الخيمة الرمضانية.. نشاط ثقافي وفعاليات إيمانية متميزة كل مساء

تحت شعار “معًا نرسم مشهدًا رمضانيًّا ثقافيًّا متميزًا”، يقيم مركز العلم والثقافة بمخيم النصيرات (وسط قطاع غزة)، وتحت رعاية حركة المقاومة الإسلامية “حماس”؛ نشاطًا ثقافيًّا باسم “الخيمة الرمضانية”، يجتمع فيه كل مساء مئات الشبان من رواد المساجد في محافظة الوسطى؛ حيث تتضمَّن هذه الخيمة العديد من الفقرات المتميزة والمفيدة.

فكرة الخيمة الرمضانية

وحول الخيمة الرمضانية يقول الدكتور كمال غنيم رئيس مركز العلم والثقافة لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ إن الخيمة انطلقت يوم السبت الرابع من رمضان الجاري تحت شعار “معًا نرسم مشهدًا رمضانيًّا ثقافيًّا متميزًا”، مبينًا أن الفكرة نبعت من الأساس من كيفية استغلال الوقت والمحافظة عليه وشغل جموع الناس بما هو مفيد ولا يخدش بالصيام.

وقال غنيم: “إن فكرة الخيمة الرمضانية كانت أن ننطلق بعمل خيمة رمضانية يومية يتوافد عليها الناس يستنشقون عبيرها ويستفاد من فقراتها المختلفة والمتنوعة التي تمس حياتهم اليومية، وأيضًا للتخفيف عنهم ومشاركتهم، فشملت كيفية استغلال رمضان وكيف نعيش خلال الشهر الفضيل مع الله”.

محتويات الخيمة

ولفت إلى أن الخيمة تحتوي على الأمسيات القرآنية والشعرية والثقافية، والمسابقات بين جميع مناطق المحافظة الوسطى، مشيرًا إلى أن الخيمة توضح العديد من القضايا؛ أهمها قضية القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وشرح معاناتها مع التهويد والتقسيم وتهجير أهلها.

وأضاف أنها تحتوي على فقرات استضافة شخصيات وازنة في المجتمع الفلسطيني لها تجربة وإبداع وتحدي الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، موضحًا أن “هذه الخيمة الرمضانية نحيي فيها التراث الفلسطيني والحركة اليومية الفلسطينية، ونرفِّه عن أبناء شعبنا بكل أطيافه، ونتسامر معًا ونستغل رمضان بصورة جميلة معًا”.

وقال غنيم: “إن الخيمة الرمضانية تبدأ بعد صلاة التراويح مباشرة في مركز العلم والثقافة في ساحته الخضراء التي تُذهب عمن جلس فيها الهمَّ والضيقَ؛ ففي جنبات المكان شجر النخيل والواحة الأرضية الخضراء، يتجمع الحضور في تمام الساعة التاسعة من جميع مناطق المحافظة ليرسموا هذا المشهد الثقافي الخلاب”.

متعة وتشويق

وألمح غنيم إلى أن الخيمة الرمضانية تتميز بالكثير من الفقرات الممتعة والمشوقة، لافتًا إلى أنها تحتوي على فقرات النشيد الإسلامي والابتهالات النبوية، وفقرات الشعر والشخصيات الإبداعية صاحبة التجربة، والتلاوات العطرة من القرآن الكريم و”الإسكتشات” المسرحية والمسابقة الثقافية اليومية التي توزع فيها الجوائز.

وبيَّن أن الخيمة تنطلق من الهدي النبوي الشريف الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: “روحوا عن القلوب ساعة وساعة؛ فإن القلوب إذا كلَّت ملَّت”، والحديث النبوي: “ترى المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”، لافتًا إلى أن الخيمة تجسد الأخوة بين الإخوة، وتوجد تآلفًا قويًّا “لا تقوى على فكه الجبال الرواسي”، كما قال.

جو إيماني متميز

ويعبِّر الأستاذ رامي الغرباوي عن سعادته الغامرة باقتراب الموعد اليومي للخيمة الرمضانية، ويقول: “أنتظر أن يأتيَ موعد الخيمة الرمضانية على أحر من الجمر؛ لما لها من جوٍّ إيمانيٍّ متميزٍ ورائعٍ”.

ويضيف الغرباوي: “أعتقد أن الخيمة تحقق أهدافًا كبيرة جدًّا؛ أهمها تفعيل جو الألفة بين الشباب وبين أفراد المجتمع الواحد”، مشيرًا إلى النجاح الذي تحققه تلك الأمسيات اليومية ضمن الخيمة الرمضانية في تحقيق أهدافها.

فعاليات إيمانية متميزة

فيما أشاد الأستاذ طارق طبازة بجهود حركة المقاومة الإسلامية “حماس” ومركز العلم والثقافة في إنجاح مثل هذه الفعاليات الإيمانية المتميزة، وقال طبازة لمراسلنا: “نحن تواقون إلى مثل هذه الأمسيات الإيمانية التي تقرب القلوب وتذهب الهموم والأحزان”.

ودعا طبازة كافة رواد المساجد في المحافظة الوسطى وفي قطاع غزة إلى حضور الخيمة الرمضانية التي يقيمها مركز العلم والثقافة برعاية حركة “حماس”، لافتًا إلى أن فيها فوائد عظيمة، داعيًا في ذات الوقت إلى تطوير الخيمة حتى توفر أقصى مدى من الفائدة والمتعة على الصعيد الإيماني.

حضور دوري

ويشارك في الخيمة الرمضانية قرابة 500 شخص من رواد المساجد ومن فئة الشباب على وجه الخصوص؛ حيث تنطلق فعالياتها بعد أداء صلاة التراويح في مقر مركز العلم والثقافة. ولعل سر نجاحها تنوع فقراتها واستضافة الشخصيات المتميزة في كافة المجالات.