الثلاثاء 13/مايو/2025

تقرير صهيوني للرد على تقرير غولدستون

تقرير صهيوني للرد على تقرير غولدستون

صدر الاسبوع الماضي تقرير معلل يواجه ادعاءات تقرير غولدستون. ولكن الصحافة المكتوبة تجاهلته رغم أهميته، تقرير غولدستون الشهير يقف على قدميه: واحدة، اتهام الجيش الاسرائيلي والحكومة بسياسة مقصودة لقتل المدنيين؛ الثانية، نزع شرعية حملة “رصاص مصبوب” وذلك اساسا من خلال تقزيم حماس وتبرئتها من المسؤولية عن نار الصواريخ على اسرائيل واستخدام المدنيين كدرع بشري.

في القدم الاولى يعالج الجيش الاسرائيلي، اما معالجة القدم الثانية فقد أخذتها على نفسها جمعية “مركز التراث الاستخباري” بمساعدة وثيقة من جهاز الامن.

في الاسبوع الماضي صدر، باللغة العبرية والانجليزية تقرير يحمل اسم “رد على تقرير غولدستون: سلوك حماس وطبيعة العنف من قطاع غزة؛ فحص لمضامين تقرير غولدستون مقابل الحقائق”.

وقد أعد التقرير فريق من مركز الاستخبارات والارهاب، يعود الى مركز التراث الاستخباري، برئاسة د. روبين ايرلخ، وهو يشكل عمليا الرد الاسرائيلي شبه الرسمي على مضامين تقرير غولدستون.

في وثيقة 311 صفحة يجري التحليل بالشكل الاكثر تفصيلية، المواضيع التي يطرحها تقرير غولدستون (في قدمه الثانية)، بالتواجه مع الواقع والاثبات بالشكل المرسخ والموثق للغاية بانها عديمة الاساس او مشوهة او تتجاهل الواقع تماما.

وتستند الوثيقة ضمن امور اخرى الى مادة استخبارية نوعية، افلام لم تنشر حتى الان وتحقيقات مع اسرى لم تنشر حتى الان. في العالم العربي حظي التقرير بتغطية واسعة في وسائل الاعلام وفي هذا الاطار بتغطية مكثفة في وسائل اعلام السلطة الفلسطينية.

بالنسبة للسلطة، مثلما بالنسبة لوسائل الاعلام العربية، كانت هذه فرصة ذهبية لمهاجمة حماس وسلوكها. في المرة الاولى منذ حملة “رصاص مصبوب” وجدت حماس نفسها في حالة دفاع.

في “غوغل” يتخذ التقرير مكانا عاليا حسب نسبة الزوار. وفي اسرائيل؟ كان هناك تناول واسع لكل وسائل الاعلام الالكترونية تقريبا ومواقع الانترنت المختلفة. ولكن الظاهرة الاكثر بروزا هي أنه في الصحافة المكتوبة الرائدة (باستثناء اسرائيل اليوم) لم تصدر عن ذلك حتى ولا كلمة واحدة! أسباب ذلك جديرة بتحليل خاص منفصل.

اعداد التقرير استغرق نحو نصف سنة، وبطبيعة الحال يطرح السؤال: أليس هذا متأخرا؟ هل “الجياد لم تهرب من الاسطبل”؟ فضلا عن الجواب الفني في أن الاعداد لوثيقة جدية، مصداقة وموثقة، تستغرق زمنا، بودي أن اطرح ثلاثة مبررات لصلاحية تقرير الرد.

الاول: تقرير غولدستون ألحق بنا ضررا جسيما “في العالم”، وهو يشكل أحد رؤوس الرماح في المساعي لنزع الشرعية عن دولة اسرائيل. وهو، عمليا، اصبح مثالا لهذه المساعي. وعليه، فدحضه ليس منوطا بموعد معين.

الثاني: صراعنا ضد التقرير ليس فقط خارجيا، بل قبل كل شيء داخلي، من أجلنا: لاثبات طريقنا الاخلاقي العادل، لاثبات طرق القتال الاخلاقية للجيش الاسرائيلي. كما أنه يستهدف ادارة “الصندوق الجديد لاسرائيل” ورئيسته.

ثالثا: كون التقرير يعنى بمعاضل القتال غير المتماثل في منطقة مبنية لقتال ضد عصابات، إذ أن فيه اهتمام خاص لجيش الولايات المتحدة وجيوش اخرى تواجه هذه المعاضل.

حكومة اسرائيل، بكل فروعها، ملزمة بان تسارع لنشر التقرير في اوساط كل الجماعات ذات الصلة في العالم ابتداء من المجموعة السياسية، الدبلوماسية، الاعلامية وانتهاء برجال القضاء والاكاديمية.

الجيش الاسرائيلي من جهته يجب أن يسارع الى أن يخرج بتقرير خاص به حيال القدم الاولى لتقرير غولدستون.

وبالنسبة للحرب المستقبلية، اذا ما وقعت، من المهم ان تكون اسرائيل مستعدة بشكل افضل للكفاح في “ميدان معركة الوعي” مما كانت في “رصاص مصبوب”.

معاريف، 23/3/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات