الثلاثاء 13/مايو/2025

فساد الكيان الصهيوني في أساساته وليس ظواهر عابرة

فساد الكيان الصهيوني في أساساته وليس ظواهر عابرة
نُكول المجتمع الاسرائيلي الاتكالي عن تقويم الفساد واصلاح الخلل وكأنه ينتظر ممن تضرروا مباشرة فعل ذلك بدلا منه، كان يمكن أن نأمل للحظة أن تصبح الكارثة في الكرمل نقطة تحول. أن يحدث هذه المرة حريق إزاء المأساة الانسانية. وأن تتغلب أبعاد الثُكل الانساني على تقديرات الساسة وعلى الدخان الذي ينثره بعضهم على بعض. وأن يكوي ثمن القرارات المخطوءة هذه المرة العيون الى أن يسِم الوعي.
كشفت المقابلة الصحفية المؤلمة مع الأب الثاكل زئيف ايفين – حِن مبلغ انقلاب الدولاب هنا سريعا. ومبلغ سرعة انتقال العدسة العامة الى الضرر المادي والى آلام الساسة، واهمالها ألم العائلات. من الصور التي يصعب علينا استيعابها، ولا نريد رؤيتها لذلك، الى الصور التي تضمن أن عالم (السلطة) كعادته (السيئة) سيسلك في المستقبل ايضا. 
غيّر الدخان اتجاهه وغطاهم في طريقه: وبقي القتلى وأبناء عائلاتهم أيتاما. قتلى وأيتاما مرتين – اول مرة في لظى النيران وفي المرة الثانية منذ اللحظة التي أُخمدت فيها في الكرمل.
نطق الأب الثاكل بواحدة من أشد الحقائق إيلاما عن مجتمعنا: وهي أن اسرائيل، لا الرسمية فقط، لا تقوم بزيارات منزلية. إن الكارثة التي كلها ما تزال أمامنا أصبحت من ورائنا. فنحن لا نريد أن نعلم حقا كيف يبدو الحداد من قريب. من بيننا يعرف المجاهيل الذين فُقدوا، والآباء الثكلى، والازواج الذين فقدوا أعز ما لديهم، ودائرة الأيتام الكبيرة التي فُتحت بهذا الحريق؟
وقال حقيقة اخرى، يجب أن تدوي في قلوبنا ورؤوسنا: كيف نتوقع منه، منه خاصة، أن يقود الآن النضال لاستنفاد المسؤولية، في حين يجب عليه الآن أن يعالج صدوع عائلته؟
يوجد ثمن باهظ لكوننا نرفض رؤية الثمن. ويوجد ثمن باهظ لعدم مواجهة هاتين الحقيقتين، اللتين قُذفنا بهما بعد مرور اسبوع منذ الكارثة في الكرمل. إن هذه الدفاعات الشعورية التي تجعلنا نصرف النظر عن قلب الكارثة أو نسقط على من ضربته مباشرة توقع أن يمنع عنا الكارثة التالية، هي الحاجز الأكبر أمام تغيير الواقع وثقافة اتخاذ القرارات. بلادة الحس التي تفضي الى بلادة الحس التالية.
لا يمكن من غير النظر في وجه الكارثة، وفي بياض عينيها فهم معناها. ولا يمكن من غير النظر في وجه الموت واليُتم نظرا عميقا استيعاب معنى الحق في الحياة. ولا يمكن من غير رؤية الحقيقة فهم الحقيقة. ولا يمكن من غير النظر في عمق الجرح والعاهة استيعاب معنى الصحة. ولا يمكن من غير تصويب النظر الى مظالم الفقر والاهمال أو التمييز استيعاب معنى الحياة في كرامة.
لو أننا نظرنا وتأملنا فقط لتجلّى للناظر معنى العلاقة بين جمود التفاوض السياسي وجمود انقاذ حياة البشر، وبين عدم التخلي عن قطعة ارض صغيرة والحياة. ولكُشف عن العلاقة المباشرة بين قرارات الحكومة وخصخصاتها، والمعاناة والإذلال والفساد. ولانقلب الامر هنا في نهاية الامر انقلابا مطلوبا لوجود مجتمع انساني يجعل الانسان ومصيره في قلب صورة المسؤولية العامة.
إن عدم وجود تكافل انساني عميق يشبه الرسالة المردودة. يشبه نوعا من تحية مع أغنية عبرية حزينة، بدل الشفقة الحقيقية. وهذر مشاركة في الحزن مع العائلات الضحية، يضمن استمرار السُخف والانتقال السريع الى العاصفة التالية. من الواضح لنا جميعا أن البلدة تحترق لكن الاتكالي الاسرائيلي ما زال يعتمد على أن المتضررين المباشرين سيُخمدون الحرائق من اجله. 
وأن زئيف ايفين – حِن سيتفضل بالخروج من بيته قبل أن يُتم ايام الحداد السبعة، ويتحمل عبء اصلاح جهاز اطفاء الحريق. وأن تُخلص أفيفا ونوعام شليط جلعاد شليط من الأسر. وأن تمنع عائلات الجنود الذين قُتلوا الحرب التالية، وأن يحبط مُصابو العنف التالي. وأن تمنع عائلات الفقراء الفقر الآتي، وأن تمنع عائلات من يقع عليهم التمييز العنصري والتفرقة. هذه مفارقة.
يديعوت أحرونوت، 18/12/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات