عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

شبكة الانترنت: البعد الرابع في الحرب الصهيونية

شبكة الانترنت: البعد الرابع في الحرب الصهيونية
يكاد البعد الرابع للحروب المتمثل بشبكة الانترنت يوازي في أهميته الأبعاد الثلاثة الأخرى: البر والبحر والجو، نظرا للتقدم الكبير الذي تشهده المنظمات المسلحة في استخدامها للكومبيوتر، فضلا عن تحول الدول المتقدمة، ومن بينها إسرائيل، للمزيد من الاعتماد على أنظمة الكترونية لإدارة مرافقها الحيوية.

أخيرا أنشأت “إسرائيل” وحدة الكترونية  تقاطعت معظم التقارير على اعتبار الهدف منها الحرب النفسية بما يخدم الدعاية الإسرائيلية، في حين ركزت القليل من التقارير على مساعي الجيش الإسرائيلي لمكافحة التجسس ومراقبة مواقع الشبكات الاجتماعية (وما يتسرب عنها من معلومات قد تكون أساسية في جمع معطيات استخبارية). ولئن استقر سقف تحليلات الإعلام عند هذه الأبعاد، فإن الخوض بعمق في الهدف الحقيقي من إنشاء هذه الوحدة يؤشر إلى أهداف أكثر أهمية.

بعيد التداعيات التي بدأت بالبروز على الساحة الإيرانية عقب الانتخابات الرئاسية، تحدثّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن “قوة الانترنت التي ستهزم النظام الإيراني”. في حين خرج قائد جهاز الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يدلين بتصريح لافت لصحيفة الجيش قال فيه ان “شبكة الانترنت أصبحت تشكل البعد الرابع في الصراع مع الفلسطينيين والعرب، إلى جانب المواجهة على الارض وفي البحر والجو”. مرّت هذه المواقف مرور الكرام، ولم تحظ بكثير من التركيز.

وإن كان الدور الدعائي والنفسي لأسلوب “ضخ المعلومات” الذي يشكل الإنترنت قالبا مناسبا له قد صار معروفا وواضحا، فضلا عن محاذيره الأمنية، فإن مجالا أخر أكثر خطورة يؤرق بال خبراء التكنولوجيا في وكالات الاستخبارات الغربية عموما والإسرائيلية خاصة.

تهديد جدي

تحذر تقارير الخبراء التقنيين في البنتاغون ووكالات الاستخبارات الأميركية منذ العام 2001 من قيام منظمات كحزب الله وحماس في اختراق نظم التحكم الصناعية لمصانع ومعامل إسرائيلية. فما هي حقيقة واحتمالات هذا التهديد الذي كان حتى الأمس القريب خيالا علميا في سيناريوهات أفلام هوليوود؟

على الجبهة الإسرائيلية، لم تشهد المواقع الحكومية الإسرائيلية سوى هجمات كلاسيكية حتى الساعة، من قبيل تخريب محتوى مواقع نصية رسمية، كما حصل إبان العدوان الأخير على قطاع غزة، حين هاجم “هاكرز” من لبنان والمغرب وتركيا وإيران والسعودية ما يقارب العشرة الاف موقع إسرائيلي وغربي، بحسب تقارير أجنبية. لكن تل أبيب، كغيرها من الدول المتقدمة، تملك أيضا أنظمة “سكادا” تُدار عبر الانترنت. دائرة مصلحة المياه في بلدية تل أبيب واحدة من هذه الأمثلة.

تؤمن هذه الدائرة المياه لـ350 الف مستوطن عبر تجهيزات شركة المياه الرسمية “ميكوروت”، من خلال انابيب ومنشآت تنتشر على كل الأراضي المحتلة. يتم الإشراف على عملية نقل المياه عبر نظام يستخدم واجهة رسومات تطبيقية تتيح التحكم بآلية ضخ المياه.

شركة كهرباء إسرائيل تخضع لمعايير “سكادا”، علما ان هذه الشركة تعرضت لاختراق من قبل محترفين إيرانيين، لكنهم “فشلوا في قطع التيار” بحسب تقرير بحثي إسرائيلي صادر عن مركز “هرتسيليا”، وتدير إسرائيل أيضا قطاع الغاز وشبكة الاتصالات وبعض شبكات المرور في البلاد عبر نظام “سكادا”.

ومن المنشآت الحساسة الإسرائيلية التي تدار أيضا عبر شبكة الكترونية داخلية المنشآت النووية. يضم مركز التحكم والقيادة النووي في إسرائيل الاجهزة وشبكة الاتصالات والمعدات والمنشآت والآليات وسلسلة الأوامر اللازمة لإدارة المرافق النووية. عادة ما يكون هذا المركز داخل منشأة عسكرية او مبنى حكومي. إسرائيل هي واحدة من ثمانية دول على الأقل، من بينها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، التي تملك تواجدا “نوويا” على شبكات الكترونية.

