الأحد 11/مايو/2025

تخوفات جادّة من توجه الكيان الصهيوني إلى عزلة غير مسبوقة

تخوفات جادّة من توجه الكيان الصهيوني إلى عزلة غير مسبوقة
جُوبِه رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو، بحملة انتقادات واسعة صهيونياً داخلية، بسبب اقتراحه على الفلسطينيين الإعتراف “بإسرائيل” دولة يهودية مقابل تجميد البناء الإستيطاني لفترة محدودة.

وحذّر العديد من السياسيين “الإسرائيليين” من أن ألاعيبه ستجعل “إسرائيل” في عزلة غير مسبوقة، لكن الوزراء المحيطين به يناصرونه على مواقفه.

المصالح الإستراتيجية

وجاء رد الفعل على أقواله سريعا من مختلف الأوساط السياسية ومن الخبراء في “إسرائيل” والخارج، وساد إجماع على أن هذا الاقتراح ما هو إلا لعبة مكشوفة تدل على استخفاف “نتنياهو” بالعالم كله.

وقالت رئيسة المعارضة “تسيبي ليفني”، إن نتنياهو ووزير خارجيته، “ليبرمان”، يلحقان الضرر بمصالح “إسرائيل” الإستراتيجية، فالأول يسخر من وعي وثقافة الإدارة الأميركية، ويدير سياسة ألاعيب معها، ولا يعرف ما معنى الدخول في صدام معها، وأثره المدمر على مصالحنا، والثاني يحدث أزمة ثقة مع أوروبا.

وأشارت محافل أخرى إلى أن “نتنياهو” أوقع نفسه في عدة مطبات عندما طرح اقتراحه المذكور، فقد برهن أولا على أن تجميد البناء الاستيطاني مرة أخرى هو أمر ممكن، وأنه لا يخشى معارضة المستوطنين أو الشركاء اليمينيين في الحكم، وأن القضية هي قضية الثمن الذي يتقاضاه من ذلك.

وبرهن ثانياً على أنه لا يوفر أي وسيلة ليحبط مسيرة المفاوضات الجادة، وبرهن ثالثا على أنه يستخف بعقول كل الناس، إذ إنه يعرف أنه لم يولد بعد الزعيم الفلسطيني الذي يوافق على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، خصوصا أنها لم يسبق وأن طلبت من مصر أو الأردن مثل هذا الاعتراف حين فاوضتهما.

تراجع الدعم

كما أكد رئيس الوزراء السابق، “إيهود أولمرت”، إن سياسة الحكومة الحالية قد تؤدي إلى عزل إسرائيل دولياً، وأضاف إن الرفض “الإسرائيلي” لطلب الإدارة الأميركية بتمديد فترة تجميد الاستيطان الجزئي، قد تعزل إسرائيل دولياً من الناحية السياسية، وتتسبب بأضرار جسيمة للاقتصاد الإسرائيلي.

وقال إن إسرائيل قد تدفع ثمناً باهظاً جداً بسبب سياسة الحكومة الحالية، في حين أن الدعم الأميركي السنوي زاد في عهده بنسبة 20%، وارتفعت المساعدات إلى 30 مليار دولار على مدار عشر سنوات.

وشدد على أن أبعاد المواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة لن تظهر على الفور، لكن على المدى المتوسط، متسائلاً عن وجهة الحكومة الحالية.

لا اتفاق قبل 2028

من جهة ثانية، فقد وجد “نتنياهو” من يناصره من السياسيين المحيطين به، حيث أعلن نائبه، وزير الشؤون الإستراتيجية، “موشيه يعلون”، أنه لا يعرف أحدا من الوزراء السبعة الذين يقودون إسرائيل في الشؤون الإستراتيجية، بمن في ذلك وزير الدفاع “إيهود باراك”، يؤمن أن بالإمكان تحقيق سلام مع الفلسطينيين خلال سنة، وأنه شخصيا لا يرى إمكانية لاتفاق سلام معهم قبل سنة 2028.

فيما أفاد “ليبرمان” وزير الخارجية “الإسرائيلي” اليوم بأن رفض الفلسطينيين الاعتراف بيهودية “إسرائيل” يثير المخاوف من احتمال اعتراضهم بعد التوصل إلى الاتفاق النهائي على شرعية يهودية الدولة، والعمل على إنشاء كانتونات داخل تخوم “إسرائيل” لتتمتع بحكم ذاتي.

القناة الصهيونية العاشرة، 15/10/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات