مشعل: سنأسر جنودًا صهاينة إذا لم يخضع الاحتلال لمطالبنا

قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل، إن حصار غزة يعيش أيامه الأخيرة، معتبرًا ربطه بإنجاز المصالحة أمرًا مرفوضًا، وأن الهجوم نحو المصالحة مؤخرًا كان محاولة لصرف الأنظار عن أولوية كسر الحصار، مضيفًا أن موقف سلطة رام الله لم يرتقِ إلى مستوى الجدية في كسر الحصار.
وألمح مشعل -في حوارٍ موسعٍ أجرته معه صحيفة “السبيل” في دمشق، ونشر اليوم الأحد (4-7)- إلى أن أطرافًا فلسطينية وعربية لا تريد لـ”حماس” الخروج من الحصار مرفوعة الرأس، مشيرًا إلى أن الاحتلال يطيل أمد الحصار لتقابل رغباته مع رغبات عربية وفلسطينية.
ورأى مشعل أن خط الدفاع الأول عن الأردن في إجهاض مشروع الوطن البديل يتمثل في دعم المقاومة وتعزيز صمود أهل الضفة الغربية، مؤكدًا أن “حماس” لا تتدخل في الشأن الأردني.
وفيما يتعلق بالاتهامات الموجهة للحركة بدعم طرف دون آخر في الحركة الإسلامية، قال مشعل إن “حماس” تقف على مسافة واحدة من كل أطراف الحركة الإسلامية، وإنه ليس هناك فريق محسوب على “حماس” وآخر غير محسوب عليها.
وأكد مشعل جاهزية حركته للعودة إلى التفاوض غير المباشر حول صفقة تبادل الأسرى، مع التمسك بمطالب الحركة السابقة، مضيفًا أنه “إذا كان جندي واحد لا يكفي للإفراج عن الأسرى فسنسعى إلى أسْر جنود آخرين”.
وفيما يلي الجزء الأول من الحوار والمتعلق بالمستجدات السياسية:
* هل تشعرون بأن أيام الحصار على قطاع غزة باتت معدودة؟ وكيف تقيِّمون الوضع الراهن على المستوى الفلسطيني من أجل كسر الحصار؟
** نعم. لا شك أن الحصار يعيش أيامه الأخيرة، حتى وإن حاول البعض إطالته وإيجاد صيغ لإعادة إنتاجه، كالحديث عن تخفيف الحصار.
الحصار في حد ذاته جريمة لا أخلاقية لا ينبغي لها أن تستمر، فضلاً عن أن الحصار عمليًّا فقد أهدافه السياسية، وفشل في تحديد أغراضه التي استعمل من أجلها.
الحصار كان ورقة ضغط وابتزاز لتطويع “حماس” وتطويع أهلنا في غزة، ولقد ثبت لكل من ساهم فيه أو توطأ معه، أن هذا الحصار فشل، وأن “حماس” لا تزال صامدة وترفض الخضوع.
هذا الحصار رغم أنه يشكل ألمًا كبيرًا لشعبنا في غزة ولحركة “حماس” في ذات الوقت، أصبح عبئًا على المحاصِرين أنفسهم، ولعل “أسطول الحرية” سيكون هو القشة التي ستقصم هذا الحصار الظالم، وإذا كان البعض يظن أن تداعيات “أسطول الحرية” تكاد تنتهي أو تتلاشى، ثم يعودون إلى سيرتهم الأولى في الحصار، فهم واهمون. نحن سنكرر أساطيل كسر الحصار بالبحر وبغير البحر، وسيتواصل الجهد العالمي ومعه الفلسطيني والعربي والإسلامي لكسر الحصار. أعتقد أن الحصار انتهى سياسيًّا، وبقي أن ينتهي على الأرض.
* في ظل الفرصة المواتية لوضع حدٍّ للحصار.. كيف تنظرون إلى المواقف الفلسطينية والعربية وكذلك الدولية لوضع حدٍّ لهذا الحصار؟ هل أنتم راضون عن سقف المواقف الفلسطينية والعربية؟
** للأسف، موقف “السلطة الفلسطينية” لا يرتقي إلى مستوى الجدية في كسر الحصار، بل هو محاولة لامتصاص الغضب الذي رافق الجريمة الصهيونية في مجزرة “أسطول الحرية”.
إنهم لا يريدون كسر الحصار؛ لأن البعض لا يزالون يعتبرونه ورقة بأيديهم للضغط علينا، ومن هنا تحدثوا عن موضوع المصالحة، وما هذا الهجوم نحو المصالحة في هذا الوقت إلا محاولة لصرف الأنظار عن أولوية كسر الحصار.
محاولة ربط كسر الحصار بإنجاز المصالحة لعبة مرفوضة؛ لأن كسر الحصار هدف مطلوب لذاته، والمصالحة هدف مطلوب لذاته، وهما هدفان ينبغي أن يسيران جنبًا إلى جنب بشكل متوازن ولا يُعلَّق أحدهما على الآخر.
* الجامعة العربية صمتت طويلاً عن موضوع الحصار رغم وجود قرارات عربية رسمية بكسره، ثم جاءت الزيارة الأخيرة للأمين العام للجماعة العربية.. ما الذي تمخضت عنه هذه الزيارة؟
** خطوة الجامعة العربية والأمين العام عمرو موسى بزيارة غزة جاءت متأخرة لكنها جيدة، ويشكر عليها الرجل، لكن العقبة ليست هنا، هي بتقديري توافق بين أطراف دولية و”إسرائيلية” تريد استعمال الحصار من أجل معاقبة “حماس” أو تطويعها، وبين أطراف فلسطينية وعربية لا تريد لـ”حماس” أن تخرج من الحصار مرفوعة الرأس بدون أن تدفع ثمنًا سياسيًّا مقابل كسر الحصار.
هذا التواطؤ بين الطرفين هو الذي يجعل الحصار قائمًا لهذه اللحظة، لكن هذا التواطؤ مهما بلغت قسوته، لن يصمد أمام إرادة الشعب الفلسطيني، ما بالك ونحن نشاهد إرادة إنسانية تشكلت شرقًا وغربًا وعلى كل المستويات والجنسيات والأديان؟! وكان “أسطول الحرية” النموذج الأبرز لها، والأساطيل القادمة والقوافل القادمة والجهود القادمة ستعطي رسالة أبلغ أن الحصار ينبغي أن ينتهي.
لذلك، المسألة اليوم لا تتعلق بمواقف أطراف، إنما تتعلق بإرادة ستفرض نفسها على الجميع، هذا الذي نعول عليه، لا أعتقد أن بعض المواقف هنا وهناك ستتغير طواعية.
إرادة الصمود على الأرض مع إرادة المتضامنين لكسر الحصار على المستوى الإقليمي والعالمي هي التي ستفرض على الجميع أن يمزقوا ورقة الحصار، وأعتقد أن ذلك بات قريبًا إن شاء الله.
* الموقف التركي على المستوى الرسمي كان واضحًا تجاه كسر الحصار وفتح خط بحري مع قطاع غزة.. هل هناك تحركات رسمية غير الموقف التركي لرفع الحصار، سواء كانت معلنة أو غير معلنة، تعوِّلون على أن يكون لها دور في رفع الحصار؟
** لا شك أن الإخوة الأتراك كان لهم الدور الأبرز في هذه المحطة، سواء على صعيد دفع الثمن بالشهداء واستهداف الدولة التركية والشعب التركي من خلال السلوك “الإسرائيلي” بشكل خاص، ومن خلال الموقف الصريح الذي عبَّرت عنه القيادة التركية بكل مستوياتها، وخاصة تصريحات السيد أردوغان، وهنا نستحضر عبارته أنه “إذا أدار العالم كله ظهره لغزة، أنا لن أدير ظهري لها”.
اليوم أصبح كسر الحصار شرطًا من الشروط التركية التي تضعها لمعالجة تداعيات الجريمة “الإسرائيلية” ضد “أسطول الحرية”، وهذا تطور مهم يحسب لتركيا قيادة وشعبًا، ويشكرون على ذلك، وهذا موقف تاريخي لن ينساه شعبنا ولن تنساه الأمة لتركيا، وهذه إحدى تجليات عودة تركيا إلى دورها الإقليمي والعربي والإسلامي الكبير إلى جانب بقية الأدوار في المنطقة.
لكنَّ هناك جهودًا أخرى. نحن في الحركة تواصلنا في الأسابيع الماضية مع عدد من الدول العربية والإسلامية، ومع عدد من الدول الأوروبية، ونبذل جهدًا لترجمة هذه الدعوات المتزايدة باتجاه كسر الحصار إلى سلوك عملي، ولعل الترجمة الأكثر تحديدًا، والأكثر حاجة في الوقت الحاضر، هي فتح خط بحري مع غزة؛ لأن الحصار له عدة أشكال.
أعتقد أن فتح الخط البحري بين غزة والعالم سيكون عنوانًا مهمًّا لكسر الحصار، وسيُفْقِدُ أشكالَ الحصار الأخرى مبرراتِها وأهميتَها؛ لذلك نحن نلح على أنه لا بد من مواصلة الضغط على الكيان الصهيوني لكي ينهي الحصار، ويفتح معابره مع غزة، ونريد من الإخوة في مصر أن يتجاوزوا الماضي، وألا يكتفوا بالفتح المؤقت كما جرى في الفترة الماضية لمعبر رفح، من فتح مؤقت جزئي. نحن لا نزال نلح على فتح خط بحري بين غزة والعالم، وهذا حق الشعب الفلسطيني، وإن شاء الله تنجح الجهود التركية والجهود العربية والإسلامية والجهود الأوروبية في إيجاد صيغة مناسبة لفتح الخط البحري مع غزة.
* أشرتَ إلى فشل حصار غزة، ومن الواضح أن الحصار أصبح عبئًا على الجانب “الإسرائيلي”.. إذن لماذا يستمر الحصار إذا كان الجانب “الإسرائيلي” لا يحقق نتائج مباشرة منه؟
** الموقف “الإسرائيلي” له في تقديري ثلاثة أبعاد: البعد الأول أنه جزء من السلوك العدواني ضد الشعب الفلسطيني، فهو كما يحتل، وكما يبني “مستوطنات”، وكما يُهوِّد ويهدم الأحياء والمنازل، هو أيضًا يحاصِر؛ فهذا جزء لا يتجزأ من السلوك “الإسرائيلي”؛ لأنه عدو ومحتل.
البعد الثاني هو ربط الحصار كما يزعم الاحتلال “الإسرائيلي” بقضية شاليط، فهو جزء من العقوبة لقطاع غزة وللمقاومة في غزة ولحركة “حماس” على أسْر الجندي شاليط.
لكن للأسف، هناك بعد ثالث يغري “إسرائيل” بإطالة أمد الحصار، ما دام هذا يتقابل مع رغبات في المنطقة.
وللأسف، على المستوى الدولي أيضا “إسرائيل” لا تخدم أجندات الآخرين؛ لأن هذا ليس سلوكها، ولكن لا مانع لديها إذا تقاطع ذلك مع أجندات ورغبات الآخرين.
وللأسف، هذا البعد الثالث قائم في التقابل مع رغباتٍ ربما بعضُها فلسطيني، وربما بعضُها عربي، فضلاً عن رغبات دولية، ومع ذلك فإن النتيجة الحتمية لهذا الحصار أن ينتهي قريبًا إن شاء الله، مهما كانت قوى الدفع والضغط من الأطراف المحاصِرة.
* تطرقتَ إلى ملف شاليط، وأن الحصار ربط في أحد أبعاده بالإفراج عنه.. نتيناهو طالب قبل أيام المجتمع الدولي بالمساعدة في فك أسْر شاليط.. ألا تعتقدون أن هذا دليل ضعف وعجز وإفلاس من القيادة “الإسرائيلية” التي لم تعوِّل يومًا على المجتمع الدولي؟
** في تقديري أن الموقف “الإسرائيلي” لنتنياهو يـأتي في عدة سياقات؛ أولها امتصاص ضغط الشارع “الإسرائيلي” على الحكومة؛ لأن الشارع “الإسرائيلي” أدرك أن من يعطل صفقة الأسرى هو نتنياهو وحكومته المصغرة؛ فنتنياهو يريد امتصاص هذه الضغوط، وصرف تهمة العجز والتقصير إلى المجتمع الدولي بدلاً من أن توجَّه إلى حكومته.
السياق الثاني: صرف الأنظار عن جريمة “إسرئيل” ضد “أسطول الحرية”؛ فـ”إسرائيل” خسرت كثيرًا على صعيد صورتها أمام ال
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال يقتحم مجمع المدارس في حلحول ويشدد إجراءاته العسكرية في الأغوار
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الطلبة بالاختناق، اليوم الأحد، جراء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة مجمع المدارس في بلدة حلحول...

إصابة مواطنين برصاص الاحتلال في بنت جبيل جنوبي لبنان
بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب شخصان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، في بلدة مارون الراس الحدودية، قضاء بنت جبيل، جنوب لبنان....

حماس: الموقف العربي من حرب التجويع والإبادة لا يرقى لمستوى الجريمة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام شددت حركة "حماس" على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة حرب مركبة في غزة، باستخدامها التجويع سلاحا ضد...

السلطة تقطع رواتب عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام أقدمت السلطة على قطع رواتب عدد من الأسرى والأسيرات، والمحررين والمحررات، في خطوة أثارت استياء واسعًا في...

الأورومتوسطي: إسرائيل تقتل امرأة فلسطينية كل ساعة في قطاع غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل بالقصف المباشر على قطاع غزة ما معدله 21.3 امرأة...

الصحة تحذر من تسارع مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وزارة الصحة من أن مؤشر النقص الحاد في الأرصدة الدوائية في "تسارع خطير"، فميا أفادت بأن مستشفيات القطاع استقبلت...

الأونروا تحذر من ضرر غير قابل للإصلاح مع إطالة أمد الحصار الإسرائيلي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إطالة سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع إدخال المساعدات إلى...