الأحد 11/مايو/2025

دهسوه ونفوا.. فكذّبتهم الكاميرا

دهسوه ونفوا.. فكذّبتهم الكاميرا

سيارة تابعة لجيش الاحتلال، تداهم حيّ راس العامود في القدس بسرعة كبيرة، تدهس طفلاً فلسطينياً، ثم يقوم عناصرها باعتقاله ورميه على الأرض في مقرّ شرطة الاحتلال بالمسكوبية، ليبدأ التحقيق مع الطفل الذي نفى الجيشُ حادثة دهسه أصلاً!!، ولكنّ كاميرا عويسات كذّبت مزاعم الجيش.

البداية كانت يوم الجمعة الماضي (12-3)، حين اندلعت مواجهات بين شرطة الاحتلال وبين عشرات الشبان الفلسطينيين الغاضبين، بسبب ممارسات الاحتلال في القدس والأقصى، وخاصّة افتتاح ما يسمى كنيس الخراب في حي الشرف الفلسطيني قرب الأقصى، إضافةً إلى ضم المسجد الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال في بيت لحم لما يسمى قائمة الآثار الصهيونية.

عندها أرسلت قوات الاحتلال سيارات القمع والإرهاب، إحدى هذه السيارات دخلت حيّ راس العامود في مدينة القدس بسرعة كبيرة، ودهست فتى فلسطينياً كان يمرّ في الحيّ، وأصابته بكسر في ساقه، ثمّ قامت قوة صهيونية باعتقال الفتى واقتياده إلى مقر شرطة الاحتلال في المسكوبية، قبل الاتصال بعائلته وإبلاغها أن الفتى معتقل ومصاب، طالبين من عائلته الحضور لنقل ابنهم إلى المستشفى.

“دخلت الغرفة رقم 4 ووجدت ابن أخي يجلس على الأرض، المحقق طلب مني رفعه، وإجلاسه على الكرسي وإدخاله إلى غرفة التحقيقات، ففعلت”، يقول عمّ الفتى الذي هرع إلى مركز شرطة الاحتلال بعد الاتصال، ثمّ بدأ التحقيق الذي أكّد خلاله الطفل أنّه كان قد مرّ بالشارع صدفة، قبل حادث الدهس”.

وفي ردّ أحد جنود الاحتلال على استفسار عم الطفل عن السبب الذي دفع الشرطة إلى عدم نقله لتلقي العلاج وتركه مرمياً على الأرض يعاني ألم ساقه المكسورة، قال “كنا منشغلين بالقتال، لم ننتبه إلى أنه مصاب”.

المفاجأة التي أصابت الطفل وعمّه هو ادّعاء المتحدث بلسان الشرطة الصهيونية في بيان له؛ أنّ “الطفل كان يرشق الحجارة مع شبان آخرين، وهرب من الشرطة التي وصلت، وأثناء ذلك دهسته سيارة بيضاء من نوع سوبارو يقودها سائق عربي، وقد فر السائق (المزعوم) من المكان والشرطة من ناحيتها لا تزال تبحث عنه”.     

هذا الادّعاء كذّبه المصور الصحفي عطا عويسات، الذي التقط صورة سيارة تابعة لشرطة الاحتلال وهي تدهس الطفل، وعندما توجّهت صحيفة “يدعوت أحرونوت” وهي الصحيفة التي يعمل فيها عويسات  إلى الشرطة مؤكّدة وجود أدلّة ملموسة على أنّ الفتى الفلسطيني دهس بسيارة شرطة؛ كان رد شرطة الاحتلال أنّ “هذه الشهادات ترمي إلى تسخين الأجواء المتوترة أصلاً”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات