هل يستغل نتنياهو عملية كيسوفيم لشن حملة عسكرية على حماس في غزة؟

• ردود أفعال صهيونية حول عملية كيسوفيم

• رئيس الوزاء الصهيوني، بنيامين نتنياهو: هدد نتنياهو بالرد بحزم على كل من يحاول الاعتداء على الشعب الصهيوني، مشيراً إلى ان طريقة الرد الصهيوني على عملية مقتل جنوده معروفة للجميع ووزير حربه ايهود باراك بالرد العسكري على عملية مقتل الجنديين الإسرائيليين على الحدود الشرقية لمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

• وزير الحرب الصهيوني، ايهود باراك: قال “لا توجد للجيش الإسرائيلي أي مصلحة بإشعال الأوضاع على الحدود الجنوبية، ولكن في حال كان الطرف الآخر – في إشارة إلى حماس- يريد إشعالها فنحن نعرف كيف ندافع عن أنفسنا. وأضاف باراك “أنه في حال استمرت حركة حماس باستفزازنا، فلن نقف مكتوفي الأيدي حيال إطلاق الصواريخ على الشعب الإسرائيلي، وسنرد على هذه الاعتداءات ولن نسكت عليها أبدا”.

• قائد المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال، يوآف غالانت: قال إن جيش الاحتلال الصهيوني لا بد وأن يرد على هذه العملية بما يراه مناسباً، مشيراً إلى أن  الجنود “الإسرائيليين” حاولوا قتل مقاومين فلسطينيين كانوا يخططون لزرع عبوة ناسفة بالقرب من الجدار الأمني على حدود قطاع غزة، حيث اخترقوا الجدار لعدة أمتار. ولفت غالانت إلى أن الجنود لم يتعمدوا الدخول في مواجهات مع الفلسطينيين في هذا اليوم، معتبراً أحد المقاومين الفلسطينيين أطلق النار على الجنود من مسافة قريبة للغاية، حيث قتل الضابط “اليزر بيرتس” بالرصاص، فيما قتل جندي وأصيب اثنان جراء انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزتهم .

من جهته، يرى معلق الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أنه في الوقت الذي يجد نتنياهو نفسه في حيرة حول كيفية الرد على الضغوط الأمريكية لوقف البناء في القدس الشرقية ومستقبل المستوطنات، سيضطر للمرة الأولى للتعامل مع المشكلة الأمنية المشتعلة على الحدود مع قطاع غزة بشن حملة عسكرية على القطاع وهي آخر الأمور التي يحتاجها نتنياهو حالياً.

وأشار هارئيل إلى أن الأزمة مع الأمريكيين والأجواء الصعبة ضد “إسرائيل” على الساحة الدولية، ستجعل هناك صعوبة في امتلاك نفس المجال للمناورة العسكرية التي تمتع بها سلفه ايهود أولمرت.

وأعلن وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أن الرد “الإسرائيلي” على عملية “كيسوفيم” سيكون مؤلماً إن تأكدت المعلومات التي تشير إلى مسؤولية حماس المباشرة عنها.

وقال باراك أن المعلومات التي بحوزة الجيش تشير إلى أنه إلى ما قبل تنفيذ هذه العملية، كانت حماس تغض الطرف عن منظمات أخرى تطلق الصواريخ باتجاه “إسرائيل”، لكن إن ثبت عكس ذلك سيكون رد الجيش مؤلماً بما فيه الكفاية.

وأوضح باراك أن الجيش الصهيوني يعمل بصورة مكثفة في المنطقة الجنوبية، وليس لديه نوايا للتنازل عن حماية سكان جنوب “إسرائيل” في منطقة غلاف غزة، ولن يخضع للأعمال المسلحة المعادية له.

ومن جهة أخرى، ذكرت مصادر في الجيش “الإسرائيلي” أنه بالرغم من إعلان ثلاث منظمات فلسطينية عن عملية “كيسوفيم”، إلا أن الجيش يرى في حركة حماس جهة أولى مسؤولة عن العملية الخطيرة، وهي التي تتحمل المسؤولية عن كل ما سيتلوها من ظروف وأوضاع.

وقد أشار التحقيق الأولي الذي أجرته قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني أن عملية معبر كيسوفيم جنوب شرقي قطاع غزة أظهرت إخفاقات ميدانية من قبل قيادة كتيبة “غولاني” التي خسرت اثنين من مقاتليها، أحدهما هو نائب قائد الوحدة.

وحسب التحقيقات، فإن قرار الرائد إليران بيرتس للحاق بالمسلحين ومطاردتهم داخل أراضي القطاع كان قراراً صائباً، ومع ذلك فإن ضباط الجيش الذين أشرفوا على التحقيق الأولي اكتشفوا سلسلة من الأخطاء الميدانية التكتيكية
.
أما وزير الحرب إيهود باراك فقد وجّه تحذيراً لحركة حماس من النتائج الخطيرة للعملية الأكثر صعوبة في القطاع، منذ انتهاء عملية الرصاص المسكوب، وأن الجيش الصهيوني سيجد الزمان والمكان المناسبين للرد على العملية.

وتشير التقديرات القادمة من قيادة المنطقة الجنوبية أن الجيش الصهيوني لن يقوم بالرد الفوري على عملية “كيسوفيم” ضد حركة حماس، لكنه من المتوقع أن يوسع دائرة استهدافه لأهداف حماس هذه المرة في قطاع غزة.

ورغم أن سياسة الجيش “الإسرائيلي” دأبت خلال العام الماضي على الرد على كل حادثة بعينها على الفور، سواء باستهداف الأنفاق وأهداف أخرى للحركة، إلا أنه بالأمس ورغم خطورة الحادث الذي وقع، وفداحة الثمن الذي دفعه الجيش، إلا أن ما وصل من قيادة الجيش أنه يريد إرسال “رسالة حادة قاسية” للجانب الثاني، من أجل “تصفية الحساب” لمن وقف خلف العملية.

هآرتس، 28/3/2010