الأحد 11/مايو/2025

دير ياسين.. الدماء ذاتها تنزف في غزة

دير ياسين.. الدماء ذاتها تنزف في غزة

مجموعة كبيرة من أفراد العصابات الصهيونية هاجمت مقهى صالح عيسى الليفتاوي “وحصدوا رواده بالرشاشات، ومن ثم نسفوا المبنى، بعدها تحركت مجموعة مسلحة من مغتصبة “جفعات شاؤول” باتجاه بلدنا وحاولت السيطرة على أحد محاجر جدي المرحوم أسعد رضوان، حيث كان رضوان حينها موجودا في المحجر يحرس مجموعة منا كانت تقوم بمحاولة نسف الماكينات في المحجر كي لا يستولي عليها اليهود”.

هكذا ينقل الحاج محمد محمود أسعد عقل (أبو محمود)، وهو أحد الناجين رواية للمجزرة المروعة التي ارتكبت كما شاهدها.

بينما تروي الحاجة أم صالح محمد إسماعيل عطية، هي الأخرى تجربة في ذلك اليوم العصيب، وتقول: إن شقيقها محمود اكتشف دخول العصابات، وصاح منبها بمهاجمة اليهود للقرية، وأخذ زوجته وابنته هاربا، فلحق به اليهود، وذبحوه مع 26 شخصا “على مصطبة واحدة، في دار مصطفى علي”.

روايات وقصص طويلة ومروعة تقشعر لها الأبدان، تلك التي يصفها من عايشوا تلك الجريمة التي ارتكبت بحق الفلسطينيين في “دير ياسين”.

لقد حاولت العصابات الصهيونية التنصل من الجريمة، كون مرتكبيها كانوا من “الجناح المتطرف” وفق قاموس الحركة الصهيونية العنصرية، فقد ارتكبت المجزرة عصابة “أرغون”، وترجمة اسمها الكامل للعربية يعني “منظمة الإنقاذ الوطني”، وهي عصابة ضمت عصابتي “ايستل و”ليحي”، بقيادة من بات لاحقا رئيس وزراء الاحتلال مناحيم بيغن، الذي أشرف شخصيا على المجزرة، ومن قادة العصابة أيضا “إيتان ليفني” والد “تسيبي ليفني”، وانضمت لعصابة “أرغون” عصابة “شتيرن”، وهي العصابات التي شكلت بعد العام 1948 حزب “حيروت” الذي تحول في العام 1974 إلى حزب “الليكود” الحاكم حاليا، والذي يمتلئ تاريخه بعشرات المذابح والمجازر التي نفذت في فلسطين ولبنان وغيرهما.

تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، روى في حينه أن الصهاينة “نفذوا المذبحة من دون تمييز بين الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، وأنه بعد أن أنهوا عملهم، حملوا قسما من الذين وقعوا في أيديهم أحياء على سيارات وطافوا بهم في شوارع القدس في موكب نصر، وسط هتافات الجماهير اليهودية، وبعد ذلك أعيد هؤلاء الأسرى إلى القرية وتم قتلهم هناك”.

وتقول الصحيفة: إن عدد الضحايا “وصل إلى 245 شخصا”، مقدرة أن “نصفهم كان من النساء والأطفال، بينما أخذت 70 امرأة أخرى مع أطفالهن إلى خارج القرية، وسُلمن لاحقا إلى الجيش البريطاني في القدس”.

62 عاما تمر على مذبحة دير ياسين، ومازال الفلسطينيون يعيشون المأساة والمعاناة ولكن بلون جديد، ولكن الدم هو العامل المشترك في تلك المجازر، فكما نزفت دماء الفلسطينيين في “دير ياسين”، نزفت ذاتها في الحرب الصهيونية الهمجية التي شنتها سلطات الاحتلال بحق قطاع غزة قبل قرابة عام، حيث راح ضحية تلك الحرب الإجرامية قرابة 1500 شهيد وأكثر من 6000 جريح، الغالبية العظمى منهم من النساء والأطفال والمدنيين.

وتستمر فصول الملحمة والصمود الفلسطيني، ويأبى الفلسطينيون في وطنهم وشتاتهم أن يتنازلوا عن ثوابتهم ومقدراتهم التي هي حق لهم، حيث أقر ذلك التاريخ والمواثيق الدولية.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات