بولنت يلدرم: الكيان الصهيوني لن ينجو بفعلته ولا بد أن يجد العقاب

جدد رئيس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية “بولنت يلدرم”، انتقاده الاحتلال الصهيوني، مؤكدًا أن ادعاءه أن الجيش الصهيوني كان يدافع عن نفسه خلال هجومه الإرهابي على “أسطول الحرية” ليس سوى مزاعم وأكاذيب يخدع به نفسه وعقول المخدوعين.
جاء ذلك خلال حوار خاص أجراه “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الإثنين (19-7) في إسطنبول مع “بولنت يلدرم” رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية صاحبة المبادرة بتسيير أسطول سفن التضامن إلى ميناء غزة؛ حيث أكد أن الهجوم الصهيوني على الأسطول جاء بدافعٍ انتقاميٍّ ضد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمواقفه المناهضة لسياسات الاحتلال.
وكشف “يلدرم” عن اعتزام الهيئة رفع دعوى قضائية ضد الاحتلال، وقال: “التقينا رجال قانون ومحامين من 23 دولة، وأجرينا اجتماعات واستشارات معهم، كما أن المتطوعين في السفينة من 36 دولة سيرفعون دعاوى أيضًا.. نحن مصرون على رفع الدعوى ودولتنا كذلك تدعمنا”.
فإلى تفاصيل الحوار:
* أستاذ بولنت.. ما الذي حدث في رحلة “أسطول الحرية”؟ وكيف بدأ العدوان الصهيوني “الإسرائيلي” على السفن؟
** لقد بدأ الجيش الصهيوني بإنزال وحدات “الكوماندوز” من الهليوكوبتر على ظهر السفينة بدون سابق إنذار، وكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي، بيد أن نتائج تقرير الطب العدلي تؤكد بالدليل القاطع أن النار فتحت على شهدائنا وجرحانا من الأعلى.
إنهم يكذبون؛ لم يكن على ظهر السفينة مسلح واحد من المتطوعين، كما أننا لم نكن نحمل السلاح، بل بادرنا إلى معالجة الجرحى الصهاينة الذين أصيبوا خلال الاشتباكات بين الطرفين”.
لقد كان جميع المتطوعين على السفينة بصدد الدفاع عن أنفسهم، سيما أن سفن الإغاثة لم تكن قد دخلت المياه الإقليمية الصهيونية. لقد كنا على بعد 70 ميلاً من المياه الإقليمية التي حددها الكيان لنفسه. وطبقًا للقوانين الدولية فإن الكيان هو الطرف المذنب، وهو القاتل.
لا يظن الكيان الصهيوني أنه سينجو بفعلته هذه. إننا مستمرون مع المجتمع الدولي في الكفاح القانوني معها، ونرفض أي مزايدات على مبادرتنا بدعم الحق، كما أننا على ثقة تامة بأن الحكم الذي يستحقه الكيان الصهيوني قد صدر بحقه داخل كل الضمائر الحية.
* هل تتعقدون أن الهجوم على “أسطول الحرية” جاء كرد انتقامي من الاحتلال الصهيوني على الموقف البطولي لرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في منتدى “دافوس” بإدانته الكيان وانسحابه من المؤتمر؟
** من دون شك، موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد أحرج الرئيس الصهيوني شيمون بيريز كثيرا، وهو ما أدى فيما بعد إلى توتر العلاقات التركية – الصهيونية بشكل غير مسبوق.
لقد كان جيش الاحتلال يردد باستهزاء كلمة “وان مينت” وهو كان يطلق النار على المتطوعين، وهو ما يؤكد أن “دولة” الاحتلال كانت تتحرك من منطلق انتقامي بحت. واضح أنها ومن خلال هذا الهجوم على سفينة تكتظ بالأتراك في المياه الدولية قد وجَّهت رسالة معينة إلى تركيا، ولعلها كانت تريد أخذ الثأر من الـ”وان مينت”؛ فنتيجة هذا الهجوم على أرض الواقع تؤكد أن العلاقات التركية – الصهيونية أصيبت بجرح عميق ستصعب معالجته، سيما أن أحدًا لم يكن يتوقع أن تهاجم سفن حربية صهيونية سفنًا لا تزال داخل المياه الدولية؛ حيث إن أقسى وأسوأ ما كنا نتوقعه هو أن تعمل “دولة” الاحتلال على عرقلة سير السفينة دون إراقة الدماء، وجرها فيما بعد إلى موانئها، إلا أن الكيان الصهيوني اختار سيناريو مميتًا، مع أنه كان بوسعه معالجة الأمر بكل سلاسة، خصوصًا أن السفينة كانت تحمل متطوعين أجانب من 36 دولة؛ بينها أمريكا. إذن الكيان الصهيوني لم يهاجم تركيا فقط، بل و36 دولة معها.
* في رأيكم.. هل حققت سفن الإغاثة التي انطلقت من تركيا تحت اسم “وجهتنا فلسطين، وحمولتنا الحرية” هدفها من هذه الحملة؟
** الهجوم على سفن الإغاثة في الحقيقة لم ينقص من الحملة أو يوقفها، بل العكس صحيح؛ هي حققت أهدافًا أكثر مما كانت نتوقعها، ولا تزال الحملة مستمرة؛ فهذا العمل الإرهابي وضع “دولة” الاحتلال في موقف حرج جدًّا، وفضح وجهها البشع أمام العالم كله.
ولقد ثبت للعيان وأمام العالم أجمع كم أن الكيان الصهيوني ليس سوى “دولة” استبداد وقرصنة ولا يعرف للقتل أي حدود، وكيف أنه هو المجرم والمذنب فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وكيف أن سياسته المتهورة والظالمة هي المسبب الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأريد هنا تأكيد أن الحصار الصهيوني الظالم سيرفع بشكل كلي عن قطاع غزة خلال وقت قصير؛ فحادثة “مافي مرمرة” تعد أكبر حملة مدنية على مستوى العالم، ومرشحة بقوة لدخول التاريخ؛ لكونها أحرجت الكيان بشكل غير مسبوق؛ فهذه الحادثة وضعت الكيان أيضًا تحت مساءلة سياسية من “شعبه” وكل يهودي يملك ضميرًا حيًّا في العالم.
* ما ردكم على المساعي الصهيونية على المستوى الدولي لإدراج هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التركية في لائحة المنظمات الإرهابية؟
** ما الإرهاب؟ ومن الإرهابي؟ وما المفهوم الذي تقوم عليه عملية التصنيف؟ ومن الذي يصنفه ؟ولماذا ينفرد الغرب بهذا التصنيف؟
الغرب ينظر بعين الإرهاب إلى العديد من المنظمات التي تناضل من أجل الحرية، حتى إلى الحزب الذي وصل إلى السلطة بإرادة شعبية. إذن، كيف يمكن تصنيف ما تفعله كل من أمريكا والكيان الصهيوني؟! وماذا عن المذابح الصهيونية في فلسطين وقد قتلت 1500 فلسطيني عام 2008 أمام مرأى ومسمع العالم، والقنابل الجوية والبرية التي ألقيت على مدار 22 يومًا على الشعب الفلسطيني، وجثث الأطفال التي كانت تظهر من تحت أنقاض المنازل التي هدمت في هذه الحرب؟!
وإذا كان الكيان الصهيوني صنَّف “حماس” كمنظمة “إرهابية”، فماذا عن 500 طفل ماتوا في هذه الحرب؟! هل كانوا أيضًا إرهابيين؟!.
هدفنا واضح للغاية وهو مساعدة الشعب الفلسطيني المظلوم؛ فالكيان الصهيوني لا يملك أي دليل ليتهمنا بالإرهاب سوى مساعدتنا الفلسطينيين، ولكن في حال قبول العالم هذه الافتراءات الصهيونية فإنه بذلك يكون قد داس كل العرف القانونية والحقوق الإنسانية التي كان يؤسس لها ويدعى إليها طوال السنين الماضية.
وأقول هنا: هل سيكون من السهل إدراج مؤسسة خيرية تعمل على مساعدة أناس من 120 دولة في العالم في لائحة الإرهاب الدولي؟! نحن لا نخشى مثل هذه التهديدات. هم فقط يحاولون إرهابنا لثنينا عن عزمنا وضع الكيان الصهيوني أمام مسائلة قانونية دولية، لكننا لن نتراجع عن موقفنا مهما حصل. لن ندع الكيان يفلت من العقاب.
* هل تفكرون في رفع دعوى قضائية ضد الكيان الصهيوني في المحاكم الدولية؟
** لقد التقينا رجال قانون ومحامين من 23 دولة، وأجرينا اجتماعات واستشارات معهم، كما أن المتطوعين في السفينة من 36 دولة سيرفعون دعاوى أيضًا. نحن مصرون على رفع دعوى، ودولتنا كذلك تدعمنا.
* هل ترى أن الموقف الذي تبنته الحكومة التركية من الهجوم الإرهابي على “أسطول الحرية” حتى الآن كافٍ؟
** الحكومة التركية فعلت كل ما يلزم، وجلبت القضية إلى المنتديات العالمية لمعاقبة “إسرائيل”. ومن هنا أوجه شكري إلى رئيس وزرائنا أردوغان ووزير خارجية أحمد داوود أوغلو على هذا الدعم الكبير، وأريد هنا تأكيد استحالة عودة العلاقات التركية – الصهيونية إلى ما كانت عليه في السابق، حتى لو نفذ الكيان الصهيوني الشروط التركية الأربعة، وهي: الاعتذار، وإعادة السفن المحتجزة في ميناء أسدود، ودفع تعويضات مالية لأسر الشهداء، وفع الحصار عن غزة.
لقد ارتكب الكيان خطأً فادحًا بفقدانه “دولة” مثل تركيا كانت تحاوره وتصادقه وتقيم علاقات طيبة معه. الآن أصبح “دولة” منعزلة في المنطقة، والشعب التركي يرى أنه “دولة” لا يمكن الوثوق بها.
* أخيرًا، أستاذ “بولنت”.. ماذا بعد “أسطول الحرية”؟
** نحن حاليًّا بانتظار الموقف الدولي القانوني من هذا الهجوم والمجزرة الصهيونية. سنبذل كل ما بوسعنا وسنسخر كل إمكانياتنا من أجل تحريك الآلية الدولية ضد الكيان الصهيوني، وفي حال لم يحصل أي تقدم على هذا الصعيد فإننا هذه المرة سنعد فيلقًا أكبر لدخول غزة، بل سيتجاوز العدد ذلك بكثير، وسيكون محل دهشة العالم أجمع.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...