اتهام نتنياهو بالتقاعس عن تهدئة حرب الجنرالات

يُتوقع أن يطلب محققو الشرطة الإسرائيلية الذين لم يتعرفوا بعد على كاتب “وثيقة غالانت” من محكمة الصلح في بتاح تكفا إجراء فحصونات تقنية لـ “وثيقة غالانت” بحوزة القناة الثانية، وذلك على الرغم من معارضة ممثلي القناة.

ورداً على الزعم القائل أن الحديث يدور حول إضرار بحصانة المصدر فإن الشرطة الإسرائيلية ستوضح أن الموضوع يتعلق بجوانب تقنية فقط ويهدف إلى إجراء مقارنة بين كلا النسختين ولا يهدف نهائياً إلى تحديد المصدر.

ويُذكر أن الشرطة لم تتطرق إلى التقرير الذي أوردته القناة الأولى حول التحقيق مع اللواء يوئاف غالانت في القضية. ووفقاً لهذا التقرير فمن المتوقع أن يتم استدعاء المرشحيْن لمنصب رئاسة الأركان اللواء غادي آيزنكوت واللواء آفي مزراحي للإدلاء بشهادتيهما. كما ترجح تقديرات في الشرطة أن الوثيقة لم تصدر عن مكتب آراد للاستشارة الإعلامية.

وقد تناول رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي لأول مرة قضية “وثيقة غالانت” منذ الكشف عنها في القناة الثانية حيث أكد على أنه سيعمل على إصلاح الإخفاقات التي لازمت تصرفات الجيش إذا ما تم الكشف عن ذلك خلال التحقيق الذي تُجريه الشرطة.

وقال أشكنازي في خطاب ألقاه في ختام دورة القيادة والأركان: “يتعاون الجيش الإسرائيلي منذ عشرة أيام مع الشرطة وإننا قريبون من معرفة حقيقة ما جرى. وإذا ما اكتشفنا وجود أي تقصير [من جانب الجيش] فإننا سنتعامل معه بكل حزم. وإن ذلك ما يتوقعه منا المجتمع الإسرائيلي”.

كما أشار أشكنازي خلال خطابه إلى أن الجيش الإسرائيلي يتعامل في الأيام الأخيرة مع تداعيات قضية الوثيقة. وأضاف قائلاً: “إن هذه القضية تُضر بنا، كما تُضر بكل شخص متورط فيها. وإن تأثيرها وصل إلى الثروة الغالية والأكثر أهمية بالنسبة لنا ألا وهي ثقة ودعم شعب إسرائيل الذي جئنا منه ووُظفنا للدفاع عنه”.

وتابع أشكنازي: “منذ الآن يُلقى على عاتق كل واحد منا عبء مضاعف من أجل الاستمرار في مهمته في الدفاع عن أمن مواطني إسرائيل وبالتوازي مع ذلك علينا إثبات جدارتنا بهذه الثقة. تواجه الجيش الإسرائيلي تحديات لا تُمكننا من إشغال فكرنا بموضوع آخر غير المسؤولية القومية والمصيرية الملقاة على عاتقنا”.

وبعد وقت قصير من خطاب لرئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي تظرق خلاله إلى قضية وثيقة غالانت تناول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العاصفة التي تدور حولها. وفي بيان أصدره مكتب نتنياهو فقد دعا رئيس الوزراء قيادة الجيش الإسرائيلي إلى التوقف عن الانشغال بالقضية.

وجاء في البيان: “يرى رئيس الوزراء أن انشغال قيادة الجيش بالتحقيق في الوثيقة يجب أن يتوقف ويتوقع من القيادة الأمنية والعسكرية الاستمرار في العمل سوياً من أجل أمن إسرائيل”.

وكان رئيس الوزراء قد التقى اليوم وزير الأمن إيهود براك وتباحث معه بشأن هذه القضية وهاتف بعد ذلك رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي. كما أعلن مكتب نتنياهو أنه أجرى مكالمة هاتفية مع المستشار القضائي للحكومة يهودا فاينشتاين وطلب منه تسريع تحقيق الشرطة من أجل أن تظهر الحقائق بسرعة.

من جهتها، صرّحت رئيسة كتلة كديما داليا إيتسيك أن على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التدخل بالتوتر الحاصل بين وزير الأمن ورئيس هيئة الأركان على خلفية قضية “وثيقة غالانت”.

وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية الثانية قالت إيتسيك: “على رئيس الوزراء نتنياهو أن يفرض النظام وذلك لأن هناك شعور بغياب صاحب للبيت”. كما دعت إيتسيك إلى تهدئة النفوس خلال التحقيق في القضية والانتظار حتى ظهور نتائج تحقيق الشرطة.

الإذاعة العبرية، 20/8/2010