السبت 28/سبتمبر/2024

اتهامات لـالموساد بقتل قائد قسامي على طريقة اغتيال المبحوح

اتهامات لـالموساد بقتل قائد قسامي على طريقة اغتيال المبحوح

في طريقة مشابهة إلى حد ما لاغتيال القيادي في “كتائب عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة “حماس”، محمود المبحوح مطلع العام الجاري في دبي؛ أقدمت المخابرات الصهيونية قبل يومين على اغتيال قيادي آخر في “القسام” من قطاع غزة باستخدام المواد السامة والأدوات نفسها.

فقد أثار العثور على جثمان أحد قادة “كتائب القسام” في غزة، وهو سامي عنان (39 عاما)، مقتولاً مساء الجمعة (27/8) وسط قطاع غزة؛ استغراب ذويه ومن يعرفه، وظنوا في البداية انه قتل بطرق جنائية تقليدية، إلا أنه تبين أن جسمه لم يصاب بخدش واحد، باستثناء حقنه بحقنتين سامتين في يده اليسرى، وصعقه بالكهرباء أسفل بطنه.

وذكرت وكالة “قدس برس” في تقرير لها، أن عائلة عنان رفضت فتح بيت عزاء لنجلها سامي ظناً منها انه قتل غدراً، وذلك حتى يتبن من يقف وراء قتله وتقديمه للعدالة؛ حتى تبين أن سامي حُقن بمادة سامة غير موجودة في قطاع غزة، وصعق بالكهرباء، متهمين بشكل مباشر المخابرات الصهيونية بقتله، كونه لا يوجد أحد له مصلحة بقتله سوى المخابرات الصهيونية.

ونعت “كتائب القسام” عبر مكبرات الصوت الشهيد عنان، بوصفه أحد قادتها، كما سيرت مسيرة عسكرية كبيرة إلى بيته في حي الصبرة بمدينة غزة ألقيت خلالها كلمة لأحد قادة حركة “حماس”، اتهم بشكل مباشر المخابرات الصهيونية بالوقوف وراء الحادث، مشيراً إلى أن الأدوات المستخدمة في القتل لا تمتلكها سوى المخابرات الصهيونية، وغير موجودة في قطاع غزة.

حساب طويل

وللمخابرات الصهيونية حساب طويل مع الشهيد عنان، الذي أمضى في سجونها أكثر من تسع سنوات على فترتين، أطولها التي أمضى فيها ثمان سنوات متواصلة بتهمة توصيل مقاومين وسلاح من غزة إلى الضفة الغربية والعكس، ومن بينهم الشهيد المهندس يحيى عياش (أحد ابرز القادة العسكريين للقسام)، وكذلك أصيب بنيران قوات الاحتلال مرتين خلال الانتفاضة الأولى.

ولد الشهيد عنان عام 1971 في مدينة غزة، وينحدر من عائلة متدينة ومقاومة، انضم في ريعان شبابه إلى حركة “حماس”، وذلك مع اندلاع الانتفاضة الأولى نهاية عام 1987، وكان احد ابرز نشطائها، حيث يشهد له حي الصبرة في المواجهات التي كان يقودها ما بين قوات الاحتلال وراشقي الحجارة، وقد أصيب خلال هذه الانتفاضة مرتين بنيران قوات الاحتلال، واعتقل مرة عام 1989 أمضى خلالها 14 شهراً بتهمة الانتماء لحركة “حماس” وتنفيذ فعاليات من رشق قوات الاحتلال وتنظيم مظاهرات ومسيرات.

الانتفاضة الأولى

وبحسب شقيقه زياد عنان؛ فإن سامي لم يكن يعرف طعماً للراحة خلال الانتفاضة الأولى وكان أحد أبرز نشطائها، وقد أصيب مرتين بنيران قوات الاحتلال خلال تلك المواجهات التي كانت تندلع في حي الصبرة.

وأضاف عنان لوكالة “قدس برس” من الصعب أن نذكر كل النشاطات التي كان يقوم بها سامي خلال الانتفاضة الأولى، إلا أن أبرزها هي قيادة المواجهات مع قوات الاحتلال وتنظيم المظاهرات، حيث انه كان يتمتع بلياقة بدنية عالية تساعده على التنقل من منطقة لمنطقة خلال مطاردة قوات الاحتلال له.

وأشار إلى أن سامي انتقل للعمل في “كتائب القسام” منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وذلك من خلال تقديمه للمساعدات لكبار المطاردين من كتائب القسام كمحمد ضيف القائد العام لكتائب القسام وإيوائه، وكذلك نقله للمقاتلين والسلاح ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال عنان: “إن سامي نقل في سيارته عدداً من المجاهدين من كتائب القسام من قطاع غزة للضفة الغربية، والذين نفذوا عمليات فدائية كبرى داخل الدولة العبرية”.

إحضار يحيى عياش

وأضاف: “أن شقيقه سامي هو من جاء بالمهندس يحيى عياش من الضفة الغربية إلى قطاع غزة، وكذلك نقل سلاحاً من الضفة الغربية إلى القطاع، قبل أن يتم اعتقاله عن طريق معبر بيت حانون “ايريز” شمال قطاع غزة نهاية عام 1997″.

وأشار إلى أن المحكمة الصهيونية حكمت على سامي بالسجن ثماني سنوات كاملة حيث أفرج عنه في صيف عام 2005.

وأوضح أن سامي وبعد الإفراج عنه، تفرغ لزوجته وأولاده الذين وجدهم قد كبروا وبحاجة إلى رعايته، حيث أن أبناءه الخمسة يحفظون الآن القران الكريم كاملاً ومتفوقون في الدراسة.

وأشار إلى أن تفرغه لراعية أبنائه بعد غيابه عنهم 8 سنوات وتربيته لهم، لم يمنعه من مواصلة عمله في كتائب القسام، حيث كان قائد سرية في القسام، وكذلك كان له دور في التصدي لعمليات التوغل وخلال الحرب على غزة، حيث كان يتصدى لقوات الاحتلال التي تقدمت في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة.

عملية الاغتيال

وعن عملية الاغتيال التي تعرض لها سامي؛ قال شقيقه إنهم في البداية ظنوا انه قتل بشكل تقليدي وانتظروا حتى يعرفوا التفاصيل، ورفضوا فتح بيت عزاء؛ إلا أنهم حينما رؤوا الجثمان تبين أنه حقن بإبرة سامة وصعق بالكهرباء، وهذه المواد لا يمتلكها غير الاحتلال، فقرروا فتح بيت عزاء.

وأشار إلى أنه ولعدم وجود مختبرات خاصة في قطاع غزة، تظهر نوع السم الذي حقن به سامي؛ فإنهم اكتفوا بالتأكد من خلال أنسجة جسمه.

وقال عنان: “إن بصمات المخابرات الصهيونية واضحة على اغتيال أخي سامي من خلال حقنه بالإبر السامة، التي أدت وحسب تقرير الطبيب الشرعي إلى تلف في الرئتين، وصعقه في الكهرباء”.

 

طريقة اغتيال المبحوح

وأضاف: “إن الاحتلال صفى حسابه مع شقيقي سامي بعد سنوات طويلة ، ولم يكتفي باعتقاله 8 سنوات، حيث انه يبدو قد ندم على الحكم القصير نسبيا مقارنة بأعماله الذي أصدره بحقه، وعلى الإفراج عنه فظل يطارده حتى أقدم على تصفيته بهذه الطريقة”.

وربط عنان ما بين اغتيال شقيقه واغتيال القيادي في كتائب القسام محمود المبحوح في دبي، مشيرا إلى أنهم استخدموا نفس المواد السامة، ولكنهم غيروا الطريقة، وأنهم سعوا لكي تظهر عملية اغتيال شقيقه وكأنها عملية جنائية وليس عملية اغتيال.

وأشار إلى أن المباحث في غزة تحقق الآن في الآلية التي تم فيها استدراج سامي، لمعرفة المزيد من التفاصيل بعدما تم التأكد أن المخابرات الصهيونية هي المسؤولة عن قتله.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات