الثلاثاء 06/مايو/2025

الأسيرات وسنين العمر التي تمضي وكابوس سن اليأس

فؤاد الخفش

هناك بعض الأمور التي نتردد في الحديث عنها والخوض في غمارها لأن الحديث فيها به من الإحراج ما به ولأننا كمجتمع فلسطيني لم ننضج بعد في نقاش مثل هذه المواضيع التي نصنفها في كثير من الأحيان بالمواضيع المحرجة.

من المعروف أن للفتاة طبيعة خاصة وفسيولوجيا معينة تجعل من موضوع العمر موضوعاً له خصوصية.. وكلما مر عام على الفتاة كلما قلت فرصتها في الزواج وبالذات بعد عمر معين.

موضوع نقاشي ومحور حديثي فجّره حديث لي مع أخت فاضلة وأسيرة محررة جلست معها وسألتها عن حال الأسيرات، ومن بين ما قالت لي أن آخر أسيرة ودعتها قالت لها ممازحة “بلغي سلامي للدكتور محمود الزهار وأخبريه أن سنين العمر تمضي ونريد إنجاز الصفقة بسرعة” الكلام كان تحت إطار وباب المزاح بين أختين الأولى تحررت والثانية محكومة بالمؤبد وهي غير متزوجة ولكن للحديث معاني وأفكارا كثيرة وهواجس تخيم في عقل كل فتاة.

قد تكون رسالتي من هذا المقال وصلت وقد يكون الخوض في الحديث عن هذا الموضوع سيعرضني لانتقاد من قبل البعض ولكنه الواقع الذي انبريت أدافع عنه بما أملك من رأي وقلم وكلمات أحاول أن أجمعها لتكون موضوعاً قابلاً للنقاش والحديث.

 واقع الأسيرات في سجون الاحتلال غاية في الصعوبة على جميع الأصعدة وأنا هنا سأتناول موضوع العمر وسنينه التي تمضي خلف القضبان وعدم وجود موعد محدد للإفراج وهواجس التغيرات الفسيولوجية والشيب الذي بدأ يتسرب إلى الشعر والتجاعيد التي بدأت تزيد مع مرور الأيام وسن اليأس الذي يقبل بسرعة معلناً وصول الفتاة لسن يصعب بعده الحمل كلها أمور موجودة في تفكير الأسيرة وذوي الأسيرة وكأن المصير المفروض عليها أن تبقى بلا أسرة وبلا بيت فقط لأنها ناضلت من أجل تراب هذا الوطن.

هل لأنها ضحت وناضلت عليها أن تبقى تعاني ما تبقى لها من عمر وتمنع من تكوين أسرة وإنشاء بيت وتبقى تحتضن أبناء شقيقاتها وأشقائها تحاول أن تعوض من خلالهم عاطفة الأمومة التي انتزعت منها بسبب بقائها مدة طويلة داخل الأسر؟؟ سؤال لن أجيب عليه وسأترك الإجابة مفتوحة كل حسب رأيه.

أمر آخر وظاهرة بتّ ألحظها كباحث مختص في مجال الأسرى وكعامل في هذا الحقل منذ حوالي العقد وهو أن أغلب الأسيرات المحررات غير متزوجات وهناك ابتعاد عن الاقتران بهن وهنا يجب أن نفرق بين تقدير المجتمع لهن وبين نظرة الشباب وميولهم وكأن الاقتران بأسيرة محررة أمر ليس سهلاً فهي خاضت تحقيقاً قاسياً وتعرضت لظروف صعبة وإن شخصيتها قوية.

 هذه نظرة خاطئة وحكم مسبق على الأمور… فسنين السجن التي سرقت من عمر زهراتنا ما سرقت لن تستطع أن تسرق منهن أنوثتهن وجمال روحهن ونقاء سريرتهن وصفاء فكرهن، فالفلسطينية أنثى بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى وقد تمتاز الأسيرة المحررة عن غيرها من البنات والنساء بأنها خاضت تجربة لم يخضنها أكسبتهن الحنان والمعرفة والروح الخلاقة.

هذه كلمات خطرت في بالي وموضوع للنقاش أطرحه لعلنا نجد من يضيف عليه ويطوره ويصبح الأمر موضوعاً للنقاش تعقد له ورشة عمل تحلل الأمر وتخرجه بطريقة علمية أكثر تفصيلاً.

وآمل أن تكون رسالتي من المقال وصلت فسنين العمر تمضي على أسيراتنا في سجون الاحتلال وتمر، ومع كل يوم يمر تقلّ فرصهن ويتغير شكلهن ويصبن بضيق
آن الأوان أن يطلق سراح أسيراتنا وأن نعمل كل ما يجب من أجل الإفراج عن حرائر فلسطين وماجداتها المختطفات في سجون الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...