الفرا: نقلنا معاناة شعبنا للعالم وكشفنا حجم جرائم الاحتلال بحقه

رغم الحصار الصهيوني الجائر فإن رئيس بلدية خان يونس محمد عبد الخالق الفرا لا يزال يسعى لتحقيق رؤيته الطموحة لجعل مدينته (خان يونس) لها الريادة في الانفتاح على العالم الخارجي، وذلك من خلال جولته الاوروبية التي وصفت بأنها تاريخية والأولى من نوعها لأول رئيس بلدية معين من قبل الحكومة الفلسطينية المنتخبة في قطاع غزة المحاصر.
هذه الزيارة التي نفذها رئيس بلدية خان يونس لخارج الوطن، وبدأت في اليونان شهدتها بعض الصعوبات المفصلية ومنعه المتكرر من السفر لثنيه عن عزيمته.
“المركز الفلسطيني للإعلام” أجرى هذا الحوار الخاص مع الأستاذ محمد عبد الخالق الفرا رئيس بلدية خان يونس، للتعرف على مجالات النجاح التي رافقت جولته الخارجية الأوروبية، والوقوف عن كثب عن ما حققته هذه الزيارة من إنجازات لمدينة (خان يونس) وللحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
بداية أستاذ محمد الفرا رئيس بلدية خان يونس، ماذا لو حدثتنا عن سفرك إلى الخارج أي (اليونان) وما هي الصعوبات التي واجهتها وهل نالت من العزيمة الفلسطينية؟
نعم أخي الكريم، بارك الله فيكم وفي كافة العاملين والقائمين على هذا الموقع الذي من خلاله يراقبنا العالم ويطلع على همومنا ومشاكلنا ويحاول أن يجتهد في مساعدتنا .. نعم زيارتنا لليونان لم تكن وليدة الصدفة، فالمجلس البلدي لخان يونس ومنذ توليه لمهام إدارة البلدية قبل نحو عشرين شهرا تقريباً قام بفتح قنوات الاتصال مع العالم الخارجي من أجل التخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني ومساعدة الحكومة الفلسطينية الشرعية في كسر الحصار، إلى جانب البحث عن قنوات التمويل لدعم مشاريع تتعلق بتطوير مدينة خان يونس التي لم تحظ بعملية تطوير منذ عدة سنوات.
وزيارتنا لليونان جاءت بناءً على دعوة من رئيس بلدية (أخارنون) من أجل التواصل لإبرام اتفاقية التوأمة التي ستمكن مدينة خان يونس من الانفتاح على العالم الخارجي وتطويرها في كافة المجالات، لا سيما تنفيذ مشاريع تتعلق بالبنية التحتية وأخرى تحظى بقبول كافة الشرائح المجتمعية.
نعم واجهنا صعوبات كبيرة في السفر ما بين التأخير والمنع والضغوطات المختلفة حيث الذهاب لمعبر رفح مرات عدة والانتظار لساعات طويلة والعودة حتى من الله علينا بالسفر ومن ثم الوصول إلى اليونان، والتي تعتبر من إحدى البلدان التي بدأت بها جولتنا الأوروبية.
من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام، استقبلت في مطار أثينا استقبالا حافلا كونك خرجت من قطاع غزة المحاصر، فلو تضعنا في صورة ذلك؟
بالتأكيد أخي الكريم .. بمجرد وصولنا إلى اليونان كان في استقبالنا في المطار الأستاذ نادر العبادلة رئيس جمعية الصداقة اليونانية الفلسطينية والسيد رئيس بلدية (أخارنون) اليونانية وعدد من أعضاء البرلمان وسكرتير حركة الشبيبة اليونانية والكاتب الشهير نيكوس كليتسي كاس وبعض الشخصيات الاعتبارية .. وجماهير كبيرة من الشعب اليوناني الذين هتفوا لفلسطين وشعبها العظيم منددين بالحصار الإسرائيلي الخانق.
كان لكم عدد من الاجتماعات واللقاءات المثمرة مع المسئولين اليونانيين، ماذا أفرزت تلك اللقاءات وإلى أين مدى يمكن استثمارها لخدمة الشعب الفلسطيني؟
بعد وصولنا لمطار أثينا باليونان بعدة ساعات قمنا بالتعاون مع جمعية الصداقة اليونانية الفلسطينية بعقد عدد من الاجتماعات المكثفة مع رؤساء وهيئات الحكم المحلي، الاتحادات التجارية، الأحزاب السياسية والجمعيات الثقافية من أجل نقل معاناة شعبنا الفلسطيني الذي لا زال يرزح تحت الاحتلال الإسرائيلي البغيض والحصار الظالم.
والحقيقة أن تلك الاجتماعات أثبتت مدى حب الشعب اليوناني وحكومته لشعبنا الفلسطيني ونضاله من أجل التخلص من الحصار الخانق والاحتلال الإسرائيلي، حيث أكدوا لنا في عدد من لقاء مساندتهم الكبيرة لشعبنا العظيم وقضية فلسطين العادلة.
ما هو موقف الحكومة اليونانية من زيارتكم؟، وهل ساهمت في إنجاح الزيارة لا سيما وأنكم تمثلون رئيس بلدية من قطاع غزة محاصر في ظل حكومة شرعية مكبلة بالحصار؟
الحكومة اليونانية وافقت في البدء بإجراءات التوأمة ما بين بلديتي (أخارنون وخان يونس) بل وقامت بإجراء تسهيلات كبيرة لزيارتنا وقدمت مساعدات جمة، فالحكومة والشعب اليونانيين متعاطفين مع الشعب الفلسطيني ويساندون نضاله في التخلص من الاحتلال وتفكيك الحصار، ولقد توجت مواقف الحكومة اليونانية في أهمية قرار مجلس بلدية أخارنون بالإجماع على عقد التوأمة والاتفاق على تبادل الخبرات والزيارات ودعم عدد من المشاريع التي من شأنها التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وهذا اللقاء هو لقاء على أهمية كبيرة وهو لقاء تاريخي حيث جمعني مع رئيس بلدية أخارنون ورئيس وأعضاء المجلس بحضور رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية اليونانية الأستاذ نادر العبادلة وبمشاركة أعضاء من البرلمان اليوناني والعديد من رؤساء التجمعات في مدينة أخارنون وتواجد أعضاء في الجالية الفلسطينية وذلك للإعلان عن موافقة الحكومة اليونانية على اتفاقية التوأمة.
هل الاتصالات مع المسئولين اليونانيين قد أفضت عن شيء سيما وأن المعاناة الواقعة على الشعب الفلسطيني تزداد يومياً وما هي الجهود المبذولة من أجل رفع المعاناة؟
