عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

رؤية صهيونية لعريضة المثقفين اليهود ضد الاستيطان

رؤية صهيونية لعريضة المثقفين اليهود ضد الاستيطان
عريضة كتبها مثقفون يهود في اوروبا من اليسار تندد بسياسة اسرائيل وتدعو الى وقف البناء خارج الخط الاخضر، في العريضة التي سترفع اليوم الى البرلماني الاوروبي في بروكسل يريد يهود مثقفون انقاذ اسرائيل من يهودها ويدعون الى وقف البناء خارج الخط الاخضر وفي ضمنه القدس. ينتظم حول الدعوة جماعة من اليساريين اليهود – هي الموازية الاوروبية للجستريت. والحيلة هي ان الجميع يعلمون بأنه لا يوجد في واقع الامر بناء في القدس. لكن ماذا يهم هذا.
تزعم العريضة أن “التأييد المنهجي لسياسة الحكومة خطر ولا يخدم مصالح اسرائيل الحقيقية”. يعرف الاسرائيليون هذا الزعم الذي يأتي كلما تولت العمل هنا حكومة ذات جدول عمل وطني محافظ يختلف عن المعتاد عند 3% من اعضاء ميرتس ومؤيديهم الكثر في وسائل الاعلام.

أحد الاسماء الشهيرة التي يتبجح بها المبادرون الى العريضة هو الفيلسوف اليهودي الفرنسي ايلان فينكلكراوت، من “كبار المدافعين عن دولة اسرائيل”. وصحيح أنه بعد اخفاق المحادثات في كامب ديفيد ونشوب الانتفاضة الدامية في أيلول 2000 نشأ عنده – كما نشأ عند يساريين مستقيمين آخرين – خلل معرفي يتعلق برغبته في السلام ازاء “سلام” الدماء الفلسطيني لكنه تجاوز ذلك.

بالمناسبة، هاجم فينكلكراوت قبل عدة سنين انتشار الاسلام المتطرف في فرنسا هجوما شديدا بعقب احداث الشغب الشديدة لمسلمين في باريس ومدن أخرى. على أثر ذلك صلبه رفاقه واضطر الى الاعتذار. يدل توقيعه على العريضة على أنه أعد هذه المرة واجباته المنزلية.
ومع ذلك، تصبح اوروبا أكثر عروبة، ولا تجابه حكوماتها الاسلمة التي تغرق مدنها، وكما كانت الحال دائما في التاريخ الأمل في أنها اذا ضحت في اليهود فسيكتفي الشيطان الفظيع بهم ويهدأ. في حالتنا، الامر أكثر فظاعة لان الحديث عن يهود يؤملون انقاذ قدر لحمهم في اوروبا بالتضيحة بإخوانهم في اسرائيل.
عنوان العريضة هو “دعوة المنطق” – وهي دعوة موجهة الى اليهود فقط. اليكم أمرا يتجاهله الموقعون على العريضة وهو أن صوت المنطق غير  مشترك بين اسرائيل وجاراتها. ففي حين نقدس نحن صوت المنطق، كجزء من تراث الفكر الغربي الذي يعتقد أنه يمكن حل كل مشكلة بطريقة عقلانية، يطور جيراننا صوت الأسطورة والتراث والدين والاستسلام للتيارات الغامضة التي تحرك التاريخ. نحن نتحدث عن نزاع على مناطق ويتحدث جيراننا عن الأرض والدم والقداسة.

في هذا الوضع، تقع العريضة مثل ثمرة ناضجة عند أقدام اعدائنا. فبدل تقوية الحكومة في مواجهة ضغوط العالم، ينضم اليسار الاوروبي الى مهاجمينا. هذه ظاهرة معروفة في مجالنا العام. الحديث عن توجه بارز عند اليسار. ولما أصبح يائسا من الاقناع بوسائل ديمقراطية، أخذ يستدعي ضغطا عالميا على الحكومة مع تخويف مواطني اسرائيل بارهاب فكري وعزلة سياسية وغير ذلك.
تنضم العريضة الى أعمال مخزية في تاريخ المثقفين الذين أيدوا نظم حكم فتاكة. في مقابلة ذلك لا عجب من وجود من يعتقدون أن “الطبقات المثقفة هي التي تجاوزت أعلى قدر من الانحراف، والتي تكشف عن أكبر جهل والتي هي الجزء الأغبى من السكان”. بالمناسبة قال هذه الجملة أحد أعداء اسرائيل من اليسار  الامريكي، المثقف اليهودي نوعام شومسكي الذي حج منذ زمن قريب ليحيي محاربي الحرية من حزب الله.
اسرائيل اليوم، 7/5/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات