قبها: مطلوب مد جسور الثقة على طريق تحقيق المصالحة

عبَّر المهندس وصفي قبها وزير الأسرى والمحررين السابق، عن خيبة أمل من نتائج زيارة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، مشيرًا إلى أنه تبيَّن أن الزيارة جاءت لذر الرماد في العيون، بل وتسجيل مواقف وامتصاص غضبة الشارع العربي بعد الجريمة المأساوية التي اقترفها الاحتلال بحق “أسطول الحرية”.
وانتقد قبها -في مقابلةٍ خاصةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” مساء الثلاثاء (15-6)، تنشر لاحقًا- ربط موسى بين ملف الإعمار والمصالحة بالشكل المطروح، مشددًا على أن “هذه المواقف تنم عن عدم شعور بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يذبح الآن بسكين صهيونية بمباركة ومساعدة عربية”.
وقال: “آن الأوان لكي يستشعر الزعماء العرب مسؤولياتهم الوطنية والقومية، وألا يبقوا رهينة الابتزاز الأمريكي والصهيوني”.
وشدد على أن مواقف أمين عام جامعة الدول العربية في غزة تعكس انحيازه إلى طرف فلسطيني دون آخر، بل وتعكس تنكرًا واضحًا لخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي.
ودعا قبها إلى إنهاء الاعتقال السياسي وعلى خلفية تنظيمية وفصائلية، مطالبًا بإيجاد مناخات من التفاهم والحوار ومد جسور الثقة والتواصل على طرق إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
ورأى قبها أن مهمة ما سُمِّي “وفد المصالحة الوطنية” الذي شكَّله محمود عباس “كبيرة”، مشددًا على أن نجاحه مقرون بحسن النوايا من كافة الأطراف، ومدى تجرد هذه الأطراف من المصالح الفئوية والحزبية ومدى تحررها من الارتهان والانصياع للأجندات الخارجية وإملاءاتها، ومدى استشعار كل الأطراف للمسؤولية التاريخية الملقاة على كاهل هذه الأطراف.
وأوضح أن الوفد عقد ثلاثة لقاءات (في الضفة الغربية) ووضع خطوطه العريضة للعمل والتحرك لتحقيق الأهداف المتمثلة في التوصل إلى صيغة تفاهمات يتم التوافق الوطني عليها، متعلقة ببعض النقاط التي حالت دون توقيع حركة المقاومة الإسلامية “حماس” على الورقة المصرية، والتي منها الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وضمان تطبيق قرارات هذا الإطار، والأسس التي يتم بناءً عليها تشكيل لجنة الانتخابات ومحكمة الانتخابات، واللجنة الأمنية العليا وصلاحياتها، وإعادة تشكيل المؤسسات الأمنية على أسس وطنية ومهنية، بالإضافة إلى الاعتقال على خلفية تنظيمية أو فصائلية، وما يناط بها من نشاطات وفعاليات ومؤسسات.
وقال: “أتمنى للوفد النجاح؛ لأن في ذلك تحقيقًا لمصالح الشعب الفلسطيني وتمتينًا للحمته الداخلية، والنجاح بمثابة دفع جديد نحو التوحد في جبهة واحدة للتصدي لجرائم الاحتلال”.
وفيما يلي نص الحوار:
زيارة عمرو موسى
* ما تعقيبكم على زيارة عمرو موسى إلى قطاع غزة؟
** لقد تم التعويل كثيرًا على هذه الزيارة، بل تفاءل البعض بأن زيارة أمين عام جامعة الدول العربية هي الخطوة الأولى ضمن خطة شاملة ومتكاملة لرفع الحصار ومجابهة جرائم الاحتلال في القدس خاصة وفي كل الأراضي الفلسطينية، ولكن تبيَّن أن هذه الزيارة جاءت لذر الرماد في العيون، بل ولتسجيل مواقف وامتصاص غضبة الشارع العربي بعد الجريمة المأساوية التي اقترفها الاحتلال بحق “أسطول الحرية”.
لقد كان من الواجب القومي أن تكون هناك زيارة حقيقية وعملية منذ سنوات، أما أن يأتي السيد عمرو موسى إلى غزة متأخرًا، بل ويتجاهل الحالة المأساوية لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني وحاجتهم الماسة إلى أساسيات ومتطلبات الحياة اليومية وأهمية التسريع لإعمار القطاع، ويعلن أن أموال إعادة إعمار قطاع غزة موجودة ولن يتم البدء بالإعمار إلا بعد إتمام المصالحة الوطنية، فهل هذه المواقف تنم عن شعور بالمسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني الذي يذبح الآن بسكين صهيونية بمباركة ومساعدة عربية؟!
آن الأوان لكي يستشعر الزعماء العرب مسؤولياتهم الوطنية والقومية، وألا يبقوا رهينة الابتزاز الأمريكي والصهيوني؛ فالأستاذ عمرو موسى يدرك جيدًا من هي الشرعية الفلسطينية، ويدرك أيضًا أن بمثل هذه المواقف، رضي أو غضب، يساعد الاحتلال ومن يقف خلفه من دول الاستكبار والظلم العالمي على محاصرة الشعب الفلسطيني وتجويعه بل وقتله.
الشعب الفلسطيني يتمنى الخير للأستاذ عمرو موسى، ولا يقبل منه أي موقف يمكن أن يفسر أو يشتم منه رائحة التساوق مع الأطراف المجرمة التي تحاصر الشعب الفلسطيني، وهو الذي طالب كونداليزا رايس في مؤتمر دافوس قبل عامين برفع “الفيتو” الأمريكي عن المصالحة الوطنية؛ فمواقف السيد أمين عام جامعة الدول العربية في غزة تعكس انحيازه إلى طرف فلسطيني دون آخر، بل وتعكس تنكرًا واضحًا لخيار الشعب الفلسطيني الديمقراطي.
زيارة واعتقالات متزايدة
* كيف تفسرون تصاعد وتيرة الاعتقالات من الاحتلال والسلطة عقب هذه الزيارة؟
** تصاعد وتيرة الاعتقالات عقب زيارته إلى قطاع غزة لا أرى بينهما أي رابط؛ فالاحتلال الصهيوني لم يتوقف عن جرائمه المختلفة بحق الشعب الفلسطيني، ولا يمر أسبوع دون أن يكون هناك العشرات من المعتقلين، وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة الفلسطينية؛ فلم تتوقف عمليات الملاحقة والتضييق والاختطاف التي أصبحت قدر كل الشرفاء والأطهار في الضفة الغربية الذين تتناوب عليهم سجون الاحتلال وسجون السلطة، فيقعون تحت ظلمين.
آمل أن تكون هناك لقاءات جادة مع أصحاب الشأن وكل الأطراف ذات العلاقة لإنهاء الاعتقال على خلفية تنظيمية وفصائلية وما يمت لها بصلة، وإيجاد مناخات من التفاهم والحوار ومد جسور الثقة والتواصل على طرق إنهاء حالة الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة.
وفد المصالحة.. خلفية ومهام
* هناك حديث عن وفد المصالحة الوطنية الذي سيتوجه إلى غزة.. ما خلفية تشكيل هذا الوفد؟
** بداية.. أود أن أؤكد لكم أن هذا الوفد قد تمَّ تشكيله بقرارٍ من محمود عباس برئاسة رجل الأعمال منيب المصري، على أن يقوم الوفد بمهمته حلال أسبوعين من تاريخ القرار (5-6-2010)، وهذا الوفد مكون من أعضاء في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ومن ممثلي الفصائل والشخصيات الوطنية، ومهمة هذا الوفد العمل على تذليل العقبات والعوائق التي تحول دون توقيع وتطبيق الوثيقة المصرية المتعلقة بالمصالحة الوطنية.
ويتشكل الوفد من هاني المصري، والبطريرك ميشيل الصباح، وأنيس القاسم، وفدوى البرغوثي، ومحمد إشتية، وناصر الشاعر، وعبد الرحيم ملوح، وحنان عشراوي، وقيس عبدالكريم “أبو ليلى”، وجبريل الرجوب، وعزام الأحمد، وغسان الشكعة، ومصطفى البرغوثي، وحنا ناصر،و حنا عميرة، وأسعد عبد الرحمن.
وقد عقد الوفد ثلاثة لقاءات ووضع خطوطه العريضة للعمل والتحرك لتحقيق الأهداف المتمثلة في التوصل إلى صيغة تفاهمات يتم التوافق الوطني عليها متعلقة ببعض النقاط التي حالت دون توقيع “حماس” على الورقة المصرية، والتي منها الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، وضمان تطبيق قرارات هذا الإطار، والأسس التي يتم بناء عليها تشكيل لجنة الانتخابات ومحكمة الانتخابات، وتشكيل اللجنة الأمنية العليا وصلاحياتها، وإعادة تشكيل المؤسسات الأمنية على أسس وطنية ومهنية بالإضافة إلى الاعتقال على خلفية تنظيمية أو فصائلية وما يمت لها من نشاطات وفعاليات ومؤسسات.
* وما رؤيتكم حول فرص النجاح؟
** مهمة الوفد كبيرة، ونجاحه مقرون بحسن النوايا من كافة الأطراف ومدى تجرد هذه الأطراف من المصالح الفئوية والحزبية ومدى تحررها من الارتهان والانصياع للأجندات الخارجية وإملاءاتها، ومدى استشعار كل الأطراف للمسؤولية التاريخية الملقاة على كاهل هذه الأطراف.
أتمنى للوفد النجاح؛ لأن في ذلك تحقيقًا لمصالح الشعب الفلسطيني وتمتينًا للحمته الداخلية، والنجاح بمثابة دفع جديد نحو التوحد في جبهة واحدة للتصدي لجرائم الاحتلال.
* وهل أنتم ضمن التشكيلة؟ ولماذا؟ وماذا عن الأنباء التي تتردد وتؤكد وجود الدكتور ناصر الشاعر ضمن الوفد؟
** شخصيًّا لست ضمن التشكيلة، وهذا لا يعيب من هو ليس ضمن التشكيلة، أما من اختار هذا الوفد فهو السيد أبو مازن، وقد يكون لرجل الأعمال منيب المصري دور في الاختيار، ولكن ليست هذه المشكلة، المهم أن تكون هناك إرادة قوية، وألا ييأس الوفد أمام أية عقبة قد تعترضه أو أمام أي نقد يوجه إليه، وأن تستمر الجهود حتى يتم تذليل كل العقبات، أما حول وجود الدكتور ناصر ضمن تشكيلة الوفد فهذا يعود إلى من شكَّل الوفد، وعلى الدكتور ناصر نفسه قبول العرض بصفته الشخصية، والجميع يعلم أن الدكتور ناصر هو إحدى الشخصيات الوطنية المعروفة والمرموقة التي تحظى باحترام وقبول شعبي؛ لذلك وجود الدكتور في الوفد يضفي عليه حيوية ودينامكية ونكهة أيضًا، وفي المحصلة النهائية من المهم جدًّا التعاون بين أعضاء الوفد وتعاون الأطراف مع الوفد.
ميرفت صبري.. رمز للمعاناة والبطولة
* دعنا نعود إلى واقع المعاناة في الضفة، وبشكل خاص.. كيف تنظرون إلى خطوة الإفراج عن ميرفت صبري مقابل كفالة مالية باهظة وصلت قيمتها إلى 15 ألف دينار؟
** بداية.. لا بد من الإشارة إلى أن المرأة الفلسطينية تلعب دورًا رياديًّا في مقاومة الاحتلال الصهيوني؛ فهي إلى جانب الرجل قد اضطلعت بمسؤولياتها ونافسته في ميادين كثيرة وتفوقت عليه في ميادين محددة؛ فهي المربية وصانعة الرجال، وهي الأسيرة التي عانت ولا تزال، وقد حرصت الفصائل المقاومة على أن تبذل كل ما في الوسع لتأمين الإفراج عن أسيرات فلسطين وماجدات شعبها، فتحرك الشارع الفلسطيني ومعه كل المؤسسات المخلصة وأحرار العالم لدعم صمود الأسيرة الفلسطينية والعمل على تحرير كل الأسرى؛ هذه المرأة التي قدمت المساعدات للشباب المطاردين من كافة الفصائل قد لاقت الدعم الكامل والإشادة بدورها في حماية المطاردين وتوفير مستلزماتهم المعيشية، وميرفت صبري ماجدة من ماجدات هذا الشعب، وإحدى حرائره، تدفع ثمن مواقفها مع زوجها وضيوف زوجه
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...