واختطاف نواب آخرين واعتقالهم والزج بهم في سجون الاحتلال؟

– مرة أخرى أقول إن هذا هو “عربدة الاحتلال وهو لا يحتاج إلى تبرير لأي عمل يقوم به، وصحيح أنه ظلم وتحدي، ولكن أقول لكم أن ما يفعله الاحتلال يقرّب من أجله ونهايته بإذن الله عز وجل، فبالتالي الاحتلال مشروع طارئ وسيزول عن الوجود بإذن الله تعالى”.

* كيف تفسرون قبول سلطة “فتح” بالتفاوض على مدينة القدس وعلى المسجد الأقصى؟

– القدس أكبر من أن يتم المفاوضة عليها والتسويق عليها، فهي آية من كتاب الله عز وجل، ولا يمكن أن يتم التفاوض عليها مطلقا، لأن ذلك جريمة بكل المقاييس، وهي بصمودها وصدمود أهلها هي رد واضح على كل المفاوضين.

نحن نقول أن من قام على المفاوضات لا يمثل الشعب الفلسطيني مطلقا، ولا يمثل القضية الفلسطينية، فالقدس مرة أخرى هي أكبر من هؤلاء، وستبقى القدس آية من كتاب الله عز وجل، ولن يفاوض عليها، والقدس برجالها وثباتها وحيويتها وبعلمائها، ووقفة الشيخ رائد صلاح والإخوة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، هم الرد الحقيقي على عمليات التفاوض والعبث بقضية القدس المحتلة، وأكبر من هذه الهراءات التي تسمى مفاوضات.

* ما رأيكم فيما تنشره قناة “الجزيرة” في قطر من وثائق بالأختام الرسمية تؤكد تنازل سلطة “فتح” عن أجزاء من مدينة القدس المحتلة مثل التنازل عما يسمونه “الحي اليهودي” والحي الآرمني والتنازل عن مستوطنات القدس والتسليم بها للاحتلال الصهيوني؟

– نحن نؤكد أولاً أن الاحتلال مستمر في غيّه واحتلاله وقمعه واستهتاره، ومستمر في عربدته ضد القدس، ونؤكد بأنه لن يعطي السلطة أي شيء في مفاوضات، ومرة أخرى نقول أنه لا شيء اسمه الحي اليهودي وإنما اسمه حارة الشرف، وحارة الشرف ستبقى حارة الشرف، ولا يوجد احتلال دائم أبدا، فآجلا أم عاجلا فإن أرضنا كلها ستتحرر من أيدي الاحتلال، وكل هذه العبثية التي تدور هنا وهناك هي مفاوضات استثمارية أكثر من كونها سيادية.

* البعض يصف الموقف العربي الباهت حيال ما يحدث لمدينة القدس من تهويد ممنهج واستيطان مستمر، ماذا تقول بهذا الخصوص؟

– الموقف العربي ليس جديدا على القضية الفلسطينية فهو كان من قبل القضية حتى الآن هو موقف باهت، ولم يعطِ القضية الفلسطينية حقها، فكل الذي رفعوه العرب هو عبارة عن شعارات قومية فقط، فهم أكثر من فرّط بحق القضية الفلسطينية، ولما كان هناك جدية في العمل للقضية الفلسطينية احتووا منظمة التحرير الفلسطينية وهم من صنعوها وهي صنيعة من الأنظمة العربية حتى يخفوا القضية الفلسطينية.

* ما هي الرسالة التي يوجهها النائب المبعد محمد أبو طير إلى أهلنا الصامدين في مدينة القدس المحتلة، الذين هدمت منازلهم وممتلكاتهم؟

– أنا واحد منهم ومازلت أكتوي مثلهم بنار الحرقة والفراق وأكتوي بالاحتلال، وإن كان لي كلمة فأقول لهم: يا أهلنا في القدس نوصيكم بالصبر والثبات وعليهم أن يكونوا أقوياء وألا يتنازلوا ولو عن شبر واحد من القدس المحتلة، وعليهم ألا يصل الوهن إلى قلوبهم ونفوسهم، وهم أصحاب قوة نفسية عالية ولديهم ملكة التمرد والحمد لله، فهم رجال ومن ثم على قدرة عالية على مواجهة كافة التحديات التي تواجههم من قبل الاحتلال وغيره.