أبو طير: قرار الاحتلال اقتلاعنا جائر ومرفوض وسلطة رام الله مقصرة

أكد الشيخ النائب المقدسي محمد أبو طير عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن “كتلة التغيير والإصلاح”؛ أن القرار الصهيوني الذي أصدرته سلطات الاحتلال من أجل ترحيله هو والنواب المقدسيين والوزير أبو عرفة؛ إنما هو قرار جاء من أجل تفريغ مدينة القدس المحتلة من سكانها الأصليين في إطار إخراس كافة الأصوات التي تواجه الاحتلال، مبينًا أن القرار ظالم وجائر ومرفوض.
وأكد النائب المقدسي أبو طير، في حوارٍ خاصٍّ أجراه معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ أنه لا يوجد قانون في العالم ولا لدى سلطات الاحتلال يسمح باستئصال الإنسان من أرضه على خلفية سياسية، معتبرًا هذا القرار ظاهرةٌ خطيرة جدًّا يجب التصدي لها على كافة المستويات البرلمانية والحقوقية العربية والإقليمية والدولية.
وانتقد النائب المقدسي استهتار سلطة عباس في رام الله بشأن قرار الترحيل الخطير وغيره من القرارات الصهيونية بحق مدينة القدس، وقال: “نحن نرى أن هناك تقصيرًا شديدًا من قِبَل سلطة رام الله، وأنا أتهم محمود عباس بالتقصير في هذه القضية الخطيرة”.
وأضاف: “كان باستطاعة محمود عباس وسلطة رام الله توصيل رسالة إلى الاحتلال أن يقولوا لهم أفرجوا عن النواب الذين انتخبهم الشعب الفلسطيني؛ لكونهم نوابًا منتخبين وشرعيين، ولهم حصانة برلمانية، ولكن للأسف الشديد سلطة رام الله لم تتحرك في هذه القضية”.
وطالب النائب أبو طير أحرار العالم والبرلمانيين والمنظمات الحقوقية بالتحرك الجاد والفاعل والفوري تجاه هذا القرار الجائر، داعيًا إياهم إلى مراجعة حساباتهم في نظرتهم تجاه الديمقراطية التي يتبنونها، وقال: “نحن نقول إن الخيار الديمقراطي هنا أفرز هذه النتائج التشريعية، فيتوجب على الجميع أن يقف معنا بصفتنا أعضاء منتخبين، وإلا فعليهم أن يعيدوا حساباتهم وأن يراجعوا أمورهم بهذا الخصوص، ويجب أن يتضامنوا معنا من أجل مواجهة هذا القرار الاحتلالي الظالم، وأن يضعوا حدًّا لهذا الاحتلال المجرم”.
وفيما يلي نص الحوار:
* النائب محمد أبو طير.. كيف تنظرون إلى القرار الصهيوني القاضي بترحيلكم واقتلاعكم من مدينة القدس المحتلة؟
** نشكركم أخي على اهتمامكم بهذه القضية، ثم إننا نعتقد أن هذا القرار إجراء تعسفي احتلالي ظالم، وهذا احتلال مقيت يمارس ممارسات غير شرعية واستئصالية بحق أهلنا في مدينة القدس، وضدنا نحن النواب المنتخبين من قبل أبنائنا، ومن ثم الاحتلال لا يريد لأي صوت قوي أن يكون موجودًا في مدينة القدس المحتلة؛ فهجمتهم على مدينة القدس ليست هجمة جديدة، إنما هي هجمة قديمة ومستمرة منذ عقود متواصلة؛ فالاحتلال والمخابرات “الإسرائيلية” قالوا لنا بالحرف الواحد: (نحن لنا 40 سنة نشتغل على القدس وعلى شباب القدس، وكل المدينة الآن خاضعة للقانون “الإسرائيلي”)، ومن ثم نقول إن هذا القرار عملية تفريغ للمدينة المحتلة من سكانها الأصليين، ومن أجل إخراس كل صوت في القدس.
ودعني أقول لك إن الاحتلال فوجئ بنتيجة الانتخابات التشريعية التي فزنا بها عام 2006م؛ لأنه حاول إسقاط شباب القدس في المخدرات على مدار سنوات، ولسان حالهم يقول: كيف خرج هؤلاء الذين يدافعون عن هذه المدينة؟! وأين كان انتماء هؤلاء؟! ومن ثم أخي الاحتلال يمارس العربدة الواضحة وفي عتو يمارس الظلم بحقنا في القدس المحتلة.
ونحن نؤكد أن هذا القرار اتخذ على أعلى مستوى سياسي في المؤسسة “الإسرائيلية”، ونحن نرفض بشكل قاطع كافة القرارات المتخذة بحقنا، سواء كانت من المحكمة أو من أي جهاز “إسرائيلي” آخر.
* الشيخ النائب.. كيف يمكن تفسير القرار الصهيوني من الناحية القانونية؟
** نحن نقول إنه لا يوجد قانون بهذا الشكل التعسفي، يسمح باستئصال الإنسان من أرضه على خلفية سياسية، هذه ظاهرة خطيرة جدًّا، ولا يوجد أي عمق قانوني بهذا الشأن، ولا يوجد قانون يخص هذا القرار الاحتلالي.
* ماذا يهدف الاحتلال من وراء هذا القرار؟
** الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى تفريغ مدينة القدس من سكانها المقدسيين الأصليين، ويهدف إلى إخراس كل صوت قوي في المدينة المحتلة التي تتعرض لممارسات ظالمة وتهويدية، ويهدف أيضًا إلى الاستيلاء على كل شيء فيها؛ حتى لا يكون في المدينة من يقف في وجهه ويقول له: لا.
ونحيي أهل سلوان الذين وقفوا وقفة جادة تجاه هذا القرار؛ حيث واجههم الاحتلال بالاعتقالات لإخراس صوتهم، ولكنه سيفشل بإذن الله عز وجل.
والاحتلال يحاول إبعادنا من المدينة ليمارس سياساته ضد الوجود العربي والإسلامي في المدينة، ومن ثم إبعادنا عن التغييرات الجذرية الحاصلة في مدينة القدس؛ حتى لا نقوم بفضح المؤامرات التي يرتكبها الاحتلال، ونحن نعتقد أن سلطات الاحتلال جادة في عملية ترحيلنا عن القدس.
* أنتم والجماهير الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة.. كيف ستواجهون هذا القرار؟ وهل ستنجح؟
** نحن نواب القدس المنتخبين تم تغييبنا في سجون الاحتلال بشكل متعمد، وأهلنا في مدينة القدس المحتلة لم يقصروا في هذا المجال، ولعل الوثيقة المقدسية التي صدرت مؤخرًا خير دليل على وقوف أهلنا في القدس معنا في وجه ممارسات الاحتلال غير الشرعية؛ حيث أعلن يوم الجمعة الماضية إطلاق هذه الوثيقة “وثيقة الرباط المقدسية” من أجل الدفاع عن المدينة والتضامن معنا نحن النواب والوزير أبو عرفة؛ فعشائر ووجهاء القدس أعلنوا عن هذه الوثيقة التي استنكروا من خلالها ما تقوم به سلطات الاحتلال من ممارسات تهويدية بحق المدينة، والتي كان آخرها تسليم قرارات سحب حق المواطنة والإبعاد عن مدينة القدس لنا نحن نواب القدس المنتخبين.
ونحن ومعنا أهلنا في القدس سنواصل تصدينا لهذا القرار الجائر والظالم، وسنقف يدًا واحدة في وجهه بإذن الله تعالى.
* هل ترون أن هناك تقصيرًا من قبل سلطة رام الله في هذه القضية التي تستهدف مدينة القدس والمقدسيين؟
** أخي.. أنا أرى أن هناك تقصيرًا شديدًا من قبل سلطة رام الله، وأنا أتهم محمود عباس بالتقصير في هذه القضية الخطيرة؛ فمثلاً قبل اعتقالنا من قبل سلطات الاحتلال كان باستطاعة محمود عباس وسلطة رام الله توصيل رسالة إلى الاحتلال أن يقول لهم أفرجوا عن النواب الذين انتخبهم الشعب الفلسطيني؛ لكونهم منتخبين وشرعيين ولهم حصانة برلمانية، ولكن للأسف الشديد سلطة رام الله لم تتحرك في هذه القضية؛ فمن خلال لقاءات محمود عباس -على سبيل المثال- مع ميتشل كان بإمكانه وضع النقاط على الحروف ووضعهم في صورة أن القدس تتعرض للتفريغ والترحيل، وأن يطالبهم بموقف حازم تجاه هذا القرار، ولكن للأسف، هم (السلطة وعباس) لم يتحركوا قط بخصوص هذه القضية.
* ما مطالباتكم من البرلمانات العربية والدولية والمنظمات الحقوقية الدولية بشأن القرار الصهيوني الذي يستهدفكم مباشرة؟
** نحن نطالب كل أحرار العالم ونطالب البرلمانيين والبرلمانات والمنظمات الحقوقية بالتحرك الجاد والفاعل والفوري تجاه هذا القرار، ونحن نقول إن الخيار الديمقراطي هنا أفرز هذه النتائج التشريعية، ومن ثم يتوجب على الجميع أن يقف معنا بصفتنا أعضاء منتخبين، وإلا فعليهم أن يعيدوا حساباتهم وأن يراجعوا أمورهم بهذا الخصوص، ويجب أن يتضامنوا معنا من أجل مواجهة هذا القرار الاحتلالي الظالم، وأن يضعوا حدًّا لهذا الاحتلال المجرم.
ووجَّهنا وسنوجِّه برقيات وكتبًا إلى وسائل الإعلام والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية؛ بما فيها هيئة الأمم المتحدة؛ لإطلاعها جميعًا على حجم الإجرام الذي تمارسه سلطات الاحتلال في مدينة القدس.
* ما رسالتكم إلى الاحتلال الصهيوني الذي غيبكم في سجونه والآن يريد ترحيلكم واقتلاعكم من القدس المحتلة؟
** قضينا سنوات طويلة في سجون الاحتلال من أجل قضيتنا العادلة، ولن نتراجع عن هذه الرسالة السامية أبدًا مهما فعل الاحتلال، وعلى الاحتلال أن يراجع حساباته الفاشلة، وسنبقي نحن نواب القدس متمسكين بحقوقنا المشروعة، وسنظل متمترسين خلف مطالبنا وحقوق مدينتنا المحتلة، ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الممارسات “الإسرائيلية” الظالمة التي تستهدف مدينتنا المقدسة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...