حل الدولة الواحدة.. هروب من الوهم إلى الوهم

انتشرت في مدن الضفة الغربية إعلانات ضخمة مؤيدة لخيار حل الدولة الواحدة بين الشعب الفلسطيني والصهاينة.

الدعاية التي بدأت في مدينة رام الله قبل نحو أسبوعين انتشرت في باقي المدن الفلسطينية خلال الأسبوع الماضي، فيما أكدت مصادر خاصة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الثلاثاء (8-6) أن شركة الإعلانات التي نشرت هذه الدعاية -وهي “سكاي”- تعود مكيتها إلى نجل الرئيس المنتهية ولايته محمود عباس، والتي استخدمت نفس لوحات الدعاية في الهجوم على الشيخ يوسف القرضاوي وقناة “الجزيرة” بعد سحب التصويت على “تقرير غولدستن” نهاية العام الماضي.

وتقول هذه اللافتات إن خيار الدولتين بات مستحيلاً، وإن خيار الدولة الواحدة ممكن، مُوقَّعةً باسمٍ مجهولٍ، وهو “مبادرة التكامل لحل الدولة الواحدة”.

أصحاب المبادرة “يعملون للغرب”

الدكتور عبد الستار قاسم المحاضر في قسم العلوم السياسية في جامعة القدس – أبو ديس، قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” حول واقعية هذا الطرح: “إن الكيان الصهيوني يريد دولة يهودية، لا دولة يتقاسمها مع الفلسطينيين، وهو لا يمكن أن يوافق على ذلك، وأكبر دليل أنه لا يريد استيعاب الفلسطينيين في الأرض المحتلةعام 48”.

ووصف قاسم أصحاب هذه المبادرة بأنهم عبارة عن جزءٍ من المثقفين الفلسطينيين يعملون لحساب دولة أوروبية أو الولايات المتحدة أو “دولة” الاحتلال، وأضاف: “هؤلاء يتلقَّون أموالاً لجمعياتهم غير الحكومية أو لدكاكينهم، مقابل إلهاء الشعب بما لا فائدة منه”.

ولدى سؤاله عن مغزى توقيت الدعاية، أشار قاسم إلى أن توقيت هذه الدعاية ليس مهمًّا، “ولكن المهم هو استمرار إلهاء الناس وإيهامهم أن حلاً قادم عن قريب، فنخرج من وهم إلى وهم، وهكذا يستمر المسلسل”.

أما النائب الإسلامي الأستاذ ياسر منصور فقال في تصريحاتٍ صحفيةٍ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الثلاثاء (8-6): “إن الإعلان عن مثل هذه الفكرة ليس جديدًا، وإنما طُرح منذ زمن على يد بعض الأحزاب اليسارية وبعض الأكاديميين الهامشيين، ولم يكن له جديد على أرض الواقع”.

نتيجة فشل خيار التسوية

وأضاف منصور: “الآن، وبعد 18 عامًا من المفاوضات العبثية مع الاحتلال لكي نحصل على الدولة المستقلة، وجد المفاوض الفلسطيني نفسه وكأنه يطحن الماء؛ فلم يَجْنِ من هذه المفاوضات شيئًا، ومن ثم بدأنا نسمع بعض الأصوات تنادي بدولة ثنائية القومية، أو الدولة الواحدة؛ لذا أرى أن هذه الدعوة تأتي هربًا من حالة الفشل الذريع والطريق المسدود لمسيرة المفاوضات التي استمرَّت طيلة السنوات الماضية”.

وقال منصور معلقًا على عدم إعلان الجهة المعلنة عن هذه المبادرة عن نفسها، إن طرحها سيكون غريبًا عن الشعب الفلسطيني، وإن هذا عبارة عن تمهيد من خلال هذه الإعلانات وربما الندوات والمحاضرات للترويج لمثل هذه فكرة.

ثنائية القومية تطبيع أيديولوجي

أما عن إمكانية القبول بأطروحة الدولة الواحدة أو إمكانية تحقيقها فقال منصور: “إن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يقوم على قاعدة استرداد كامل للحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كاملة السيادة مع حق عودة اللاجئين وإزالة (المستوطنات)”، وأضاف: “قبلنا بدولة على حدود 67 كحلٍّ مرحليٍّ، إلا أننا نرفض أن نعترف بالاحتلال على أرضنا الفلسطينية”.

واعتبر منصور الدولة ثنائية القومية من أهم وسائل التطبيع الأيديولوجي مع العدو الصهيوني، وأضاف أن ثنائية القومية تعني التخلي عن هوية فلسطين الحضارية لمصلحة فئات راغبة في إيجاد وسيلة للتعايش مع المشروع الصهيوني لتحقيق بعض الامتيازات الشخصية.