الأحد 11/مايو/2025

جامعات الضفة.. من ساحة الهمِّ الوطني إلى ميدان تنافس العملاء

جامعات الضفة.. من ساحة الهمِّ الوطني إلى ميدان تنافس العملاء

استهجنت قطاعات طلابية واسعة الشجارَ الأليمَ الذي وقع في “جامعة النجاح الوطنية” بمدينة نابلس قبل يومين بين كوادر من حركة “فتح” من منطقتَيْ نابلس وطوباس، في ظل استياءٍ شديدٍ من انحرافٍ كبيرٍ في أولويات الطلبة، تغذِّيه السياسات الموجَّهة من قِبَل سلطة رام الله لإبعاد الطلبة عن الهمِّ الوطنيِّ.

ويقول الطالب في “جامعة النجاح” وليد المصري: “الحركة الطلابية في الضفة الغربية تمر بأزمةٍ شديدةٍ وتحيط بها أخطار محدقة في السنوات الثلاث الأخيرة بعد حظر العمل الطلابي النقابي -باستثناء حركة “فتح”- والتدخُّلات المباشرة لأجهزة “فتح” الأمنية في الجامعات بشكلٍ غير مسبوقٍ”.

ويضيف: “كانت الجامعات هي الركيزة التي تحمل الهمَّ الوطني، وتقود المقاومة، وهي التي كانت تسيِّر التحرُّكات الجماهيرية وتحرِّكها في كل الفعاليات الوطنية، وظلَّت على الدوام حاملةً هذا الدور منذ عقود، ولكن اليوم يراد لها شيء آخر”.

وأكد أن هناك سياسةً واضحةً تريد للطلبة أن ينغمسوا في الشهوات والنعرات؛ حتى يتمَّ تحييد هذه الشريحة المهمة عن العمل السياسي والقضايا المصيرية”.

وأشارت الطالبة في “جامعة بيرزيت” هدى عواد إلى أن تقييد الكتل الإسلامية في جامعات الضفة وحظرها في السنوات الثلاث الأخيرة أثَّر بشكلٍ سلبيٍّ في واقع الحركة الطلابية التي خفَّ صوتها بشكلٍ كبيرٍ، والأهم من ذلك أن الكتلة الإسلامية كانت تقود حالة استنهاض لقطاع الطلبة لصالح الهم الوطني؛ بما يُسهم في إعداد أجيال مخلصة لقضيتها وهذا الدور مُغيَّب الآن.

وأضافت: “معظم قيادات المقاومة خرجت من الجامعات، وشكَّلت الجامعات الحاضنة الأساسية لـ”كتائب القسام” وفعلها الجهادي، وهذا لا يروق لفريق التسوية؛ لذلك تآمروا على هذا الدور”.

وقال طالب في “جامعة النجاح” -اعتُقل لدى أجهزة “فتح” الأمنية- إن الضابط الذي كان يحقق معه قال له: “لن نسمح للكتل الطلابية بالتدخُّل في السياسة، فقط حفلات ورحلات واتركوا الشباب يعيشون حياتهم”، وأكد أن ما تمر به الجامعات في الضفة اليوم أمر خطير وليس عفويًّا.

وأكد أن أجهزة “فتح” الأمنية مسؤولةٌ بشكلٍ مباشرٍ عن هذه الحالة الاستثنائية؛ فقد حوَّلت كوادر حركة الشبيبة إلى جيش من المندوبين لا يكتفون فقط بكتابة التقارير والوشايات، بل يمارسون الاعتقال بشكلٍ مباشرٍ.

تنافس “أمني” على التغلغل في الجامعة

وقالت مصادر متعددة في “جامعة النجاح” لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إن أجهزة “فتح” الأمنية لعبت دورًا مباشرًا في تأجيج أحداث جامعة النجاح، وهي الصراع بين الأجهزة والأجنحة داخل “فتح”، حتى لو حاول البعض إلباسها ثوب الشجار المناطقي.

وأضافت أن هناك تنافسًا محمومًا بين ثلاثة أجهزة أمنية؛ هي “الوقائي” والمخابرات والاستخبارات؛ من أجل السيطرة على حركة الشبيبة والتوغُّل في الجامعات، وهذه الأجهزة وإن كانت تمارس أفعالاً قاسيةً ضد كوادر الكتل الإسلامية في الجامعات وأنصارها، فإنها تعيش حالة صراع خفي وعلني بينها، وأحيانًا يأخذ أشكالاً عنيفة.

ونوَّهت بأن كل طرفٍ من هذه الأجهزة له دائرة خاصة في كل منطقة، تسمَّى “الدائرة الطلابية”؛ وظيفتها تجنيد الطلبة لصالحها، ومحاولة فرض رئيس مجلس الطلبة وأعضائه من الموالين لهذا الجهاز من داخل حركة الشبيبة، ويُعَدُّ الأمر هزيمةً للأمن الوقائي مثلاً إذا أصبح رئيس مجلس الطلبة من المحسوبين على دائرة المخابرات.

وأشارت إلى أن حالة الانفلات وعدم المساءلة جرَّأت أجهزة “فتح” الأمنية بشكلٍ كبيرٍ على التدخُّل في القطاعات، و”التهم” جاهزة حتى لمن يعترض طريقها ولو كان من أبناء حركة “فتح”، وإذا لم تتدارك القوى والفعاليات والشخصيات الوطنية الأمر فستكون الجامعات الفلسطينية أمام ظواهر غريبة لا تُحمَد عقباها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات