رؤية صهيونية لعريضة المثقفين اليهود ضد الاستيطان

تزعم العريضة أن “التأييد المنهجي لسياسة الحكومة خطر ولا يخدم مصالح اسرائيل الحقيقية”. يعرف الاسرائيليون هذا الزعم الذي يأتي كلما تولت العمل هنا حكومة ذات جدول عمل وطني محافظ يختلف عن المعتاد عند 3% من اعضاء ميرتس ومؤيديهم الكثر في وسائل الاعلام.
أحد الاسماء الشهيرة التي يتبجح بها المبادرون الى العريضة هو الفيلسوف اليهودي الفرنسي ايلان فينكلكراوت، من “كبار المدافعين عن دولة اسرائيل”. وصحيح أنه بعد اخفاق المحادثات في كامب ديفيد ونشوب الانتفاضة الدامية في أيلول 2000 نشأ عنده – كما نشأ عند يساريين مستقيمين آخرين – خلل معرفي يتعلق برغبته في السلام ازاء “سلام” الدماء الفلسطيني لكنه تجاوز ذلك.
بالمناسبة، هاجم فينكلكراوت قبل عدة سنين انتشار الاسلام المتطرف في فرنسا هجوما شديدا بعقب احداث الشغب الشديدة لمسلمين في باريس ومدن أخرى. على أثر ذلك صلبه رفاقه واضطر الى الاعتذار. يدل توقيعه على العريضة على أنه أعد هذه المرة واجباته المنزلية.
ومع ذلك، تصبح اوروبا أكثر عروبة، ولا تجابه حكوماتها الاسلمة التي تغرق مدنها، وكما كانت الحال دائما في التاريخ الأمل في أنها اذا ضحت في اليهود فسيكتفي الشيطان الفظيع بهم ويهدأ. في حالتنا، الامر أكثر فظاعة لان الحديث عن يهود يؤملون انقاذ قدر لحمهم في اوروبا بالتضيحة بإخوانهم في اسرائيل.
عنوان العريضة هو “دعوة المنطق” – وهي دعوة موجهة الى اليهود فقط. اليكم أمرا يتجاهله الموقعون على العريضة وهو أن صوت المنطق غير مشترك بين اسرائيل وجاراتها. ففي حين نقدس نحن صوت المنطق، كجزء من تراث الفكر الغربي الذي يعتقد أنه يمكن حل كل مشكلة بطريقة عقلانية، يطور جيراننا صوت الأسطورة والتراث والدين والاستسلام للتيارات الغامضة التي تحرك التاريخ. نحن نتحدث عن نزاع على مناطق ويتحدث جيراننا عن الأرض والدم والقداسة.
في هذا الوضع، تقع العريضة مثل ثمرة ناضجة عند أقدام اعدائنا. فبدل تقوية الحكومة في مواجهة ضغوط العالم، ينضم اليسار الاوروبي الى مهاجمينا. هذه ظاهرة معروفة في مجالنا العام. الحديث عن توجه بارز عند اليسار. ولما أصبح يائسا من الاقناع بوسائل ديمقراطية، أخذ يستدعي ضغطا عالميا على الحكومة مع تخويف مواطني اسرائيل بارهاب فكري وعزلة سياسية وغير ذلك.
تنضم العريضة الى أعمال مخزية في تاريخ المثقفين الذين أيدوا نظم حكم فتاكة. في مقابلة ذلك لا عجب من وجود من يعتقدون أن “الطبقات المثقفة هي التي تجاوزت أعلى قدر من الانحراف، والتي تكشف عن أكبر جهل والتي هي الجزء الأغبى من السكان”. بالمناسبة قال هذه الجملة أحد أعداء اسرائيل من اليسار الامريكي، المثقف اليهودي نوعام شومسكي الذي حج منذ زمن قريب ليحيي محاربي الحرية من حزب الله.
اسرائيل اليوم، 7/5/2010
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

لازاريني: استخدام إسرائيل التجويع كسلاح جريمة حرب موصوفة
غزة - وكالة سند للأنباء قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فيليب لازاريني، إن استخدام "إسرائيل" للغذاء...

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...