الثلاثاء 13/مايو/2025

ارتفاع نسبة التحرش الجنسي في الكيان الصهيوني بنسبة 94%

ارتفاع نسبة التحرش الجنسي في الكيان الصهيوني بنسبة 94%

أظهر بحث إسرائيلي جديد تم إعداده أن 94% من النساء الإسرائيليات تعرضن للتحرش الجنسي في أماكن عملهن.

والبحث الذي أعدته الدكتورة “أفيجيل مور” من كلية “تل حي” شمال إسرائيل، وأجري بين 461 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 18 إلى 65 عاما، يقوم بتقسيم النساء اللائي يتعرضن إلى تحرش جنسي إلى قسمين أساسيين “نساء غير متزوجات”، و”نساء متزوجات”.

فبالنسبة للنساء غير المتزوجات، أظهر البحث أن 38.5% من بينهن تعرضن للتحرش الجنسي أكثر من مرة واحدة من جانب من يعملن معهم، في حين أن 40.8% تعرضن عدة مرات للتحرش، و14.7% تعرضن للتحرش الجنسي مرة واحدة.

وفيما يتعلق بموضوع الجرأة على تقديم شكاوى من جانب النساء اللائي يتعرضن للتحرش الجنسي، فقد أشار البحث إلى أنه بالنسبة للنساء غير المتزوجات فهناك 80.4 من بينهن لم يقدمن شكاوى، في حين أن 16.8% حاولن تقديم شكاوى، ونسبة قليلة وصلت إلى 3% تجرأن على تقديم شكاوى من بين النساء غير المتزوجات.

أما بالنسبة للنساء المتزوجات فهناك 10% من بينهن تعرضن ما بين مرة إلى مرتين لتلامس جنسي، و5% قلن إنهن تعرضن لتحرش جنسي ما بين مرة واحدة إلى مرات كثيرة.

وبالنسبة للنساء المتزوجات اللائي حاولن تقديم شكاوى فكانت نسبتهن أقل حيث وصلت إلى 1.2% فقط قمن بتقديم شكاوى بالفعل، و7.5% حاولن تقديم شكاوى، و92.3% لم يجرؤن على تقديم شكاوى.

وأظهر البحث أيضا أن 4.1% من بين النساء (سواء المتزوجات أو غير المتزوجات) اللائي يتعرضن للتحرش الجنسي، أشرن إلى أنهن تلقين وعودا بمعاملة أفضل في مقابل إقامة علاقة جنسية مع العاملين معهن أو رؤسائهن، و4.4% تلقين وعودا بالترقي بسرعة في عملهن مقابل إقامة علاقات جنسية، و5.1% أشرن إلى أنه طلب منهن إقامة علاقات جنسية عن طريق التهديد أو الإجبار.

غير المتزوجات

وشدد البحث على أن غالبية النساء يرفضن التحرش الجنسي، سواء عن طريق مباشر أو غير مباشر، وظهر أن النساء غير المتزوجات كانوا أكثر جرأة من المتزوجات على الاعتراض على التحرش.

فبالنسبة لغير المتزوجات فوصلت نسبتهن إلى أن 43.9% يعترضون تماما على ذلك الأمر، ونسبة 32.9% ألمحن لاعتراضهن على ذلك، في حين أن 24% من غير المتزوجات لم يجبن بشيء حول اعتراضهن على التحرش.

أما المتزوجات فقد أوضح 30% منهن بشكل مباشر معارضتهن للتحرش الجنسي، و34.2% أشرن تلمحيا إلى أنهن يرغبن أن يتوقف التحرش الجنسي، في حين أن 30% من المتزوجات لم يجبن بشيء حول اعتراضهن على التحرش الجنسي.

آثار نفسية

وأوضح البحث أن التحرش كان له الكثير من الآثار النفسية السلبية للغاية على من تعرضن له من النساء سواء المتزوجات أو غير المتزوجات على حد سواء.
فـ65% ممن تعرضن للتحرش (متزوجات وغير متزوجات) أشرن إلى شعورهن بالخوف وعدم الإحساس بالأمان، و52% منهن وصفن التحرش الجنسي بأنه تسبب لهن بالشعور كما لو كانوا مجرد “متاع جنسي”، و45% أشرن إلى أن التحرش تسبب لهن بالشعور بعدم السيطرة على حياتهن بشكل مطلق.

من جانبها علقت صحيفة هاآرتس، على النسب المرتفعة لحالات التحرش الجنسي التي أظهرها التقرير بالقول إنها تأتي عقب 11 عاما من إقرار قانون مكافحة التحرش الجنسي في إسرائيل، مشيرة إلى أنه من الواضح أن أصحاب العمل لايزالون يتعامون مع من يعملن معهم بتوجهات جنسية غير مقبولة.

ظاهرة متغلغلة

يذكر أن ظاهرة التحرش الجنسي تعد من الظواهر المتغلغلة والمثيرة للقلق داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث تتفشى في جميع القطاعات والمجالات. فقد أظهر بحث إسرائيلي نشر في أبريل الماضي أن أكثر من 45% من تلاميذ المرحلة الإعدادية الإسرائيلية يمارسن الجنس.

كما أن الجيش الإسرائيلي -المؤسسة العسكرية التي تدعي القيم الأخلاقية والقومية العليا في إسرائيل- لم يسلم هو الآخر من ظاهرة التحرش الجنسي الذي تزايد في أوساط مجنديه بشكل لافت للنظر في الآونة الأخيرة”.

فلا تكاد تخلو وسائل الإعلام الإسرائيلية أسبوعيا من الأخبار التي تتحدث عن فتح الجيش الإسرائيلي لعدد من ملفات التحقيق حول حالات تحرش جنسي بالمجندات سواء في الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية، والتي عادة ما تأخذ هذه الحالات شكلا جماعيا أو فرديا، إضافة إلى كونها تمتد من أصغر المجندين إلى أعلى القيادات في جميع أسلحة وأفرع الجيش بلا استثناء.

ومن الواضح أيضا أن ظاهرة التحرش الجنسي داخل المجتمع الإسرائيلي لم تقف عند حد المؤسسات المهمة والحساسة داخل إسرائيل، مثل المؤسستين العسكرية والتعليمية، بل إنها شملت أيضا الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، التي تعد رمزا للدولة وأخلاقياتها.

فمن المعروف أن الرئيس الإسرائيلي السابق “موشيه كاساف” قدم استقالته عقب اتهامه بالتورط في سلسلة من الفضائح الجنسية، كان أبرزها مع المدعوة “أ” التي رفعت عليه قضية تتهمه بالتحرش بها في مكتبه، تلك القضية التي لا تزال تتداولها المحاكم الإسرائيلية.

كما تمت إدانة وزير العدل الإسرائيلي السابق “حاييم رامون” بالتحرش الجنسي بإحدى المجندات العاملات في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق “إيهود أولمرت”، حيث حاول احتضانها وتقبيلها في فمها عنوة. وهو ما دفعه هو الآخر لتقديم استقالته.

هارتس، 28/8/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات