تقـرير متابعـة الإعـلام الإسـرائيلي (الإصدار 31)

ترجمـة خاصّـة لمواد منتقـاة مع استعـراض تحـريري ـ النصّ العربي

من إعـداد فريـق: “سبوت لايت أون باليستاين”، أوروبـا

مدة المتابعة: الأحد 27 حزيران/ يونيو 2010 إلى الجمعة 2 تموز/ يوليو 2010

المضـاميـن:

–        استعـراض عــام

–       توسيع صلاحيات تيركل ـ مقالة افتتاحية، صحيفة “هآرتس”

–       أضـرار الحصـار ـ سلي مريدور

–        فراغ في وزارة الخارجية ـ مقالة افتتاحية، صحيفة “هآرتس”

–        هذا ما حدث مع ليبرمان ـ ألون ليئيل

–        لن نتخـلّى عن العـدوّ ـ عكيفا إلدار

–        الفـرصـة الثــانيـة ـ ألوف بن

–        ينبغي التحدث بصراحة مع الولايات المتحدة ـ إيزي ليبرلر

–        التهديد النووي الإيراني يغرق في بحر عملية السفينة ـ تسيفي برئيل

–        رئيس بلدية القدس مُشعل حرائق ـ ياعيل ملماد

–        القدس مدينة تجلس على قنبلة موقوتة ـ يهوشع سوفول

–        يجب عقد صفقة شاليط الآن ـ مقالة افتتاحية، صحيفة “هآرتس”

–        هل حقاً نستطيع دفع أي ثمن لإطلاق سراح شاليط؟! ـ رون كارمن

استعـراض عــام

تعدّدت القضايا التي ركزت عليها وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال الأسبوع الممتد من 27 حزيران/ يونيو وحتى 2 تموز/ يوليو 2010، فكان أبرزها تطوّرات ما توصف بلجنة التحقيق الإسرائيلية في قضية أسطول الحرية، والعلاقات الإسرائيلية ـ الأمريكية بالنظر إلى زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.

كما برزت في التعليقات المنشورة تناقضات السياسة الخارجية الإسرائيلية والعمل الدبلوماسي، بخاصة مع الاتجاه الواضح إلى تهميش دور وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، والاستعاضة عنه بمسؤولين إسرائيليين آخرين لإجراء الزيارات الخارجية واللقاءات الحسّاسة.

وقد شغلت التطوّرات المتعلقة بقضية القدس، وتفاقم حمّى الاستيطان والتهويد جانباً ملحوظاً من التغطيات، بخاصة إزاء أداء رئيس بلدية القدس الاحتلالية نير بركات.

كما تصاعد الاهتمام بملف تبادل الأسرى بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بالتزامن مع مرور أربعة أعوام على أسر جندي الاحتلال غلعاد شاليط في قطاع غزة.

فقد تناولت مقالة افتتاحية لصحيفة “هآرتس”، طلب القاضي يعقوب تيركل، رئيس لجنة “التحقيق” الإسرائيلية المكلفة بالنظر في قضية أسطول الحرية، تحويل لجنته إلى لجنة حكومية رسمية تُمنح الصلاحيات الكاملة بمقتضى قانون تشكيل لجان التحقيق. وأشارت الصحيفة إلى أهمية هذا الطلب بالرغم من تأخّره، مؤكدة أنّ منح صلاحيات كاملة للتحقيق غير كافٍ، إذ يجدر بالقاضي تيركل المطالبة بمنحه السلطة للتحقيق في كل ما يتعلّق بالعملية الإسرائيلية ضد الأسطول، وعلى كافة الأصعدة السياسية والعسكرية، وكذلك سلطة استخلاص نتائج وتقديم توصيات مُلزِمة، وإلاّ ستظل اللجنة عبارة عن “مجلس حكماء غير ذي جدوى”، وفق الصحيفة.

ثمّ أثار سلي مريدور، السفير الإسرائيلي في واشنطن، في مقاله المنشور في صحيفة “هآرتس”، التساؤل عن مدى التزام الحكومة الإسرائيلية بقرارها تخفيف الحصار عن قطاع غزة، آملاً أن يتمّ الالتزام به، وألاّ يتمّ تجاهله مثل قرار الحكومة السابق بتخفيف الحصار الذي صدر منذ أكثر من سنة. وطرح الكاتب عدّة تساؤلات تبحث في مدى جدوى الحصار، والأضرار التي تكبّدها الجانب الإسرائيلي بمفعوله. وأكد مريدور أنّ على الحكومة الإسرائيلية تنفيذ هذا القرار بدافع من الضروريات الاستراتيجية للأمن القومي الإسرائيلي، وليس لمجرد الاستجابة للضغط الدولي.

وتناولت مقالة افتتاحية أخرى لصحيفة “هآرتس”، الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان، بسبب السماح لعقد لقاء بين وزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر، مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، دون علم ليبرمان. وأشارت الصحيفة إلى أنّ ما تذرع به نتنياهو بأنه خطأ غير مقصود لا ينطلي على أحد، والحقيقة أنّ ليبرمان لا يصلح أن يكون وزيراً للخارجية، وقد تسبّب في أضرار كثيرة للعلاقات الإسرائيلية مع دول العالم، وساهم في زيادة العزلة الإسرائيلية دولياً. وطالبت الصحيفة بإنهاء الشراكة الحكومية “المُضرّة” مع ليبرمان، وتشكيل ائتلاف حكومي مع حزب “كاديما”، لأنّ “تشكيل الحكومة (الإسرائيلية) الحالي يؤكد للعالم عدم رغبة إسرائيل إحراز تسوية سياسية مع الفلسطينيين”، وفق تحذير الصحيفة.

وعلّق الدبلوماسي الإسرائيلي السابق ألون ليئيل، في مقاله المنشور في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، على اللقاء السرِّي بين وزير الصناعة الإسرائيلي بنيامين بن أليعازر ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، والذي عُقد دون علم وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان. ويؤكد الكاتب أنّ ذلك اللقاء هو خطوة دبلوماسية سديدة من نتنياهو، ويتطرّق الكاتب إلى مضمون محادثات اللقاء الإسرائيلي ـ التركي، مستبعداً أن يكون قد تضمّن توتّر العلاقات الثنائية بين الدولتين. ويرجِّح ليئيل أن تكون المحادثات تركّزت حول استئناف عملية السلام على المسارين الفلسطيني والسوري، معتبراً أنّ تركيا الآن تتأرجحّ بين معسكر المعتدلين والمتشددين في المنطقة، ولذلك على الجانب الإسرائيلي بذل قدر ما تستطيع من جهد لبقاء أنقرة في “معسكر المعتدلين”، وهذه مهمة صعبة لا يستطيع ليبرمان القيام بها، حسب المقال.

ثمّ أكد عكيفا إلدار في مقاله المنشور في صحيفة “هآرتس”، عدم الرغبة الإسرائيلية في السلام، لأنّ الحديث عن السلام والالتزامات وتجميد الاستيطان يزعج الجانب الإسرائيلي، وأنّ الوضع بالنسبة له كان أفضل عندما أطلق الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر لاءاته الشهيرة في مؤتمر الخرطوم عام 1967، ورفض العرب الاعتراف بالجانب الإسرائيلي والتفاوض معه، لأنّ هذا الوضع أتاح للقيادة الإسرائيلية ضمّ الأراضي وبناء المستوطنات وتنفيذ عمليات اغتيال كما يحلو لها. ولفت عكيفا إلدار الانتباه إلى أنّ إطلاق مبادرة السلام العربية وطرح مبدأ “إنهاء الصراع مقابل إنهاء الاحتلال” قد أزعج الجانب الإسرائيلي جداً، وجعله يتمنى عودة أيام اللاءات العربية، حسب استنتاجه.

وقد تناول ألوف بن، في مقاله المنشور في صحيفة “هآرتس”، سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان بالهجوم على الجانب الفلسطيني وانتقاد السلطة الفلسطينية والتحذير من الحملات الدولية التي تقودها إيران واليسار الأوروبي لما يسمى “نزع الشرعية عن إسرائيل”. وأكد ألوف بن أنّ “في خضمّ اهتمام نتنياهو بالمؤامرات الدولية على إسرائيل نسي وضع رؤية خاصة به لمستقبل إسرائيل وحدودها ووضعها بين الأمم”. وأكد الكاتب أنّ هناك فرصة استثنائية على نتنياهو الاستفادة منها وطرح رؤية جديدة لتقدّم عملية السلام أثناء زيارته للبيت الأبيض، وعندها سيلقى كل الدعم من أوباما، مشيراً إلى أنه إذا ذهب نتنياهو للبيت الأبيض للحديث عن عدم وجود شريك وحاول تضييع الوقت؛ فإنه من الأفضل ألا يذهب ويظلّ حيث هو “ليواصل سياسته العبثية في انتظار الأزمة القادمة”.

كما تناول إيزي ليبرلر، في صحيفة “يسرائيل هايوم”، زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة للبيت الأبيض، مشيراً إلى أنّ سياسة الولايات المتحدة ليست كسابق عهدها مع الجانب الإسرائيلي، وأنّ كل ما يبديه أوباما من “تملّق وصداقة لإسرائيل” يأتي في إطار الحفاظ على أصوات اليهود الأمريكببن وتبرعاتهم في انتخابات مجلس النواب الأمريكي أواخر هذا العام، حسب تقديره. وأكد ليبرلر ضرورة التحدّث بصراحة مع الإدارة الأمريكية لتوضيح موقف الحكومة الإسرائيلية، منعاً لأي سوء تفاهم في ما بعد. وطالب ليبرلر نتنياهو بتأكيد ما سمّاه “حق إسرائيل في البناء في القدس”، وعدم تجديد تجميد توسيع المستوطنات الكبرى، وتحديد الخطوط الحمراء التي لا يمكن للجانب الإسرائيلي تجاوزها.

وبدوره؛ أشار تسيفي برئيل، في صحيفة “هآرتس”، إلى أنّ السياسة الإسرائيلية الفاشلة التي أسفرت عن القرصنة والمجزرة بحق أسطول الحرية، أدّت إلى تجاهل العالم التهديد النووي الإيراني، وأضرّت بـ”مصداقية إسرائيل في المجتمع الدولي، وقلّصت من فرصها لحشد ائتلاف دولي ضد التهديد النووي الإيراني”، حسب تعبيره. وأكد برئيل أنّ ما يسعى إليه الجانب الإسرائيلي الآن من استئناف عملية التسوية السياسية، سواء بالحديث عن مفاوضات مباشرة مع سورية أو مع الجانب الفلسطيني؛ ما هو إلا محاولة لتحسين الصورة الإسرائيلية أمام العالم، لأنّ وزير الدفاع الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتحدّث عن مفاوضات مباشرة مع سورية؛ غير مستعد للانسحاب من الجولان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غير مستعد لوقف البناء الاستيطاني في القدس الشرقية.