غازٌ عضويٌّ.. ابتكارٌ غزيٌّ لكسر الحصار
“الحاجة أم الاختراع”.. مقولة واقعية تأكدت مجددًا بفعل طالبَيْن فلسطينيَّيْن مثابرَيْن من غزة، دفعتهما أزمة النقص في غاز الطهي الناجمة عن الحصار الصهيوني إلى البحث عن خيارات بديلة.
الطالبان عطية البرش وماهر الجمل من كلية العلوم وقسم البيئة وعلم الأرض في الجامعة الإسلامية بغزة؛ نجحا في اختراع وسيلةٍ لإنتاج الغاز الحيوي اللازم للطهي باستخدام المخلفات العضوية عوضًا عن غاز الطهي الذي تعرقل قوات الاحتلال الصهيوني إدخاله قطاع غزة، ولا تسمح إلا بدخول كميات مقلصة منه لا تكفي حاجة السكان.
ملخص الفكرة
وتتلخَّص فكرة المشروع في استخدام المخلفات العضوية التي تكثر في قطاع غزة لاستخراج غاز الطهي منها عبر جهازٍ تم إعداده لهذا الغرض بإمكانيات بسيطة.
ويوضح الطالب عطية البرش أن الفكرة العلمية لمشروع الغاز الحيوي أو الـ”Bio Gaz” تقوم على التحلُّل اللا هوائي للمخلفات العضوية، سواء كانت مخلفات حيوانية أو زراعية أو مخلفات منازل التي تتوفر بكمياتٍ كبيرةٍ في غزة، مشيرًا إلى أن 70% من مخلفات البلديات في القطاع مخلفات عضوية، بالإضافة إلى أحواض الصرف الصحي وبرك المجاري.
تجربة ناجحة
ووفق التجربة الناجحة التي أجراها الطالبان، فقد تم وضع المخلفات في حاوية محكمة الإغلاق (برميل) استوعب 70 كيلوغرامًا من مخلفات المنازل ومخلفات البقر والغنم والأرانب والدجاج وقشر البرتقال.
ويقول البرش إنه “بعد وضع المخلفات في الحاوية تترك عدة أيام حتى تنمو بكتيريا خاصة بالتحلل في البرميل وتخرج مجموعة من الغازات؛ أهمها غاز الميثان المطلوب للطهي؛ حيث يخرج 70% ميثانًا و30% شوائب”.
ويقوم البرش وزميله بتجميعها في محلول مصفى هو “هيدروكسيد الكالسيوم” الذي يقوم بامتصاص الشوائب وإخراج غاز الميثان الصافي، ثم يتم تجميع الغاز المصفى في أنبوب الغاز ويستخدم للطهي والكهرباء.
وذكر البرش أن تكلفة الجهاز الذي يستخرج غاز الميثان من المخلفات المنزلية والحيوانية، تبلغ 250 دولارًا فقط، في ظل وفرة المخلفات العضوية.
فائدة مزدوجة
ويقول الطالب الجمل إن التجربة نجحت وتم استخدام الغاز المستخرج وتم إعداد مشروب الشاي به، لافتًا إلى أن هذه مجرد بداية وفكرة تستدعي التبني والتطوير.
وأوضح أنه لو حدث تبنٍّ لهذا الموضوع فسيكون في الإمكان إقامة مستودعات كبيرة للمخلفات وترتيب أمورها بحيث تنتج كميات كبيرة من الغاز، مؤكدًا أن اعتماد هذه الآلية سيكون له جانبان إيجابيان؛ هما: إيجاد بديل لتوفير الغاز في ظل المعاناة الناجمة في القطاع نتيجة النقص الكبير في كميات الغاز، وحل مشكلة القمامة والتخلص منها في القطاع.
يشار إلى أن قوات الاحتلال لا تسمح بإدخال سوى كميات محدودة من غاز الطهي منذ عدة أشهر، في حين كانت في أوقات سابقة منعت إدخال الغاز؛ الأمر الذي جعل الكثير من المواطنين يعودون إلى الطبخ على نار الحطب و”بوابير الكاز”.
وسبق أن دفع الحصارُ المفروض على قطاع غزة عقولَ أبنائه إلى اختراع وسائل وآليات لتقليل آثار الحصار؛ بما في ذلك “بوابير كاز” بأنماط جديدة، واستخراج الكهرباء من الطاقة الشمسية وغيرها من اختراعات تحدي الحصار وكسره.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

1500 مواطن فقدوا بصرهم جراء الإبادة في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت وزارة الصحة الفلسطينية أن نحو 1500 مواطن فقدوا البصر جراء حرب الإبادة، و 4000 آخرون مهددون بفقدانه؛ مع نقص...

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، حملة دهم واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية المحتلة، تخللها...

مسؤولون بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا
المركز الفلسطيني للإعلام طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات...

جراء التجويع والحصار .. موت صامت يأكل كبار السن في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إنّه إلى جانب أعداد الشهداء التي لا تتوقف جرّاء القصف الإسرائيلي المتواصل، فإنّ موتًا...

إصابات واعتقالات بمواجهات مع الاحتلال في رام الله
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أُصيب عدد من الشبان واعتُقل آخرون خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدة بلدات بمحافظة رام الله...

القسام ينشر مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين أحدهما حاول الانتحار
المركز الفلسطيني للإعلام نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، السبت، مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين ظهر أحدهما بحالة صعبة وممددا على الفراش....

جرائم الإبادة تلاحق السياح الإسرائيليين في اليابان
المركز الفلسطيني للإعلام في خطوة احتجاجية غير مسبوقة، فرضت شركة تشغيل فنادق في مدينة كيوتو اليابانية على الزبائن الإسرائيليين توقيع تعهد بعدم التورط...