السبت 10/مايو/2025

حمدان: الصهاينة يعدّون فريقا يقوده فياض يكون نسخة محسنة عن جيش لحد

حمدان: الصهاينة يعدّون فريقا يقوده فياض يكون نسخة محسنة عن جيش لحد
ما يجري في الضفة يعكس حالة إفلاس سياسي وأخلاقي لدى سلطة عباس

استقالة عباس لن تكون أمرا كارثيا بل ربما تكون مخرجا للأزمة الفلسطينية الداخلية

بعض القتلة من أجهزة دايتون لا يستطيع أن يسير في الشارع لوحده وبعضهم لا ينام إلا في مقره الأمني

اعتبر عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية حماس وممثلها في لبنان أسامة حمدان ما يجري في الضفة من ممارسات لأجهزة أمن عباس بحق قادة وكوادر الحركة “تطورات تنبئ عن الوصول إلى حالة استقرار بل على العكس تماما”.

وقال حمدان في حديث خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن “التطورات الأخيرة  تعكس حالة إفلاس سياسي وأخلاقي لدى سلطة عباس التي تأتمر بأمر الحنرال دايتون وتحديداً لدى سلام فياض الذي أعتقد أنه يحاول أن يحتذي بالعميل انطوان لحد في جنوب لبنان”، وفيما يلي نص الحوار:

• التطورات الأخيرة التي شهدتها الضفة الغربية واخرها اغتيال المجاهد القسامي إياد شلباية، والحملة المتواصلة من قبل أجهزة أمن عباس ضد قيادات وأنصار حماس، كيف ترونها؟

• الاغتيال أو الإعدام الميداني الذي نفذ بحق الشهيد شلباية بعد أقل من 48 ساعة على إخراجه من سجون أجهزة دايتون يكشف طبيعة العمل الذي وصلت إليه هذه الأجهزة، ليست بالتنسيق فحسب وإنما بالعمل المباشر بإمرة الاحتلال، وبدل أن تجري محاسبة وتوقيف مرتكبي هذه الجريمة تحاول السلطة تغطيتها بعملية وقحة باعتقال الأخ النائب د.عبد الرحمن زيدان وبطريقة يؤسفني أن أقول أن الاحتلال لم يكن يمارسها من خلال التهجم على عائلته وبناته.

هذا السلوك الذي يظن به أصحابه أنه يفرض نوعاً من الهيمنة والسلطة والنفوذ، هو في الحقيقة يعكس إفلاساً أخلاقياً وقيمياً ويعكس إفلاساً سياسياً، فعندما تشعر هذه الأجهزة أن كلمة يمكن أن تهددها هذا يعني أنها أوهن من بيت العنكبوت، ويعني أن أي حراك شعبي فلسطيني سيطيح بها بكل بساطة وأن قدرتها في الهيمنة والسيطرة ليست نابعة من انتماءها لشعبها بل من ارتباطها بآلة القمع الصهيوني.

• مسؤولون عسكرية صهاينة أطلقوا قبل أيام قليلة تحذيرات مما سموه الوضع الامني الحساس بالضفة المحتلة، كيف تعلقون على ذلك؟

• هذه التحذيرات تكشف ثلاث مسائل أساسية، الأولى أن الصهاينة بعد كل ما قدمته لهم أجهزة دايتون من خدمة لهم لا يشكرونهم بل على العكس يطالبونهم بالمزيد من القمع والمزيد من الاستهداف لأبناء شعبنا لينسلخوا تماماً عن شعبهم وليصبحوا فئة خارجة عن الشعب الفلسطيني ويقطعوا عليهم خطوط الرجعة وبالتالي يصلون إلى مرحلة تكاد توازي ما كان موجوداً في جنوب لبنان.

والمسألة الثانية؛ أن الاحتلال يدرك أن إرادة الثورة والمقاومة للشعب الفلسطيني التي امتدت على مدى حوالي أكثر من 80 عاماً منذ الانتداب البريطاني لفلسطين حتى الآن ليست إرادة قابلة للكسر، بل هي إرادة ربما تهدأ أحياناً لكنها تظل كامنة لتنطلق في لحظاتها التاريخية المناسبة.

أما المسألة الثالثة فهي أن هذه التحذيرات هي رسالة لفريق دايتون أنهم مجرد أدوات وأنهم لا قيمة لهم وأن المهم هو الأمن الصهيوني، وهم وإن خدموا هذا الأمن فهم مجرد أداة يمكن استخدامها، وإن فشلوا في خدمة هذا الكيان فسيتم التخلي عنهم وإلقائهم في سلة المهملات.

• لوح رئيس سلطة فتح محمود عباس أكثر من مرة مؤخرا بالاستقالة في حال فشلت المفاوضات مع الكيان، كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟

• استقالة محمود عباس لن تكون أمراً كارثياً، بل ربما تكون مخرجاً للأزمة الفلسطينية الداخلية، فهو بطل تعطيل المصالحة، وهو المسؤول عن الانقسام الفلسطيني بالدرجة الأولى، بغض النظر عن كل ما يحاول به البعض الدفاع عنه، وهو أيضاً مسؤول عن التفريط الذي حصل على صعيد القضية الفلسطينية منذ أوسلو وحتى الآن، وكل ما خسره الفلسطينيون من أرض أو حقوق في القدس أو في الضفة الغربية أو حق العودة للاجئين كان المسؤول المباشر عنه هو محمود عباس وليس أي شخص آخر وبالتالي غياب محمود عباس عن الساحة السياسية الفلسطينية لا أظنه سيكون خبراً سلبيا للفلسطينيين، بل ربما يكون خبراً إيجابيا.

عملية التفاوض لن تحقق شيئاً، ومحمود عباس يدرك ذلك تماماً، إلا أن يقدم تنازلات تخرجه من صف القيادة الفلسطينية، وهو يعرف إن فعل ذلك فسيكون الثمن باهظاً، ليس على سمعته، وإنما على كل ما له علاقة بمحمود عباس، وهو يدرك أيضاً أنه ربما يكون مطلوباً منه أن يتحمل هذه القذارة تاريخياً ثم يغادر موقعه ليرثه آخرون هم ربما أقدر على أن يكونوا صهاينة من كونهم فلسطينيين.

• وأنتم في حماس كيف تقرأون المرحلة المقبلة في أعلن عن فشل هذه المفاوضات؟

• فشل المفاوضات ربما يكون فرصة إذا أُحسن التعامل معها، بمعنى أنه إذا فشلت المفاوضات هناك خياران، إما الاستمرار في التفاوض للتفاوض فقط، عندها لن يكون المفاوضون جزءاً من الصف الوطني الفلسطيني، أو العودة إلى الشعب الفلسطيني وإعلان أن هذه التجربة قد فشلت ولابد من العودة للخيار الأصيل للشعب الفلسطيني وهو المقاومة وحينها سيكون فرصة لأن يصطف الجميع في مواجهة الاحتلال”.

والخطورة في هذه المرحلة هي أن  الصهاينة يعدّون فريقاً يكون نسخة ربما محسنة عن النسخة التي كان عليها عملاء جنوب لبنان، وهذه النسخة يقودها سلام فياض، الذي مكنه الصهاينة من القرار المالي، والآن من القرار الأمني، وأبعدوه عن القرار السياسي عن قصد حتى لا يتحمل أوزار أي تفريط قادم في عملية التسوية، وإنما يأتي ليقول أنه وجد شيئاً قائما.

وهنا أعتقد أن الصهاينة يغفلون حقيقتين عندما يتصرفون هم والأمريكيون على هذا النحو؛ الحقيقة الأولى: هي أن الذين يرتبطون بالاحتلال ويستمدون شرعيتهم منه لهم مصير واحد وهو الانهيار وأن يكونوا جزءاً غير معتبر من الشعب الفلسطيني، وهناك أمثلة في أوروبا كالجنرال فيشي، وهناك أمثلة في لبنان كقوات لحد الذي تركه الصهاينة في ليلة مظلمة بل حتى لم يخبروه بموعد الانسحاب، والمسألة الثانية هي أن الشعب الفلسطيني هو شعب قادر على تحديد خياراته والعقل الجمعي للشعب الفلسطيني هو عقل مقاوم ووطني و لا يمكن أن يُركّب عليه خيارات تختلف عن ذلك.

• بعد اعتداء أجهزة أمن عباس قبل أيام على النائب عبد الرحمن زيدان، قالت الحركة وفي مؤتمر صحفي بالضفة المحتلة إن فتح تخطت كل الخطوط الحمراء، وهذه ليست المرة الأولى التي تذكر فيها الخطوط الحمراء، عن ماذا يعبر ذلك؟

• الحركة تمارس تصرفاً سليماً وعقلانياً، وهي فعلت ذلك في غزة وصبرت الحركة سنوات على كثير من الممارسات ولولا هشاشة وضع الأجهزة الأمنية في غزة لما آلت الأمور إلى ما آلت إليه، وعندما تتحدث الحركة هي تحاول تصويب فهم خاطئ عند فريق دايتون في رام الله وعلى رأسهم محمود عباس، يظنون أن الصبر والحلم الذي تتحلى به الحركة والحرص على عدم تفجير فتنو داخلية هو نوع من الضعف والاستسلام لإرادة الاحتلال، وأنا أقول أنه يجب أن يدركوا أنهم واهمون في ذلك، ما تفعله الحركة ينطلق من حرصها على تحقيق مصالحة فلسطينية حتى لو أدى ذلك إلى بعض التضحيات نتيجة الصبر الذي تتحلى به.

لكنني أقول بوضوح أن العرب قالت في أمثالها:” اتقِ غضبة الحليم إذا غضب”، وأنا أقول أن المشهد الفلسطيني الداخلي لا ينظر بكثير من الاحترام إلى محمود عباس ولا إلى فريقه، بل إن بعض القتلة من أجهزة دايتون يدرك أنه لا يستطيع أن يسير في الشارع لوحده، وبعضهم لا ينام إلا في مقره الأمني وينقل عائلته لتقيم معه، ولو كانوا مطمئنين أن الشعب الفلسطيني يحترمهم ويقبل أفعالهم لما كان هذا سلوكه، لذا أعتقد أنه عندما يتحدث قياديو الحركة في الضفة على أن الخطوط الحمراء غير مسموح تجاوزها لأن الحركة حريصة على وجود حد أدنى من ضوابط العلاقة الفلسطينية الداخلية، أما أن يقدم البعض على تحطيم هذه الحدود الدنيا وتحطيم أي شكل للعلاقات الفلسطينية الداخلية، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، فهذا يعني أنه لا يوجد قواعد ولا قوانين ولا قيم، وبالتالي فمن حق الجميع أن يتصرف كما يحلو له وألا يتشدق البعض بالنظام والقانون والأخلاق والقيم والأدبيات بينما هو يمارس عكسها تماماً، فاعتقال د.عبد الرحمن زيدان والتهجم على عائلته والاعتداء على بيته والإصرار على التفتيش الذاتي لعائلته وبناته هو منتهى الانحطاط الأخلاقي والسياسي أيضاً، لأن أجهزة أمن العدو لم ترتكب ممارسات بهذه الشناعة، وبالتالي لا بد أن يفهم هؤلاء أن الصبر الذي تتحلى به الحركة هو ليس ضعفاً وإنما هو حرصاً، وإذا وجدنا أن الطرف الثاني لم يعد لديه أي حرص لا بد أن يكون لذلك تداعيات.

• هل ثمة جديد في ملف المصالحة الوطنية، وتحديدا بعد لقاء رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان برئيس المكتب السياسي خالد مشعل؟

• الكل يعرف ما هي مشكلة المصالحة، وأنها معطلة بسبب الفيتو الأمريكي الذي يجد له صدى عند محمود عباس، ونحن وجهنا رسالة واضحة، ودعا الأخ خالد مشعل إلى لقاء مباشر بين قيادتي حماس وفتح، وظن البعض أن هذا عنوان لمأزق عند حماس، وهم أخطأوا، هو عنوان حرص، لأن المأزق موجود عند الذين يربطون مصيرهم بمصير التسوية، أو الذين يربطون شرعيتهم بالتوازنات الإقليمية والدولية لأن هذه التوازنات قابلة للتغيير ونتيجتها أن يذهبوا كما ستنهار المعادلة التي قاموا على أساسها، نحن لنا موقف واضح: لا بد من لقاء قيادي يجري من خلاله الاتفاق على كثير من التفاصيل والآليات، وأنا أعتقد أن هناك فرصة لعقد هذا اللقاء، وربما يحدث شيء من هذا القبيل قريباً، وإذا حصل قد يمثل فرصة، ونحن سوف نوفر كل فرصة لنجاحها، وهذا ليس مجرد أمل، بل أمل مبني على جهود لا يزال حتى الآن مسارها إيجابياً، وأعتقد أنه إذا حصل مثل هذا اللقاء فسوف نبذل جهدنا كي تنجح هذه الفرصة وآمل أن ينجح الإخوة في قيادة فتح في التخلص من ضغط الفيتو الأمريكي ومعاندته ولو لمرة واحدة لأن هذا سيكون مصلحة وطنية للشعب الفلسطيني.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...