السبت 10/مايو/2025

خبير أمني: أنصح العملاء باغتنام فتح باب التوبة

خبير أمني: أنصح العملاء باغتنام فتح باب التوبة

أكد كمال تربان الأسير السابق وعميد كلية فلسطين للعلوم الأمنية أن الخطوة التي أعلنت عنها الحكومة الفلسطينية من خلال فتح ملف العملاء؛ تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، وأنها خطوة مهمة للحد من عمليات تجنيد عملاء جدد، وأنها تهيئ أرضية مناسبة لطرح معالجات لحالات السقوط الأمني.

واعتبر تربان، في مقابلةٍ خاصةٍ أجراها معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الخميس (27-5) –تنشر لاحقًا- قرار الحكومة الفلسطينية قرارًا صائبًا بامتياز، لا سيما أنه يأتي كجزء من معالجة شاملة، مضيفًا أنها “فرصة سيكتوي بنار عدم اغتنامها كل من لم يتب خلال المهلة الممنوحة”.

ووجَّه عميد كلية فلسطين للعلوم الأمنية نصيحة إلى الشباب الفلسطيني قال فيها: “نصيحتي لهم أن يحذروا من كل ذلك؛ فمخابرات العدو الصهيوني قد تعمل على “دبلجة” شريط مثلاً من أقوال الشخص يفهم كل من يسمعه أن هذا الشخص وافق على التخابر معهم، ثم يستخدمون هذا الشريط للضغط عليه، كما أن هذا التواصل قد يستخدمه العدو للحصول على معلومات من المقاومة، أو يدرس الحالة النفسية للناس أو للمقاوم نفسه، كما أنه يمثل بوابة استدراج لا تؤمن عقباها”.

كما وجَّه تربان رسالة إلى العملاء قال فيها: “حضن شعبكم أدفأ من حضن الاحتلال، وإن نجوتم في الدنيا فإن وراءكم نارًا وقودها الناس والحجارة؛ ولذا فإن أقصر طريق للنجاة هو تسليم أنفسكم للجهات المختصة لتساعدكم على الخروج من أزمتكم”.

وفيما يلي نص الحوار:

* كيف تنظرون إلى عملية تجنيد العملاء في فلسطين؟

** أنظر إلى هذه العملية -مع أنها عملية تتم على مستوى العالم، وليست ظاهرة خاصة بأبناء الشعب الفلسطيني- على أنها تأتي في سياق محاولة العدو الصهيوني ضرب جميع مقدرات الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الإنسان الفلسطيني، وأن مخابرات العدو تبذل فيها جهودًا كبيرة، وتنفق أموالاً طائلة، وهذا يدل على قلق الاحتلال وخوفه من أبناء الشعب الفلسطيني، وقد فشل العدو فشلاً ذريعًا فيها؛ فلو أتت ثمارًا تتناسب مع الجهود المبذولة فيها ما وجدنا استمرار المقاومة الفلسطينية وتناميها، ولما استطاعت حركة “حماس” الاحتفاظ بالجندي شاليط.

كما أنظر إليها على أنها تمر بمرحلة صعبة على مخابرات العدو، ويؤكد ذلك الارتفاع الملحوظ للمبالغ المالية المدفوعة للعملاء في فلسطين، ومحاولات التجنيد المسعورة التي يمارسها العدو من خلال جميع وسائل الاتصال الحديثة، إضافة إلى حملة الدعم النفسي التي تقوم بها مخابرات العدو لتعزيز عملائه في القطاع على وجه الخصوص، وهذا يؤكد أصالة الشعب الفلسطيني الذي لم تبلغ استجابته لمحاولات الإسقاط الأمني الدرجة التي غرقت فيها شعوب أخرى تعرضت لضغوط أقل منه.

* ما رأيكم فيما أقدمت عليه الحكومة الفلسطينية حينما أعدمت عملاء في غزة؟

** هذه خطوة مباركة، وهي في الاتجاه الصحيح، وخطوة مهمة للحد من عمليات تجنيد جديدة، وتهيئ أرضية مناسبة لطرح معالجات لحالات السقوط؛ هذه المعالجات تستند كما يقولون على سياسة العصا والجزرة، ويكفي هذه الإعدامات أنها تنسجم مع حكم الله تعالى في من تنطبق عليه أحكام المفسدين.

* كيف تقرؤون التأييد الشعبي لعزم الحكومة على مواصلة إعدام العملاء؟

** أقرأه على أنه علامة صحة وأصالة في الشعب الفلسطيني، هذا من زاوية، ومن زاوية أخرى أحذر الحكومة من التأثر برأي الشارع الغزي؛ لأن مثل هذه التوجهات تحكمها العاطفة وضغوط الواقع، ومسألة معالجة ظاهرة الإسقاط الأمني لا بد من دراسة معمقة لها على جميع الصعد؛ فمثلاً تم إعدام عميل، فماذا عن أسرته؟ وماذا عن عائلته؟ وما الآثار المحتملة؟ علمًا أن هذا هو أحد أهداف الاحتلال من محاولات التوسع في إسقاط الفلسطينيين؛ فالمعنى في هذه المسألة أن الضرورة تُقدَّر بقدرها.

* كيف تقرؤون قرار الحكومة الفلسطينية بخصوص فتح باب التوبة للعملاء؟

** أراه قرارًا صائبًا بامتياز، لا سيما أنه يأتي كجزءٍ من معالجة شاملة؛ فهي فرصة سيكتوي بنار عدم اغتنامها كل من لم يتب خلال المهلة الممنوحة.

* هل تعتقدون أن هذه القضية ستؤتي أكلها؟

** أنا أؤمن أنه ليس هناك جهد في الاتجاه الصحيح يساوي صفرًا؛ فهي فرصة لبعض الضحايا الذين لم يتورطوا كثيرا وقد تصحو ضمائرهم ليعودوا إلى الجادة، وفرصة فيما لو تمَّت توبة عميل ممن أسقط قبل 2005؛ لأنه سيكون حلقة في شبكة؛ فهذا يعني ضرب شبكة كاملة، وهذه قد تضرب غيرها، كما أنها ستشكل سيفًا على رقاب كبار العملاء الذين سيتقوقعون على أنفسهم خوفًا من أن يؤدي كشف بعض الخيوط إلى الدلالة عليهم.

وبشكلٍ عامٍّ لا أرى أنه سيقدم على التوبة عميل كبير عليه عمليات قتل أو مساهمة في قتل أو إسقاط آخرين.

* كيف تؤثر مثل هذه المبادرات في الاحتلال الصهيوني؟

** مثل هذه المبادرات تنقل مخابرات الاحتلال الصهيوني من مرحلة العمل بأريحية لتجنيد جدد وجني الثمار، إلى مرحلة حماية ورعاية عملائه الحاليين، ناهيك عن أنها تمثل بيئة غير مريحة للعملاء للعمل؛ ما يُفقد الاحتلال ما كان يربحه من جهد عملائه.

* ما المطلوب من وزارة الداخلية والأمن الوطني بعد انتهاء المهلة التي فتحت فيها باب التوبة للعملاء وسلَّم بالفعل بعضهم أنفسهم؟

** أرى أن المطلوب منها يتمثل في التالي:

أولاً- رعاية برنامج علاجي بالتنسيق مع باقي الوزارات للحد من حالات السقوط المتوقعة.

ثانيًا- بخصوص من قام بتسليم نفسه عليها أن تفي بوعدها من المعاملة الحسنة وتخفيف الأحكام وتقديم امتيازات خاصة لتائبي الدفعة الأولى؛ ليكون ذلك حافزًا لغيرهم لو فتح باب التوبة مرة أخرى.

ثالثًا- بعد انتهاء المهلة أرى أن تبدأ حملة أمنية شرسة ضد العملاء، وأن تصدر بحقهم أعلى الأحكام، وتنفذ فيهم أقصى العقوبات؛ حتى يندم كل من لم يتب ويسلِّم نفسه من العملاء ويتمنَّى لو تتاح له فرصة جديدة.

رابعًا- في حال أفلحت المرحلة السابقة واستطاعت أن توجِّه ضربات صعبة إلى العملاء وتنفذ أحكامًا قاسية بحقهم، أرى أن تفتح باب التوبة مرة ثانية وبشروط واضحة ولمدة أقصر من السابقة، والغرض من هذا التصور هو الحد من عمليات السقوط الجديدة، وتجفيف المستنقعات القائمة من خلال حرب نفسية مدروسة.

* ما نصيحتكم للشباب الفلسطيني في ظل التطور التكنولوجي الحديث الذي يسهل لهم التواصل مع أجهزة مخابرات العدو الصهيوني؟

** نصيحتي لهم أن يحذروا من كل ذلك؛ فمخابرات العدو قد “تدبلج” شريطًا من أقوال الشخص يفهم كل من يسمعه أن هذا الشخص قد وافق على التخابر معهم، ثم يستخدمون هذا الشريط للضغط عليه، كما أن هذا التواصل قد يستخدمه العدو للحصول على معلومات من المقاومة، أو يدرس الحالة النفسية للناس أو للمقاوم نفسه، كما أنه يمثل بوابة استدراج لا تؤمن عقباها.

* ما الرسالة التي توجِّهونها إلى الحكومة الفلسطينية؟ وإلى الاحتلال؟ وإلى العملاء؟

** رسالتي إلى الحكومة الفلسطينية: مزيدًا من الرعاية بالشباب والرقابة على الإعلام والمسارعة إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية؛ فهذه بوابات يدخل من خلالها الاحتلال لتجنيد العملاء.

رسالتي إلى الاحتلال: لن تفلحوا بعون الله تعالى؛ فإن لنا ربًّا عزيزًا حكيمًا.

رسالتي إلى العملاء: حضن شعبكم أدفأ من حضن الاحتلال، وإن نجوتم في الدنيا فإن وراءكم نارًا وقودها الناس والحجارة؛ ولذا فإن أقصر طريق للنجاة هو تسليم أنفسكم للجهات المختصة لتساعدكم على الخروج من أزمتكم.

* ما الإجراءات التي تتوقعون أن تتخذها الحكومة الفلسطينية بحق من يرفض تسليم نفسه من العملاء؟

** أتوقع معالجة أمنية وملاحقات مستمرة للعملاء، وأتمنَّى أن يكون حجمها قدر جرم هؤلاء ابتداءً واستمرار جرمهم بعدم تسليم أنفسهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات