الثلاثاء 13/مايو/2025

الانتخابات البلدية بالضفة.. قمع وإرهاب لكل من ينافس قوائم فتح

الانتخابات البلدية بالضفة.. قمع وإرهاب لكل من ينافس قوائم فتح

مع اقتراب الانتخابات البلدية التي أقرتها  سلطة عباس في السابع عشر من الشهر القادم، والتي اعتبرتها كافة الأوساط السياسة تعميقا للانقسام؛ برزت كثير من الممارسات لحركة “فتح” في مختلف المواقع تظهر زيف الديمقراطية التي تتغنى بها الحركة، وقمعها لباقي الفصائل والمستقلين وإرهابهم.

وقالت مصادر في حركة “فتح” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن محمود عباس واللجنة المركزية أصدرت قراراتها إلى كافة الأقاليم بالعمل قدر الإمكان على عدم إجراء انتخابات بلدية تنافسية واستبدال قوائم التزكية بها بحيث يكون في الموقع الانتخابي قائمة توافقية واحدة، وليس لها منافس، وهذا هروب ضمني من الانتخابات بطريقة تجميلية.

وأضاف المصدر أن “محمود عباس وعد في لقاءات داخلية كل موقع انتخابي كبير يتمكن من تشكيل قائمة توافقية بالتزكية دون انتخابات، بصرف مبلغ منحة لتلك البلدية أو المجلس القروي بعد الانتخابات يبلغ مليون و600 ألف شيقل (400 ألف دولار).

وشدد على أن هذا الأمر والتشديد على الهروب من الانتخابات التنافسية جعل قواعد حركة “فتح” تستخدم كل أساليب الترهيب والتهديد من أجل قمع كل من يفكر في تشكيل كتلة منافسة.

يقول المواطن خليل الحصري في رام الله: “إن حركة “فتح” حطمت كل القواعد التي أعلنت عنها حين قررت إجراء الانتخابات البلدية في ظل الانقسام؛ فهي أعلنت أنها ستخوض الانتخابات في تحالفات وطنية واسعة لتجد نفسها مع نهاية فترة الترشح في العاشر من الشهر الجاري أمام تفسخ تنظيمي داخلي كبير، وأعلنت عن استقطاب الكفاءات لتجد نفسها أمام كتل من العسكريين المتقاعدين وغير المتعلمين، وأعلنت أن الباب مفتوح لمشاركة الجميع ليتم في الخفاء قمع كل من يشكِّل تحديًّا لحركة “فتح”.

وقال ناشط في جبهة “النضال الشعبي” لمراسلنا إن “فتح” فشلت في بناء تحالفات ذات مغزى؛ حيث اشتكى كثيرٌ من التنظيمات من أن حركة “فتح” تريد أن تتحالف معها في المواقع التي لا تتوقع “فتح” حسمها، في حين لا تنظر إليهم في المواقع التي تتوقع “فتح” حسمها بسهولة، وتساءل كثير منهم: “أي توافق وطني هذا؟! فإما أن يكون شاملاً وإما ألا يكون”.

كما دخلت أجهزة “فتح” الأمنية على خط هذه الانتخابات بقوة، وتسبَّبت بتفسيخ كثير من قوائم المستقلين الذين ظن أصحابها أنه يمكنهم المشاركة والتأثير في معادلة الانتخابات؛ فهناك من تم تهديده بوظيفته، وآخرون تم استجوابهم وتحذيرهم بشكل مباشر من منافسة حركة “فتح” في قوائم مستقلة، وأكدت مصادر في المبادرة الوطنية التي يرأسها الدكتور مصطفى البرغوثي لمراسلنا؛ استدعاء عدد من عناصرها ومضايقات يتعرضون لها في المواقع التي يسعون إلى تشكيل قوائم انتخابية فيها.

وقال المواطن ياسر الصالحي في مدينة نابلس إن المواطن يرى أن هذه الانتخابات ما هي إلا انتخابات داخلية في حركة “فتح” لتعيين اللجان التي ستتسلم المجالس البلدية في كل موقع، مع إدخال عناصر محدودة من فصائل منظمة التحرير الموالية لخط حركة “فتح”.

وأضاف: “هم لا يريدون أن يسجلوا أنهم انقلبوا بشكل علني على البلديات التي تديرها قوائم محسوبة على حركة “حماس”، فلجئوا إلى انتخابات شكلية لا يريدون حتى من الفصائل الصغيرة منافستهم فيها”.

وأعربت المواطنة يسرى مراعبة أنها لا تشعر أن هناك انتخابات حقيقية ستجرى، وأنها ترى أن المواطنين يتعاملون بنفور كبير مع هذه الانتخابات، وأن معظم الشخصيات التي تحظى باحترام في الشارع أحجمت عن المشاركة فيها.

وأضافت: “هي مسرحية كبيرة سيئة الإخراج، ولا أعتقد أن “فتح” كسبت منها شيئًا، كما أنها تؤكد أن “فتح” لم تتعلم من أخطائها ولا تزال تكرر نفس الممارسات”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات