لماذا يبدو الإصبع الصهيوني خفيفاً على الزناد؟

يبدي الجمهور الاسرائيلي كله ووسائل الاعلام والقيادة السياسية عدم اكتراث بقتل فلسطينيين في الضفة الغربية بلا سبب وبغير تعرض الجنود للخطر.
الحكم بالموت – هذه هي العقوبة التي حكم بها جنود الجيش الاسرائيلي على فتى فلسطيني في السادسة عشرة وشاب فلسطيني في العشرين أرادا التظاهر في السبت الاخير على تنكيلات المستوطنين قرب مستوطنة براخا.
بعد ذلك من الغد أطلق جنود الجيش الاسرائيلي النار وقتلوا فتيين في حادثة عرفها متحدث الجيش الاسرائيلي على أنها “محاولة القيام بعملية بواسطة مذراة”، لكن بعد ذلك بساعات تبين أن الجنود هنا أيضا لم يتعرضوا لخطر مباشر.
فالمذراة التي كانت هناك بقيت على الأرض وشعر الجنود بالتهديد بزجاجة مكسورة ومحقن. من السهل جدا تجاهل الأحداث التي تمت في موقع هناك كما يرى اكثر الاسرائيليين، وراء جبال الظلام، في أراضي قرية عراق بورين قرب نابلس.
لكن الواقع الصعب الذي لفظ فيه شابان فلسطينيان أنفاسهما بلا سبب حق يجب أن يؤثر في كل اسرائيلي يخاف على أخلاقية الجيش الاسرائيلي ومعاملة قوات الأمن للمتظاهرين العرب.
في موازاة صراع الجيش الاسرائيلي مع الفلسطينيين، ما زال ضباط الجيش الاسرائيلي في المنطقة يبلغون منذ أشهر عن تصعيد أعمال فتيان التلال اليهود في لواء نابلس، وعن حوادث واخلال بالنظام يبادر اليهما عشرات المستوطنين المقنعين وقد اصبح المسلحين بالعصي والحجارة أمرا عاديا.
إطارات سيارات الجيش الاسرائيلي تثقب، وسيارات الفلسطينيين تحرق وأخذ الاخلال بالنظام تحت عنوان “المجازاة” يتسع. ومع ذلك كله لم تنته أي حادثة بجرح طفيف لواحد من المتظاهرين من المستوطنين.
عندما يعرف الجيش الاسرائيلي أن الحديث عن مواطنين اسرائيليين يهود يتم الحفاظ على اطلاق النار بحرص شديد وتضبط قوات الأمن نفسها ولو كان ثمن ذلك فقدان السيطرة ولا تجرؤ على اطلاق النار على المتظاهرين بل ولا على اطلاق قنبلة غاز واحدة.
لكن عندما يتظاهر في منطقة مشحونة بالغضب والألم فتيان وأولاد فلسطينيون، يتغير وجه الجيش الاسرائيلي وتصبح الأصبع مرة أخرى خفيفة على الزناد.
في الحوادث الاخيرة يعترف ضباط الجيش الاسرائيلي ايضا بأن الجنود لم يتعرضوا في أي مرحلة للخطر على حياتهم وبأن الجنود في الميدان “تجاوزوا الأوامر العسكرية”، ولهذا حدث موت الفتيان الفلسطينيين الذي لا داعي له.
من الفضول أن نذكر أنه لم ترد في جميع التصريحات لوسائل الاعلام أي كلمة أسف او عزاء او مشاركة في الألم، وينبغي افتراض أن الجنود الذين اطلقوا النار أيضا لن يحاكموا وسيستمرون على نشاطهم العادي في المنطقة.
بل ان المستوى السياسي اختار الصمت، فلا يوجد أي كشف انساني عن مشاركة في الألم وأسف للموت الذي لا داعي له من أي جهة رسمية في دولة اسرائيل.
كذلك اختار الاعلام الاسرائيلي في الأكثر أن يتناول هذه الأحداث كتحصيل حاصل، وبقيت وجوه الضحايا من نصيب وكالات الأنباء الأجنبية، وبثت صرخات ألم أبناء العائلة في محطات التلفاز العربية فقط.
وقد بث في الجمهور الاسرائيلي تقرير مختصر عن “محاولة القيام بعملية” أخرى أحبطت، والضحايا الفلسطينيون هم المعتدون وتحقيقات الجيش الاسرائيلي لا تحظى بابراز زائد.
يمكن فقط أن نتخيل كيف كانت تبدو عناوين الصحف لو أن الشرطة الفلسطينية هي التي قتلت متظاهرين يهوديين هبطا الى احدى القرى في المنطقة لتنفيذ عمل انتقامي.
لكن عندما يكون الحديث عن اسم عربي يصعب النطق به وعندما يقف الجهاز العسكري كله على أطراف اصابعه للطمس على الحادثة والاستمرار قدما، فلا سبب يدعو الى ألا تجد الضحية القادمة باطلاق النار “خلافا للأوامر العسكرية” موتها في الايام القريبة.
معاريف، 26/3/2010
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

24 شهيدًا وعشرات الجرحى والمفقودين بقصف محيط المستشفى الأوروبي بخانيونس
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام اسشتهد 24 فلسطينياً وأصيب عدد كبير بجراح مختلفة فيما فُقد عدد من المواطنين تحت الركام، إثر استهداف إسرائيلي بأحزمة...

المبادر المتخابر في قبضة أمن المقاومة والحارس تكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية اعترافات عميل تخابر مع الاحتلال الإسرائيلي تحت غطاء "مبادر مجتمعي"، لجمع معلومات حول المقاومة...

حماس: قرار الاحتلال بشأن أراضي الضفة خطوة خطيرة ضمن مشروع التهجير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي إعادة تفعيل ما يُسمّى “عملية تسجيل ملكية الأراضي...

علماء فلسطين: محاولة ذبح قربان في الأقصى انتهاك خطير لقدسية المسجد
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام اعتبرت "هيئة علماء فلسطين"، محاولة مستوطنين إسرائيليين، أمس الاثنين، "ذبح قربان" في المسجد الأقصى بمدينة القدس...

حماس: إعدام السلطة لمسن فلسطيني انحدار خطير وتماه مع الاحتلال
جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أدانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الجريمة التي ارتكبتها أجهزة أمن السلطة في مدينة جنين، والتي أسفرت عن استشهاد...

تعزيزًا للاستيطان.. قانون إسرائيلي يتيح شراء أراضٍ بالضفة
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام تناقش سلطات الاحتلال الإسرائيلي في "الكنيست"، اليوم الثلاثاء، مشروع قانون يهدف إلى السماح للمستوطنين بشراء...

أطباء بلا حدود: إسرائيل تحول غزة مقبرة للفلسطينيين ومن يحاول مساعدتهم
المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تحوّل قطاع غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يحاول تقديم المساعدة لهم. وقالت المنظمة في...