حمّاد: قضينا على الفلتان الأمني السائد في عهد سلطة فتح

أكد وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية فتحي حماد أن وزارته تمكنت من تشييد وإعادة بناء وإعمار قرابة 50 في المائة من المقرات الأمنية التي دمرتها قوات الاحتلال الصهيوني، خلال الحرب العدوانية التي شنتها في نهاية 2008 ومطلع 2009م، وذلك بجهود ذاتية من الوزارة والحكومة الفلسطينية.
وأشار حمّاد في حوار خاص أجراه معه “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنهم في وزارة الداخلية عملوا على ترميم الأضرار التي وقعت خلال الحرب في اتجاهين؛ الأول هو تعويض الكوادر البشرية من الشهداء الذين فقدتهم الوزارة خلال الحرب من خلال توظيف بدلا منهم كل في مكانه ومنصبه، والثاني بناء المقرات الأمنية التي دمرها الاحتلال في تلك الفترة.
وشدد حمّاد على أن وزارته على مدار الفترة الماضية تمكنت من إرساء وتثبيت العقيدة الأمنية النظيفة والطاهرة، التي أسس لها الشيخ الشهيد والوزير السابق سعيد صيام، مشيراً إلى أن وزارته أنهت ظاهرة الفلتان الأمني التي كانت سائدة في عهد سلطة “فتح”، وكذلك إنهاء المخالفات الأمنية، ونزع سلاح العائلات، وتطبيق القانون على الجميع، وتحقيق مبدأ المساواة بين الناس.
ولم يخفِ حمّاد خلال حديثه نية وزارة الداخلية تنفيذ أحكام القضاء فيما يتعلق بإعدام العملاء الذي حُكم عليهم بالإعدام بسبب تورطهم الفعلي مع قوات الاحتلال الصهيوني في قتل واستهداف مواطنين فلسطينيين، وألمح إلى أن الشعب الفلسطيني يساند وزارته في تطبيق هذه الأحكام بنسبة تفوق الـ 90 في المائة، كما أظهرت استطلاعات الرأي.
وأكد أن تنفيذ أحكام الإعدام تمثل رادعاً مهما وقويا لكل من تسول له نفسه بالتعامل مع الاحتلال وخيانة أبناء شعبه، مستدركا أن العملاء يأخذون حقهم في مؤسسة القضاء من حيث الجلسات والاستماع لهم والمداولة والدفاع عن أنفسهم من خلال المحامين وغير ذلك.
وأشار وزير الداخلية إلى أن هناك عناصر محسوبة على حركة “فتح” قدمت معلومات للاحتلال عن المقاومة وأماكن تواجدها وأن الاحتلال – بناء على تلك المعلومات – قصف تلك المناطق واستشهد جرّاء ذلك مواطنين وشردت عائلات بأكلمها، ملمحا أنهم ضبطوا عددا ممن شارك في جمع تلك المعلومات وقدمها للاحتلال.
وفيما يلي نص المقابلة.
*مع مرور الذكرى الثانية للحرب الصهيونية على قطاع غزة، كيف استطاعت وزارة الداخلية أن تصمد وتدير القطاع، لاسيما في ظل فقدان العديد من قادتها؟
بداية نحن نتحدث عن ارتقاء قرابة 350 من الجنود والقادة والضباط من أبناء الأجهزة الأمنية خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة بينما كانوا يمارسون عملهم لخدمة أبناء شعبنا الفلسطيني، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 60 مقرا أمنيا، وهذه المعلومات لها تفصيل تتعلق بنقطتين؛ الأولى هي تعويض هذه الكوادر البشرية التي فقدتها وزارة الداخلية، والثانية بناء المقرات الأمنية التي دمرها الاحتلال، وأقول أننا في وزارة الداخلية قمنا بتوظيف جنود بدلا من هؤلاء الشهداء الأبطال، وكذلك قمنا – وما زلنا – بإعادة ترميم المقرات وإنشاء أخرى جديدة، كما تمكنا من إعادة بناء الأمور اللوجستية في الوزارة من أجهزة إلكترونية واتصالات وسيارات وغيرها، وتمكنا بفضل الله تعالى من زيادة الانتشار الأفقي والرأسي للسيطرة على الأحداث الأمنية، ولا أدل على ذلك الأمر هو ما حدث مؤخرا بخصوص إشرافنا أمنيا على انطلاقة حركة حماس، التي رفعنا خلالها شعار حضارة الأمن، أي أننا طبقنا كل المتطلبات الأمنية بشكل حضاري وراقي جدا.
