النائب المحرر النتشة : العزل قبر الأسرى والمفاوضات إضاعة للوقت والمصالحة أولوية

أعرب النائب المحرر من سجون الاحتلال الصهيوني الشيخ محمد جمال النتشة عن صدمته من قبول سلطة عباس بالضفة الغربية استمرار المفاوضات مع الكيان الصهيوني رغم علم المفاوضين أنفسهم بأنه لا نتيجة منها تعيد حقوق الشعب الفلسطيني .

ودعا النائب النتشة الذي أمضى في سجون الاحتلال ثمانية أعوام ونصف في حوار خاص مع “ المركز الفلسطيني للإعلام “ ؛ الفصائل الفلسطينية لتجاوز الخلافات الداخلية والنقاط العالقة بالتوجه نحو مصالحة حقيقية، مشيرًا إلى أن المجلس التشريعي معطل بفعل الانقسام ولا بد من إعادة تفعيله لترتيب الوضع المستقبلي الفلسطيني .

وتطرق في حوار إلى أن سياسة العزل الصهيوني للأسرى هي عقاب نفسي وجسدي للأسير بحاجة لوقفة جادة للحديث عنها وإنهائها بشكل عاجل، وتحث عن تجربته في العزل مع أسرى استشهدوا بفعل سياسة الإهمال الطبي المتعمد .

وفيما يلي النص الكامل للمقابلة مع النائب المحرر محمد جمال النتشة ..

– كيف يصف النائب النتشة ما مر به من تجربة قاسية في العزل الإنفرادي بسجون الاحتلال ؟

– أمضيت في العزل الإنفرادي أربع سنوات وهي الأخيرة في فترة اعتقالي، في تلك الفترة لم نكن نختلط بأحد حتى الفورة كان كل أسير يخرج إليها لوحده، وممنوعين من الزيارات والاتصالات، هو فعلا عقاب نفسي قاسي حيث أن الأسير لا يختلط بأحد ولا يعيش مع الأسرى فصلاته وطعامه ومطالعته لوحده، وتسبب ضغوط نفسية وجسمية شديدة على الأسير خاصة أنه مثلا يخرج للفورة مقيد القدمين واليدين وساحة لا تتجاوز مساحتها ثلاثة أمتار، ومحتجز في زنزانة تشبه القبر فعلاً ولا يوجد لها شباك، وبالتي حالة ضغط على مدار الساعة .

– أنت تنقلت بين سجون العزل وعايشت تجارب أسرى .. لو تحدثنا عن هذا الأمر ؟

– تنقلت بين عدة سجون وكان أكثرها قسوة هو عزل سجن “ أيالون ” فهو أيضا يشمل عزل مجرمين صهاينة، وهناك كان اهتمام مؤسسات حقوق الإنسان الصهيونية بالمجرمين كبير، بينما نحن المجاهدين العاملين لأجل حقوقنا نهمل بشكل كبير وأذكر مثالاً هو الأخ المجاهد الاسير محمود عيسى وهذا أمضى عشر سنوات في العزل الإنفرادي، وهنا أطلب بوقفة جادة لمناصرة الأسرى عامة وأسرى العزل بشكل خاص لما يعيشوه من حياة قبور .

وأضيف أنه خلال تجربة ربع قرن مع الأسر عشت مع أناس استشهدوا في الأسر، وشاهدت تقرير طبي كمثال لأسير أنه سيموت بعد أسبوع ومع ذلك رفض الاحتلال الإفراج عنه وبقي حتى استشهد، وهناك أخرين أفرجوا عنهم حتى يتركوهم يموتوا بالخارج بعد أن أنهكهم المرض ويتهرب الاحتلال من مسؤوليته، وأخرين استشهدوا تحت سياط التعذيب خلال التحقيق .

– كيف تقيم وقوف الشعب مع الأسرى ومناصرة قضيتهم ؟

– لا أستطيع في وقتي الحالي أن أقيم ذلك بشكل كبير لكن ما شعرته من خلال من زاروني بعد خروجي من الأسر أن هناك مشاعر طيبة، والحمد لله هناك أعداد كبيرة ممن حضرت للتهنئة وهذا يدل على ارتفاع نسبة التأييد والاهتمام بقضية الأسرى، ومؤشر أن الشعب الفلسطيني لا يتنازل عن قضيته، أما عربيا فللأسف الكل يعلم أنه يوجد إهمال كبير .

– الاحتلال يتحجج بالأسرى أنه مقابل غلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة في غزة .. ماذا يأمل الأسرى من هذه القضية؟

– باعتقادي أن المقاومة هي أحرص الناس على حياة الأسير الجندي شاليط، وأنا أحب أن يكون هناك إفراج فوري عنه مقابل الأسرى في سجون الاحتلال، لكن معروف أن الرفض هو من حكومة الاحتلال، وأمام حركة حماس التي تأسر شاليط مع فضائل أخرى، وكان لنا مساعي للإسراع في إنجاز صفقة شاليط، وكان ممكن أن تكون حصلت منذ سنوات، وحماس صريحة فهي تعرض بدلاً من زيارة الصليب الأحمر له فعرضها أفضل وهو إطلاق سراحه مقابل عدد قليل من الأسرى مقارنة بأعدادهم في سجون الاحتلال .

وقضية الاعتقال هي موت بطيء، فخروج الأسرى هو حياة لهم ولأهاليهم دون النظر لعدد، ومن هذا يجب النظر لهم .

– تعيش الضفة وغزة حالة من الانقسام ولها نتائج طالت المجلس التشريعي ..