زبون: الإفراج عن الأسرى أولوية والمصالحة بحاجة إلى خطوات لا كلام

أكد النائب عن محافظة بيت لحم في المجلس التشريعي الفلسطيني عن الحركة الإسلامية الأستاذ أنور زبون أن على جميع أطياف الشعب الفلسطيني الوقوف مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، من خلال تعزيز مواقفهم ومشاركتهم محنتهم التي يعانون منها هذه الأيام.
ودعا النائب المحرر، في مقابلةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، إلى تعزيز الوحدة الوطنية، وتهيئة الأجواء للوصول إلى مصالحة حقيقية تجمع شطرَيْ الوطن لرأب الصدع الحالي بين الشعب الفلسطيني.
وشدد النائب زبون على أنه سيواصل مسيرته التي بدأها في المجلس التشريعي وأنه سينقل ما حمَّله الأسرى من رسائل إلى الخارج، مشيدًا بموقف المقاومة في التعامل مع ملف الجندي الأسير غلعاد شاليط من خلال تمسُّكها بالشروط لإطلاق أكبر عدد من الأسرى، خاصة أصحاب الأحكام العالية والمرضى وكبار السن والأسيرات والأطفال.
وكانت قوات الاحتلال أفرجت عن النائب زبون بعد اعتقالٍ دام 49 شهرًا في سجونها، وهو حاصل على درجة الماجستير في الفيزياء، ويسكن في مدينة بيت لحم، ويعمل مدرسًا في جامعة القدس المفتوحة، وسبق أن اعتقل عدة مرات من قبل الاحتلال.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
* بدايةً.. لنتحدث عن أوضاع الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال؟
** الأسرى في الوقت الحالي يتعرَّضون لجميع أنواع التنكيل والقمع في المعتقلات والسجون، خاصة الأسرى المعزولين، وهذا كله يخالف القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بالأسرى.
وأضرب لك هنا نموذجًا لمعاناة الأسرى من النواب تحديدًا، فكان يتم تمديد اعتقالهم عدة مرات، وبعضهم خرج للمحاكمة أكثر من 12 جلسة، وهذه الجلسات كان فيها رحلة “البوسطة” (حافلة مخصصة لنقل الأسرى للمحاكم والسجون)، وهي من أصعب أيام الاعتقال؛ حيث يتم نقل الأسير من سجنه إلى المحكمة من خلال حافلة من خارجها تظهر أنها جديدة ومن الداخل هي فقط عبارة عن كراسٍ من حديد يجلس عليها المعتقل ليتم نقله من مكان إلى آخر ولفترات زمنية طويلة تزيد عن 12 ساعة.
وأضيف هنا مثلاً: تصل فترة الخروج من سجن مجدو إلى سجن عوفر أكثر من سبعة أيام، وأحيانًا تمتد إلى 15 يومًا كما جرى مع الدكتور عزيز دويك؛ حيث مكث لأكثر من مرة في رحلة العذاب.
* هل بات واضحًا لديكم سبب اختطافكم من قِبَل الاحتلال؟
** منذ اعتقالنا عام 2006 كان الهدف هو الضغط على المقاومة والفصائل الآسرة للجندي شاليط، محاولة لتخفيض سقف المطالب، لكن النواب الأسرى رفضوا أن يكونوا جزءًا من هذه الصفقة، ولمن يأسر الجندي الحق في تقرير الأسماء والشروط المطلوب تحقيقها لإتمام الصفقة.
* كيف ترى قضية الأسرى فلسطينيًّا في الوقت الحالي؟
** أعتقد أن العمل لإطلاق سراح الأسرى لا بد أن يكون أولوية، حتى لمن يؤمن بمسيرة المفاوضات، يجب أن يكون الأسرى قبل تحقيق أي شيء، إن كانت مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة كما يقولون.. الأصل أن يكون إطلاق سراح أسرى ليس على معايير الاحتلال إنما على المعايير الفلسطينية، وخاصة أصحاب المؤبدات والأحكام العالية والمرضى وكبار السن والأخوات والأطفال.
* كيف تصف علاقة الفصائل الفلسطينية بعضها مع بعض داخل سجون الاحتلال؟
** العلاقات داخل السجون بين كافة الفصائل الفلسطينية -وأخص هنا “فتح” و”حماس”- علاقات جيدة إن لم تكن ممتازة في بعض الأماكن، وسمعنا عن الوحدة التي حدثت في سجن عوفر، وهي تجربة ناجحة استطاع من خلالها الإخوة في الفصائل قهر السجان والاستمرار في الحياة اليومية، ومحاولة تحقيق الوحدة والتقارب عكس ما كان يطمح الاحتلال، ونأمل أن يحدث هذا على الأرض بالخارج.
وهي فرصة لأشكر كل من شارك في استقبالي بعد الإفراج عني من مختلف الفصائل، لكن للأسف منع الأطفال من رفع أية راية خضراء، ولكن ذلك لم يؤثر في حفل استقبالي.
* كيف سيؤدي النائب أنور زبون دوره من جديد من أسير إلى نائب؟
** لن يؤثر الاعتقال والاحتلال في واجبي تجاه أمتي وشعبي وديني بإذن الله، وسأبقى أحمل الشعار الذي رفعنا، والسياسة التي حملناها منذ أن انطلقنا في “التشريعي”، والتي من أجلها تم انتخابي، وسأحمل رسالة الأسرى التي حمَّلوني إياها؛ فأنا لا أزال جزءًا منهم؛ أحمل همهم وقضيتهم.
* ما موقفكم من قرار سلطة رام الله إجراء الانتخابات المحلية في الضفة دون غزة؟
** هذه الانتخابات مرفوضة؛ لأنها تفتقر إلى النزاهة وتزيد من انقسام شطرَيْ الوطن، وأي انتخابات لا بد أن يكون لها تهيئة ليست بالكلام، وإنما بالإجراءات التي تكون على أرض الواقع.
* كيف ترى مستقبل الوحدة الوطنية والمصالحة؟
** آمل في الوحدة الجغرافية بين شطرَيْ الوطن؛ لأننا شعبٌ واحدٌ وقضيةٌ واحدةٌ وهمٌّ واحدٌ، وحتى من ناحية وطنية هناك الكثير الذي نلتقي فيه مع باقي الفصائل الإسلامية والوطنية، وسأعمل من خلال موقعي كنائبٍ من أجل ترسيخ هذه الوحدة سياسيًّا وجغرافيًّا ورأب الصدع ما أمكن في محافظتي إن شاء الله.
* كيف تقرأ القرار الصهيوني بطرد عدد كبير من الفلسطينيين من الضفة؟
** قرار الطرد يشمل أكبر عملية ترحيل وتهجير وإبعاد منذ عام 1948، وتتم تحت أعين العالم كله والأمم المتحدة، والعالم الذي ينادي بالسلام والديمقراطية، هذا الحدث يؤكد أنه يتبع سياسة الكيل بمكيالين، وزيف ما يدعيه من ديمقراطية وترسيخ العدالة كما يقولون للشعب الفلسطيني.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

تحذير أمني من تكرار جيش الاحتلال الاتصال بأهالي غزة وجمع معلومات عنهم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام حذرت منصة أمن المقاومة (الحارس)، الأحد، من تكرار جيش الاحتلال أسلوبا خداعيا عبر الاتصال على المواطنين من أرقام تُظهر...

الزغاري: نرفض المساس بحقوق أسرانا وعائلاتهم
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس جمعية "نادي الأسير الفلسطيني" الحقوقية، عبد الله الزغاري، إنّ صون كرامة أسرانا وحقوق عائلاتهم يشكّل...

الأورومتوسطي: حديث نتنياهو عن مواصلة هدم بيوت غزة نسخة معاصرة للتطهير العرقي
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن حديث رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عن أن "إسرائيل ستواصل تدمير بيوت...

حماس تعلن نيتها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي مزدوج الجنسية الأميركية عيدان ألكسندر
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حركة "حماس" في غزة، رئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، الأحد، إنه "في إطار الجهود التي يبذلها الإخوة الوسطاء...

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...