كما وتمكنا من إعادة بناء التدريب والتعليم الأمني من خلال بناء الكليات الشرطية والأمنية التي تعمل على توعية أفرادنا أمنيا، كما اعتمدنا على المحاسبة بهدف الارتقاء بعلاقة أبناء الأجهزة الأمنية مع بعضهم البعض ومع قيادتهم ومع شعبنا الفلسطيني الصامد.
كما تمكنا من تثبيت موضوع العقيدة الأمنية التي أسس لها الشيخ الشهيد والوزير السابق سعيد صيام، وأنهينا على الفلتان والمخالفات وطبقنا القانون على الجميع وحققنا مبدأ المساواة بين الناس.
وبخصوص الارتقاء بوزارة الداخلية فقد اعتمدنا على نظام الحملات في المعالجة، فقمنا بحملة مكافحة التخابر وحملة مكافحة المخدرات وحملة ضبط الأنفاق وحملات ضبط الاقتصاد والتعليم، وأقول أننا بفضل الله حققنا نجاحات كبيرة في هذا الاتجاه.
*دار لغط وتشكيك في وسائل الإعلام حول تصريحاتكم بأعداد شهداء المقاومة الفلسطينية والشرطة وعناصر الأجهزة الأمنية؛ هل لكم أن توضحوا لنا ذلك بالتفصيل إن أمكن؟
بخصوص هذا الموضوع، أؤكد أنه تم تحريف الكلام التي تحدثت به، فأنا قلت أن غالبية من استشهد خلال الحرب على غزة هم من أبناء الأجهزة الأمنية ومن الناس المدنيين المؤيدين لحركة حماس، ولم أقل أن تلك الأعداد هم من المقاومة والأجنحة العسكرية، فأعداد الناس التي استشهدت هم من المؤيدين لحركة حماس، وهذ ليس سريا، حيث قاربت نسبة حماس في الشارع الفلسطيني قرابة 70%، بدليل فوزها بغالبية أصوات الناس، ثم أعداد الناس في الانطلاقة تؤكد ذلك الكلام، إذن معظم الشهداء مؤيدين لحركة حماس وليس معظم الشهداء من المقاومة والأجهزة الأمنية كما حرف البعض كلامي.
*في ظل الحصار المفروض على القطاع؛ كيف استطاعت الوزارة تشييد المقرات الأمنية التي دمرها الاحتلال خلال الحرب؟ وكم تبقى لكم لكي تكملوا مشوار إعادة بناء المقرات؟
بفضل الله تعالى قطعنا شوطا كبيرا في هذا الموضوع، ونحن بهذا الصدد نقول أننا حققنا ذلك بالاعتماد على الله عز وجل ثم بالاعتماد على الذات، فلدينا مكتب هندسي ومهندسين، وأبناء الأجهزة الأمنية هم من قاموا ببناء المقرات وتجهيزها، كما استعنا ببعض العمال من قبل الحكومة، كما أعددنا خرائط ونفذنا وأشرفنا بأنفسنا على بناء المقرات، وأنهينا ما نسبته 50% من أعمال البناء، وما زلنا مستمرين في هذه الخطوة.
*ما هي الرسالة التي يمكن توجيهها إلى الاحتلال الصهيوني مع مرور ذكرى الحرب الثانية، وفي ظل التهديدات التي يطلقها قادته بشن عدوان جديد؟
نحن شعب صامد، ومتمسكون بعقيدتنا وديننا وشعبنا ومقدساتنا وأرضنا، ومهما حاولوا أن يقتلعونا من أرضنا فلن يستطيعوا وسيفشلوا تماما.
كل محاولات الاحتلال فاشلة، ولن تنجح في ثني عزيمتنا وستفشل سياسة التجريف والتهويد والغطرسة والعربدة، وكذلك سيفشل الحصار المالي والاقتصادي والسياسي، ولن يفلحوا في تأخيرنا عن مواصلة طريق المقاومة لتحرير أرضنا المحتلة.
أما بخصوص التهديدات، فهذه عبارة عن حرب نفسية يقوم بها الاحتلال، وسيفشل فيها أيضا، لن يفت ذلك من عزمنا ولن يستطيع العدو محاربة هذا الشعب، فتجربته معنا فاشلة تماما، فنحن في نصر متنامي ومتصاعد.
العدو فاشل تماما، وهو من يتراجع وينكمش وينحسر، فكان هؤلاء ينادون ببناء كيانهم من الفرات إلى النيل، ولكنهم الآن متقوقعون خلف الجدران والأسلاك، والعدو لم يستطع أن يدافع عن نفسه في حريق الكرمل الأخير، حيث انكشفت عورته وبانت سوءته، أما نحن؛ فصامدون ولن يكسروا شوكتنا بإذن الله عز وجل، بل إننا نتطلع أن يتحقق حلم العودة إلى أراضينا وقرانا ومدننا التي هجّرنا منها الاحتلال، وسنعود قريبا إلى حيفا ويافا وعسقلان وإلى كل أرضنا بإذن الله.
*هل لدى الوزارة خطة طوارئ للعمل إذا ما وقعت حرب مشابهة ؟
بداية نحن نقول أن خطتنا قائمة على الصمود والتوكل على الله في كل كبيرة وصغيرة، فنحن نبذل جهدنا في هذا الاتجاه، ولدينا عزيمة للصمود في وجه أي حماقة أو أي حرب قد يقدم عليها الاحتلال، فعلى الرغم من قلة الإمكانيات إلا أنه أصبح لدينا خبرة في العديد من المجالات وإننا قادرون على الاستمرار في كل الأحوال والظروف طالما أننا متمسكون بالمقاومة ضد الاحتلال وطالما أن شعبنا الفلسطيني يحتضننا، وهذا بحد ذاته أكبر نوع من السلاح في مواجهة المحتل.
*الاحتلال من خلال اغتياله للوزير السابق سعيد صيام حاول أن يربك صفوف أبناء الأجهزة الأمنية؛ كيف كانت ردة فعلهم؟ وهل بالفعل سبب استشهاد الوزير زعزعة في نفوس أبناء الأجهزة الأمنية؟
لاشك أن أي قائد نفقده في المعركة بالتأكيد يكون له الأثر على الأجهزة الأمنية، ولكن نحن على مستوى الشعب الفلسطيني مهيئون في أي لحظة أن نفقد أي قائد من قادتنا، ونوطّن أنفسنا ونؤقلمها على ذلك، ونحاول أن نسير بشكل طبيعي وننجح دائما والحمد لله تعالى، كما نجحنا عندما فقدنا قادة عظام سبقونا.
ونحن نؤكد أن الأنظمة التي نبنيها هي أنظمة مؤسسات، ولدينا خطة نعمل خلالها بكل الظروف حتى لو فقدنا أي قائد من قادتنا، ولدينا بدائل عاجلة بهذا الخصوص.
*هل للوزارة جهود على الصعيد الحقوقي والدولي بخصوص محاكمة الاحتلال على جرائمه التي ارتكبها خلال الحرب، لاسيما تلك المتعلقة باستهداف الشرطة المدنية وقتل عدد كبير من عناصرها؟
في هذا الشأن هناك تنسيق بيننا وبين الإخوة في وزارة العدل، فمثلا نمدهم بالإحصائيات والأرقام وهم من يقومون بالجهود القانونية والقضائية على كافة الأصعدة.
*هل تحتفظ وزارة الداخلية بعملاء تم إلقاء القبض عليهم خلال الحرب أو عملاء نفذوا جرائم خلال الحرب، وهل ستشهد الفترة القادمة إعدامات لعملاء متورطين في خدمة الاحتلال؟
بداية لابد الإشارة إلى أن العملاء بشكل عام يتم التعامل معهم بشكل قانوني من حيث التحويل للنيابة وغير ذلك من إجراءات، فإذا ما تمت كافة الإجراءات القانونية والقضائية بحق هؤلاء العملاء، فإننا في وزارة الداخلية والأمن الوطني نقوم وبالتنسيق مع كل الجهات من أجل تنفيذ الأحكام الصادرة بحقهم حتى لو وصلت إلى أحكام الإعدام، وهنا أشير إلى أن الشعب الفلسطيني وفي استطلاعات الرأي التي عبر عنها يوافق بنسبة تفوق الـ90% بخصوص إعدام العملاء المتورطين مع العدو المحتل، وهذا يشكل رادعا مهما وقويا لكل من تسول له نفسه بالتعامل مع الاحتلال وخيانة أبناء شعبه.
*أظهرت وثائق ويكيلكس علم سلطة “فتح” وبعض الأطراف الإقليمية بالحرب على غزة، ولكن قيل أنها رفضت استلام الأوضاع في القطاع، في حين جرى حديث سابق عن تورط بعض منتسبي أمن “فتح” في تزويد الاحتلال بمعلومات عن
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

مسيرة احتجاجية في ستوكهولم تنديدا بالإبادة الإسرائيلية في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام انطلقت في العاصمة السويدية ستوكهولم، السبت، مسيرة احتجاجية تنديدا بقرار إسرائيل توسيع الإبادة على قطاع غزة. ووفق الأناضول؛...

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....