إن المعاناة الواقعة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الفلسطينية جراء استمرار فرض الحصار الإسرائيلي البغيض، هو لأمرُ مشين ويعبر عن مدى بشاعة الاحتلال الإسرائيلي الذي يعاقب أهلنا في قطاع غزة بسبب تجربته الديمقراطية الأخيرة، حيث لا زال قطاع غزة يعاني من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة بسبب منع تدفق وقود التشغيل لمحطة توليد الكهرباء الوحيدة بقطاع غزة ما سبب بمفاقمة معاناة المواطنين اليومية إضافةً إلى استمرار معاناة المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وإصرار حكومة الاحتلال على منع إعادة بناء البيوت المهدمة والتي أقدم الاحتلال على تجريفها وقصفها خلال الحرب الأخيرة.
اللقاء كان تاريخياً جمعه مع السيد باناجيوتيس فوتياديس رئيس بلدية اخارنون حيث أكد فيه على دعم البلدية الكامل للشعب الفلسطيني وضرورة منحه حقه في الدولة والأمن والسيادة، ونادى بضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، حيث أعلن السيد فوتياديس عن موافقة المجلس البلدي على إنشاء حديقة الصداقة اليونانية الفلسطينية للأطفال في خان يونس إلى جانب تدريب كوادر بلدية خان يونس والإستعداد الكبير لإستقبال الوفود الشبابية الفلسطينية الزائرة لليونان.
وماذا عن الإتصالات التي بذلتموها من أجل دخول بلدية خان يونس في إتحاد بلديات البحر المتوسط (EGTC)، وماذا يمكن أن تحقق هذه المشاركة لخان يونس؟
لا زلنا نسعى جاهدين وبقوة من أجل الدخول في إتحاد بلديات البحر المتوسط من خلال فتح قنوات الاتصال مع عدد من المسئولين باليونان الذين وعدوا في أحايين كثيرة بالعمل الجاد من أجل أن تكون بلدية خان يونس ممثلة إتحاد البلديات مشدداً على أهمية الدور الكبير الذي يلعبه المسئولين اليونانيين على المستويين الرسمي والشعبي لضمان مشاركة بلدية خان يونس في إتحاد البلديات.
نحن اجتمعنا مع السيد (تابا كيزس نيكولاس) منسق EGTC في دولة اليونان بحضور السيد باناجيوتيس فوتياديس رئيس بلدية أخارنون والأستاذ نادر العبادلة رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية اليونانية، وذلك من أجل مواصلة الجهود لدخول بلدية خان يونس في إتحاد بلديات المتوسط.
السيد نيكولاس وعد بالسعي واستخدام كافة القنوات المتبعة من أجل إنجاح المشروع والدخول في الإتحاد والتي ستستفيد منه مدينة خان يونس على كافة الأصعدة، ومنسق الإتحاد اليوناني أبدى تعاطفه الشديد مع الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بما فيها حقه في انتخاب ممثليه ورفضه القاطع للحصار الإسرائيلي وانقطاع التيار الكهربائي.
بلدية خان يونس وفي حال انضمامها لإتحاد بلديات البحر المتوسط فإن مدينة خان يونس سيحدث بها نقلة نوعية، إذ سيكون الإتحاد المظلة الداعمة لمشاريع البلدية من خلال تخصيص منح كاملة لتمويل كافة المشاريع المتعلقة بتطوير واقعي البنية التحتية والفوقية ودعم كافة احتياجات الشرائح المجتمعية المختلفة.
التقيتم بعدد من أعضاء البرلمان اليوناني ونائبة محافظ أثينا ووزير الاقتصاد الوطني.. عن ماذا أسفرت تلك اللقاءات؟
سياسة بلدية خان يونس هي الانفتاح على العالم الخارجي عبر الوسائل الممكنة للعمل على تفكيك الحصار والتخفيف من معاناة شعبنا الفلسطيني، حيث كان لنا اجتماعا هاماً مع عضو البرلمان اليوناني (بانا يوتس كوروبليس) والذي أشاد بصمود شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة في وجه الاحتلال الإسرائيلي لا سيما خلال الحرب الأخيرة حيث أبدى عضو البرلمان اليوناني تضامنه الشديد مع المواطنين في غزة المحاصرة واعداً بالعمل على تقديم المساعدات لدعم مشاريع تتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة لا سيما المكفوفين.
اللقاء الذي عقد مع عضو البرلمان اليوناني السيد (باناسيس إيكونومو) كان تضامنيا ووديا، حيث وعد (إيكونومو) بالعمل على تفعيل مشكلة انقطاع الكهرباء عن المواطنين في قطاع غزة، وأكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإزالة الاحتلال ووقف الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني.
وتناول الفرا خلال اجتماع مع نائبة محافظ أثينا الأوضاع الكارثية في القطاع المحاصر وتبعياته الخانقة على غزة للنيل من صمود شعبنا، مبيناً أن خدمات البلديات باتت على حافة الانهيار نتيجة للظروف الصعبة في غزة المحاصرة وبين الفرا أن نائبه محافظ أثينا السيدة (غازي باناجيوتا) – التي زارت بلدية خان يونس أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة- حيث أبدت تفهمها الكبير لكافة مشاكل شعبنا في قطاع غزة والضفة الفلسطينية ووعدت (باناجيوتا) بالعمل على شرح الظروف الصعبة لأهالي قطاع غزة من خلال إتحاد البلديات والمحافظات اليونانية، مؤكدة عزمها للقيام بحملة إعلامية مكثفة لحل مشكلة الكهرباء ووضع الحلول الجذرية لتفادي الكوارث الإنسانية التي خلفها الحصار.
وزير الاقتصاد الوطني اليوناني السيد (ماركوس بولاريس) أبدى تأييده وإعجابه الشديدين بالصمود الأسطوري للمواطنين في قطاع غزة وتجاوزهم المحن والشدائد والاعتداءات اليومية من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني ومنها الحرب الأخيرة التي طالت كل شيء مؤكداً دعمه للخيار الديمقراطي للشعب الفلسطيني مجدداً رفضه الكبير للحصار الجائر.
وزرنا مقر الحزب الشيوعي اليوناني، وعقدنا عدد من اللقاءات الهامة مع الشخصيات السياسية وقادة الأحزاب والنخب الثقافية، حيث أطلعناهم على معاناة شعبنا الفلسطيني والآثار الخطيرة المترتبة على سياسة الحصار الخانق الذي يهدد ب
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

حماس: اغتيال المقاومين في الضفة لن يزيد شبابها الثائر إلا مزيداً من الإصرار على المواجهة
الضفة الغربية – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس أن سياسة الاحتلال الصهيوني باغتيال المقاومين وتصعيد استهدافه لأبناء شعبنا في الضفة الغربية؛...

الأمم المتحدة تحذّر من استخدام المساعدات في غزة كـ”طُعم” لتهجير السكان
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت هيئات الأمم المتحدة من مخاطر استخدام المساعدات الإنسانية في قطاع غزة كوسيلة للضغط على السكان ودفعهم قسرًا للنزوح، مع...

الإعلامي الحكومي: الاحتلال يُهندس مجاعة تفتك بالمدنيين
المركز الفلسطيني للإعلام قال المكتب الإعلامي الحكومي، إن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تواصل ارتكاب جريمة منظمة بحق أكثر من 2.4 مليون مدني في قطاع...

حماس تردّ على اتهامات السفير الأمريكي: أكاذيب مكررة لتبرير التجويع والتهجير
المركز الفلسطيني للإعلام رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصريحات السفير الأمريكي لدى الاحتلال، مايك هاكابي، التي اتهم فيها الحركة بالتحكّم...

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...

حماس تثمّن قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال
المركز الفلسطيني للإعلام ثمنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قرار اتحاد نقابات عمال النرويج بمقاطعة الاحتلال الصهيوني وحظر التجارة والاستثمار مع...

صاروخ من اليمن يعلق الطيران بمطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام توقفت حركة الطيران بشكل مؤقت في مطار بن غوريون، بعد صاروخ يمني عصر اليوم الجمعة، تسبب بلجوء ملايين الإسرائيليين إلى...