وكنماذج لمرافق حيوية إسرائيلية تُدار عبر “سكادا”، المنشآت التالية:

* شركة “آلتل” في تل أبيب. واحدة من أهم شركات إسرائيل للتقنيات العسكرية.

* وزارة المالية الإسرائيلية في القدس المحتلة، حيث تُدار جميع عمليات احتساب الضرائب والمعاملات المالية للدولة.

* مصنع “روتيم عمفرت نيجيف” للبتروكيماويات في حيفا، فضلا عن عشرات المصانع الأخرى المماثلة في هذه المدينة الصناعية.

* مصفاة التكرير في “أشدود” (عسقلان).

تقدُم إسرائيل في مجال أنظمة “سكادا” واعتمادها عليها أفرز واقعا جديدا، إذ يتبين من خلال البحث أن خمس شركات إسرائيلية كبرى لأمن المعلومات، فضلا عن عشرات الشركات الصغيرة، توفر الحماية لمحطات نووية أميركية ومرافق حيوية دولية تعتمد نظام “سكادا” من الاختراق عبر الانترنت. أما على المسار الداخلي، فإن وحدة خاصة في الشاباك هي المسؤولة عن حماية نظام التحكم الالكتروني بمصالح المياه والكهرباء ووزارة المالية الإسرائيلية.

وتكمن الثغرة الرئيسية في أنظمة “سكادا” أن الأجهزة الالكترونية المستخدمة فيها (مثال مودم الانترنت) لا تخضع لتحديث في السعة والنوعية لسبب بسيط: إن الهدف الرئيسي من استخدامها في هذا النظام يتطلب ارسال وتسليم معلومات محددة والقيام بوظيفتين محددتين؛ الفتح والإغلاق، علما ان استبدال هذه الأجهزة يكلف مبالغ طائلة ويحتاج إلى وقت طويل نسبيا.

التحول الالكتروني

كما ان رصد عمليات الاختراق ليست مسألة فعالة دائما، إذ غالبا ما يفيد الإنذار بوجود اختراق، لكن الخيارات المتاحة امام الجهة المالكة محدودة: إما إغلاق النظام برمته، أو عزل قطاع بأسره للتقليل من الأضرار، فضلا عن أن شركات الحماية الالكترونية تعمل جاهدة للتوصل إلى حل يميز ما بين الإجراء الاعتيادي لـ”سكادا” والاختراق؛ أي أن المشكلة عند اختراق هذه النظم تكمن في أنها تستخدم نفس البروتوكولات والأوامر المألوفة، ويصعب للوهلة الأولى كشفها.

وبغض النظر عن التفاصيل التقنية وحساسية اختراق أنظمة “سكادا”، فإن حديث يدلين عن خطورة هذا البعد الرابع من الحرب يرتبط بمسار استراتيجي تسير عليه عملية تطوير الجيش الإسرائيلي: من المعروف أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وضعت خطة “تيفين 2012” التي ستنقل الجيش بالكامل إلى العصر الالكتروني.

إن نفس طرح “بعد الانترنت” كعنصر جديد في أبعاد الحرب (إلى جانب البر والبحر والجو) يؤشر إلى خطورة الميدان الجديد في حسابات الإسرائيليين، التي عادة ما تعتمد إلى دراسات وعمليات تطوير علمية مستمرة، مع الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي منذ مطلع الألفية الثانية عزز الاعتماد على المنظومات الالكترونية في آلياته وغرف القيادة والتحكم.

عملية التحول الالكتروني في الجيش الإسرائيلي صارت محط تفاخر عاموس يدلين الذي يعتبر أن “مجال الحرب الالكترونية يناسب تماما عقيدة الدفاع في دولة إسرائيل”، ويدعو إلى “المحافظة على الريادة في هذا المجال مهمة على نحو خاص في ضوء تغير الايقاع السريع”، مع الإشارة إلى أن الجيش لا يتحدث عادة في العلن عن الحرب الالكترونية، غير أن هذا التحول فرضه، إضافة إلى جدية التهديدات، تحول الاستخبارات العسكرية في ذراع منفصلة شبيهة بسلاحي البر والجو.

في المقابل، يتحدث الأميركيون منذ سنوات عن “جيش إيراني الكتروني” نجح مرات عديدة في اختراق شبكات حساسة أميركية، فضلا عن مواقع شبكات اجتماعية؛ كان أخرها “تويتر” عقب الانتخابات الإيرانية الأخيرة وما رافقها.

على خط موازٍ، من المعروف أن حزب الله أكثر الأطراف متابعة للجيش الإسرائيلي وأسلحته. إن أي مواجهة مقبلة ستعني حربا على جميع الجبهات…هذا ما قصده يدلين.

التجسس والمعلومات

ويتمترس رجل “مخابرات الانترنت” خلف شاشة الكمبيوتر وعينه ترقب مواقع الدردشة والتواصل الاجتماعي بحثا عن هدفه، وما أن  يلتقط طرف خيط من المعلومات التي يتناقلها المواطنون عما يعتبرونها مغامرات يومية، حتى حرك “الماوس” وباغت هدفه الالكتروني، في محاولة منه لاستدراج العقول.

وتعتمد أجهزة الاستخبارات على التجسس للوصول إلى أي جهاز شاءت دون الحصول على إذن مسبق تحت ذريعة الحفاظ على أمن الدولة، مستخدمة “عملاء الإنترنت” سلاحا سريا لتجنيد شباب الدردشة.

ويلهو عدد كبير من الشبان والفتيات في غرف الدردشة والمواقع الاجتماعية ليظهروا “عضلاتهم” وهم يتحدثون عن معايشاتهم اليومية، وينغمسون في الحديث مع أناس يتحدثون بأسماء مستعارة، وغالبا لا يعلمون أن رجال ” الشاباك” يتربصون بهم.

ففي مايو من العام 2001 تم الكشف عن شبكة “مخابرات الانترنت” وهي عبارة
 عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسيون صهاينة مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث وبالتحديد الشباب المقيم في دول محور الصراع.

واتخذت المسألة منحنى مخابراتيا انطلاقا من جملة عناصر صارت تحدد شخصية (العميل) من حيث كونه شخصية معادية للنظام القائم، وأحيانا شخصية عادية ليست لديها اهتمامات سياسية لكنها تستطيع أن تعطي معلومات جيدة عن المكان والوضع القائم.

ويبدو أن بدايات الانترنت التي استغلتها وزارة الدفاع الأمريكية، لا تزال تتخذ ذات المنحى،  فقد نشرت جريدة اللوموند الفرنسية ملفاً عن حرب الإنترنت التي انطلقت فعلاً منذ أكثر من عشرين سنة، وتوسعت منذ أحداث سبتمبر، بحيث تحولت من حرب معلوماتية إلى تدميرية من أجل احتكار (سوق الإنترنت) عبر مجموعة من المواقع التي رأت النور بعد ذلك التاريخ.

وتشير المعلومات إلى أن 58% من المواقع التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة كانت في الحقيقة فروعاً استخباراتية للعديد من الدول، أهمها واشنطن، “تل أبيب”، بريطانيا وغيرهما.

وفي هذا السياق، فإن الانترنت عبارة عن مجموعة من أجهزة الحاسوب المختلفة المتصلة ببعضها بحيث تحقق من خلال الاتصال مفهوم شبكة الحاسوب “الشبكة العالمية أو الشبكة العنكبويتة”، مضيفا: انتشار تلك الشبكة عالمياً يتطلب وجود جهة معينة تنظم سير العمليات المختلفة ما بين هذه الأجهزة .

ويتابع: لا تعد شركات تزويد المنازل والمؤسسات بالانترنت مالكا له، ويكمن عملها كالبوابة التي تسمح لنا بالدخول ضمن نطاق الخدمة أو الخروج منها”.

10 ملايين عميل

مجلة ( لاتريبون) الفرنسية عرضت أن ضابط الاستخبارات الصهيوني (أدون وردان) المعروف في الوسط المخابراتي داخل وخارج “دولة الكيان” بـ (دانيال دوميليو) الذي أطلق موقع ( شباب حر) الذي استقطب أكثر من 10 ملايين زائر في سنة انطلاقته عام 2003م.

وكان هذا الموقع (الذي توقف فجأة بعد أن كشفت صحيفة الصنداي شخصية مؤسسه) من أهم مواقع التعارف والكتابة الحرة التي كان يعبر فيها ملايين الشباب عن (غضبهم) من حكوماتهم، وبالتالي كان ثمة ضباط من العديد من الدول الذين (اعتقدوا) أنهم يؤدون مهمة إنسانية بالكشف عن أسرار عسكرية في غاية الخطورة.

وتعد الأراضي الفلسطينية بيئة خصبة لضباط المخابرات الالكترونيين الذين نقلوا معركتهم من الدبابات والطائرات إلى شاشات الكمبيوتر، مستخدمين جميع الوسائل المتاحة لمواجهة المقاومة، فقد كشف تقرير أمني صدر مؤخرا عن أن الكثير من المواطنين يكتبون كل ما يدور في خاطرهم باستهتار ويضيفها على شبكة الإنترنت عبر المنتديات أو غرف الدردشة”.

وأكد التقرير، أن كثيرا من المعلومات التي تسربت كشفت ظهر المقاومة للعدو، معتبراً في ذلك سذاجة من أصحاب الموضوع والمشاركين في المنتديات وشبكات الحوار.

وفي هذا السياق فإن هناك العديد من الجهات يم

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...