الإثنين 12/مايو/2025

تصور صهيونية لمواجهة الدعاية المضادة للكيان

تصور صهيونية لمواجهة الدعاية المضادة للكيان

بدأت في مطلع الشهر الجاري فعاليات “أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي” في العديد من جامعات أمريكا الشمالية، ونحن نرى كطلبة في جامعة بالولايات المتحدة أن التحدي الذي يواجه توضيح سياسة إسرائيل أصبح صعباً أكثر من المعتاد، خاصة في ظل المشروع الأخير الذي أطلقته وزارة الإعلام الإسرائيلية.

فحملة الدعاية الجديدة لا تسهم في تحسين صورة إسرائيل، بل يمكن أن ينجم عنها ضرر، لكونها لا تأخذ عدة عوامل رئيسة في الاعتبار، والتي بحسب تجاربنا، يقوم عليها أي رأي متعلق بإسرائيل.

فالعالم، وبخاصة العالم الغربي، لا يجهل ما يحدث في إسرائيل، أو الصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ بل لديه هوس إلى الميل نحو دعم الطرف الضعيف.

وطالما أن الفلسطينيين يتحيّنون الفرص لعرض أنفسهم باعتبارهم الطرف الضعيف والذي يعاني أكثر؛ فإنهم يكسبون مزيداً من التعاطف من قبل العالم، سواء كانت معاناتهم بسببنا أم لا.

وعلى القياس نفسه؛ كلما تحسن وضع الفلسطينيين، يقل الاهتمام الذي يحظون به. فصورة الأشخاص الذين يعانون، لها صدى واسع، وطالما ينتج الوضع الحالي مثل هذه الصور؛ فإن وضع إسرائيل الإعلامي لن يتحسن.

ومن غير الممكن حل ذلك عن طريق منع الصحفيين من دخول قطاع غزة أو الضفة الغربية، لأن خطوة من هذا القبيل ستظهر فقط أننا دولة ظلامية لديها ما تخفيه.

من السهل للغاية جعل الأجانب يهتمون ويبدون تفهماً للموقف الإسرائيلي، عندما يبدي إسرائيليون تعاطفاً مع الجانب الآخر.

فعندما يلتقي منتقدو إسرائيل بإسرائيلي منشغل طوال الوقت بتقديم الحجج الدفاعية ضد مزاعم الفلسطينيين، كالحجج الدفاعية المطعمة بمواعظ أخلاقية كما هو الحال على موقع وزارة الإعلام؛ فإن ذلك سيفسر على أنه ممثل عن شعب أناني لا يتأثر بمعاناة الآخرين.

وفي مقابل ذلك؛ فإن غالبية منتقدي إسرائيل، وكذلك أكثر الأقسام توجيهاً للنقد؛ يصعب عليهم التعامل مع إسرائيلي مستعد لتفهم وضع الفلسطينيين، ولا يحاول أن يتشح بالتقوى والورع.

ما من شك أن حقيقة كون إسرائيل يُنظَر إليها من الخارج فقط عبر مرآة الصراع؛ هو أمر إشكالي، ولكن شعارات من نوع “الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، أو “المستوطنات لا تشكل عقبة في طريق السلام”؛ لا تقنع أي شخص، بل على العكس، فإنها تعزز الصورة النمطية التي تشير إلى أننا مجتمع عنيف متزمت.

يجب علينا، بعيداً عن ذلك، أن نتقبل حقيقة أن هناك من لن نتمكن من إقناعهم على الإطلاق، وفي مقابل هؤلاء؛ هناك الكثير من الطلبة الذين يدرسون معنا، ومثلهم كثيرون، يُبدون تعاطفاً مع إسرائيل ويعترفون بحقِّها في الوجود.

وهم يعلمون أنّ المجتمع الإسرائيلي متقدِّم، وبه الكثير بعيداً عن الصراع، بل إنهم يُبدون تفهماً للمتطلّبات الأمنية لإسرائيل.

ومع ذلك فهم يدركون ميزان القوة بيننا والفلسطينيين، وهو ما يمنعهم من الوقوف إلى الجانب القوي، خاصة عندما يرفض هذا الجانب القوي المضي قدماً في مبادرة سياسية.

فمبادرة كهذه من شأنها أن توفِر لهم سبباً لدعم إسرائيل، وهو ما سيخلق حاجزاً بينهم والمتطرفين الذين يرفضون حق إسرائيل في الوجود.

فطالما نحن أكثر قوة؛ فسيُنظر إلينا دائماً على أننا المسئولين عن الجمود السياسي. فهذا هو ثمن القوة، لذا؛ فما دامت إسرائيل لا توفِر أفقاً سياسياً محل ثقة؛ فإن كلمات الشارحين ستجابهها آذان صماء.

نحن لا نخادع فليس بإمكان العملية السياسية أن تحل جميع مشكلات صورتنا. غير أن خطوةً سياسية موثوقاً بها يمكن أن تحد من نقد المنتقدين من ناحية؛ ومن ناحية أخرى تكون قوة دافعة للمدافعين عن الصدق.

إن مبادرة سياسية من هذا القبيل ستظهر أن هناك نية حقيقية، تتجسد في تدابير ملموسة تثبت وجود إرادة لإنهاء السيطرة على الفلسطينيين. وما هو أقل من ذلك سيُنظر على أنه خدعة إسرائيلية.

في كثير من الأحيان نشعر أن “العالم كله ضدنا”. هذا غير صحيح. فعندما نعرض مبادرة سياسية مقنعة؛ سنُفاجأ باكتشاف مدى الداعمين لنا.

ترجمة: مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية، 19/3/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات