حفل زفاف جماعي في غزة على سفينة مرمرة التركية

وسط أهازيج فرح وتعانق للأعلام الفلسطينية والتركية ورايات التوحيد الخضراء، جرت في قطاع غزة مساء أمس الخميس (5-8) مراسم حفل الزفاف الجماعي الأول هذا العام الذي تنظمه الجمعية الإسلامية في رفح بمشاركة 250 عريسًا.

وعلى منصة خشبية كبيرة أقيمت على شكل سفينة مرمرة التركية التي تعرضت لعملية قرصنة صهيونية (31-5-2010) جلست العروسات يلبسن البرانس البيضاء، فيما كان الفنان بهاء ياسين يرسم صورة رئيس الوزراء إسماعيل هنية على خلفية الحفل ليتمها مع نهايته وسط إعجاب الحضور.

وعلى المنصة السفينة عُلقت صور شهداء أسطول الحرية يتوسطهم الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية داخل الأراضي المحتلة عام 48، المعتقل حاليا في سجون الاحتلال.

وبدأ الحفل بعرض كشفي للأشبال يتقدمون العرسان، ومن ثم افتتح الحفل بتلاوة القرآن، لتلي ذلك عدد من الفقرات الإنشادية التي تحمل معاني الفرح والبطولة والانتماء للوطن، ويتخلل ذلك عرض مسرحي، وسحوبات على العديد من الجوائز للعرسان، وكان من بين هذه الجوائز مبالغ نقدية وجوائز عينية مقدمة من الجمعية الإسلامية والعديد من المحلات الراعية للحفل.

وكان اللافت مشاركة ثلاثة أسرى في سجون الاحتلال ضمن العرسان، حيث نادى عريف الحفل على العروس أسماء أبو شباب، لترفع صورة عريسها الأسير أحمد عطية أبو شباب” والمحكوم بالسجن 14 عامًا، والعروس مؤمنة الرقب، لتحمل صورة عريسها “بلال أبو دقة” الذي اعتقل عام 2002، ومحكوم بالسجن تسع سنوات، كما رفعت “ريم محمد سمارة” صورة عريسها الأسير “مهند عبد اللطيف”، وسط هتافات تحية وتقدير واسع من الجمهور الذي قدر بالآلاف.

وأكد ناصر فحجان مندوب الجمعية الإسلامية أن الجمعية ستواصل تقديم المزيد من الدعم لمشاريع الزواج الجماعي للتخفيف عن كاهل الشباب، وتشجيعهم على الإقبال على الزواج في ظل عزوفهم عنه بفعل الحصار وعدم توفر فرص العمل.

ولفت فحجان إلى أن تصميمهم لمنصة حفل الزفاف على شكل سفينة مرمرة التركية، ووضع صور الشهداء عليها، جاء من منطلق تكريم أرواح هؤلاء الشهداء وتقديراً ووفاء لهم ولتضحياتهم من أجل رفع الحصار عن غزة.

وشكر جميع من ساهم وفي إنجاح هذا الحفل، وجميع من قدم الدعم للجمعية للاستمرار في تنظيم هذا الحفل كل عام.

وفي كلمته خلال الحفل، تعهد إسماعيل هنية، رئيس الحكومة الفلسطينية بالمضي في “مسيرة التضحية والعطاء والمقاومة والبناء على طريق الحرية والعودة والاستقلال”. وقال، خلال حفل الزفاف الجماعي لـ 250 عريساً الذي تنظمه الجمعية الإسلامية في رفح مساء الخميس (5-8)، “سنقيم أفراحنا في يوم من الأيام على أرض بيت المقدس وأكناف بيت المقدس”.

وأكد هنية أن “شعبنا أبدع في صناعة الموت في سبيل الله ومن أجل فلسطين، وهو يبدع في صناعة الحياة”، مشدداً على أن هذا الحفل بمثابة رسالة للعدو “أنك لن تتمكن من النيل من إرادة الحياة الحرة الكريمة ومن سرقة البسمة عن محيانا ولن تتمكن من قتل روح العطاء وروح الانتماء بحصارك وعدوانك”.

وتوجه بالتحية للعرسان المشاركين في الحفل وفي طليعتهم العرسان الأسرى الثلاثة الذين حضرت زوجاتهم وحملن صوراً لأزواجهن.

وقال هنية: “تحية وتهنئة لكل عروسين، وأولياء الأمور والعوائل الكريمة وأهلنا في رفح الصمود والعطاء، وأخص التهنئة والتحية هؤلاء الأبطال الذين يقبعون خلف قضبان الاحتلال، ولكن الوفاء اقتضى أن يشاركوا في هذا الاحتفال، تقديراً لهؤلاء الأبطال الأسرى الذين أراد الاحتلال تغييبهم فإذا بهم حاضرون دائماً معنا في كل المناسبات”.

وأكد هنية أن “الفرحة الكبرى هي بيوم النصر المؤزر وتحقيق التحرير والحرية والفرحة الكبرى يوم الإفراج عن أسرانا، ويوم عودة شعبنا من المنافي والشتات”.

وأعلن هنية تقديم هدية قيمتها خمسة آلاف دولار للعرسان الثلاثة من الأسرى لحظة الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، إلى جانب تقديم هدية.

لكل عروسين من المشاركين في الحفل. وتخلل الحفل أناشيد ومقاطع فنية متعددة وسط حضور كبير من الآف المواطنين الذين غص بهم ملعب رفح الرئيسي.