الثلاثاء 13/مايو/2025

الأسير الكيلاني.. معاناة يفاقمها منع العلاج

الأسير الكيلاني.. معاناة يفاقمها منع العلاج

تشكِّل معاناة الأسرى المرضى من ذوي الأحكام العالية وذويهم معضلة كبيرة في ظل السياسات الفاضحة التي تنتهجها مصلحة السجون بحقهم، والتي تبتزهم بالعلاج ولا تقدم لهم سوى المسكنات.

من بلدة سيريس قضاء جنين تبرز معاناة الأسير زيد الكيلاني كنموذج فاضح لهذه المعاناة الممزوجة بالأمل والإرادة القوية من مقاتل قسامي نزف في ساحة المواجهة.

الأسير الكيلاني يقبع في سجن جلبوع؛ حيث يعاني من وضع صحي خطير، ولا يحظى بأية عناية طبية من مصلحة السجون التي تمارس بكل صلف وعنجهية سياسة الإهمال الطبي للأسرى المرضى رغم المخاطر الشديدة المترتبة على ذلك.

ويروي الحاج عرسان الكيلاني والد الأسير ظرف الاعتقال، فيقول: “اعتقل زيد في (3-3-2001) بـ”تهمة” تنفيذ عملية فدائية لـ”كتائب الشهيد عز الدين القسام” في وداي عارة، قتل فيها ضابط صهيوني وأصيب أربعة جنود آخرون بجراح؛ حيث اعتقلته قوات الاحتلال من مكان العملية وهو في حالة حرجة. ورغم إصابته البالغة وخطورة حالته الصحية لم يعالج واقتيد إلى أقبية التحقيق ثم حكم عليه بالسجن المؤبد مدى الحياة إضافة إلى 40 عامًا”.

وتابع قائلاً “إثر العملية فقد ابني عينه اليسرى، وأصبح يعاني من ضعف نظر في عينه اليمنى،  كما بترت يده اليسرى وبترت أصابع يده اليمنى، وهو ويعاني من إصابة في بطنه؛ حيث جرى وضع شبكة في بطنه نتيجة تمزق غشاء البطن”.

رعاية طبية مفقودة

وأكد والده أن ابنه الأسير -حسب تقارير أطباء مصلحة السجون- “بحاجة إلى عدة عمليات جراحية، ومتابعة صحية مستمرة، ورغم ذلك فإن إدارة السجن لا تلتزم حتى بتعليمات وتقارير أطبائها؛ فلم تُجْرِ له العمليات المطلوبة، وحالته من سيئ إلى أسوأ؛ لأن العلاج ممنوع بموجب قرار رسمي”.

وما يزيد من معاناة العائلة أن الحاج عرسان الكيلاني فقد ابنه زكريا شهيدًا مطلع انتفاضة الأقصى؛ حيث كان من القافلة الأولى لشهداء انتفاضة الأقصى، حين أصابته رصاصات الاحتلال في مظاهرات اندلعت في شارع القدس في مدينة نابلس احتجاجًا على زيارة شارون المسجد الأقصى.

يقول الأب: “قضى زكريا وهو على أبواب التخرج، وبعد ذلك بعام واحد اعتقل زيد خلال عملية فدائية أصيب خلالها بجراح بالغة، ولم يمض على زواجه من ابنة عمه حينها سوى 20 يومًا”.

منع من الزيارة

تشكِّل حالة المنع الأمني التي يتعرَّض لها زيد، وزوجته التي لم يمض معها سوى 20 يومًا، معضلة كبيرة للأسرة التي واظب الوالد الطاعن في السن على زيارة ابنه وحيدًا؛ علمًا أنه منع عدة سنوات من الزيارة أيضًا لدواعٍ أمنيةٍ!!.

وتقول زوجته سهاد الكيلاني: “لقد رفضت سلطات الاحتلال السماح لي بزيارة زوجي على مدار تسعة أعوام، تحت ذرائع أمنية واهية كجزءٍ من العقاب الذي يتعرَّض له زوجي”.

وتضيف: “قبل عدة أشهر تمكَّنت من الحصول للمرة الأولى على تصريح زيارة، وما إن حان موعد الزيارة حتى ألغيت بسبب طوقٍ أمنيٍّ فُرض على الضفة الغربية، ثم عدنا بعدها إلى دوامة المنع الأمني”، مشيرةً إلى أنّها لم تترك وسيلة من أجل السماح لها بزيارته إلا حاولت تملكها من خلال مختلف المؤسسات الحقوقية دون جدوى، “على الرغم من حاجتنا الماسة إلى زيارته؛ لكونه محكومًا عليه بالمؤبد ويعاني من جراح وإعاقات بالغة”.

كما أكدت الزوجة أن “زيد بحاجةٍ ماسةٍ إلى عمليةٍ جراحيةٍ في عينه اليمنى أقرَّ حاجته إليها الأطباء، ولكن إدارة السجن تمنع إجراءها؛ ما يتسبَّب له بآلام شديدة، مطالِبة المؤسسات الحقوقية بالتدخل من أجل إجرائها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات