الإثنين 12/مايو/2025

حبكة اغتيال المبحوح آخذة في التعقيد رويدا رويداً

حبكة اغتيال المبحوح آخذة في التعقيد رويدا رويداً

هذه هي الحقائق المعروفة. شرطة دبي تدعي بان 26 زائرا دخلوا اليها وخرجوا منها في السنة الاخيرة حملوا جوازات سفر مزيفة لبريطانيا، ايرلندا، النمسا، المانيا وفرنسا، وبعضهم او كلهم كانوا ضالعين في اغتيال مسؤول حماس محمود المبحوح، الذي هو ايضا دخل الى دبي بهوية منتحلة.

قائد شرطة دبي اتهم الموساد بعملية التصفية في 19 كانون الثاني ولم يقدم ادلة على ذلك، ولكن اكثر من نصف جوازات السفر المزيفة التي انكشفت في دبي حملت اسماء مواطنين اسرائيليين.
 
الاتحاد الاوروبي والدول التي زيفت جوازات سفرها انتقدم اساءة استخدام وثائق التشخيص دون ذكر هوية المسؤولين. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصف الاغتيال بانه “قتل لا يمكن تبريره”.

إسرائيل لم تؤكد ولم تنفي الدور في قتل المبحوح وفي تزييف  الوثائق ولكن رئيس الاركان السابق دان حلوتس قال ان عمليات كهذه تنسب الى اسرائيل “تردع منظمات العنف”.

ليس واضحا اذا كانت منظمات العنف اكثر ارتداعا من الماضي. واضح فقط بان حبكة القضية آخذة في التعقد كلما ظهرت شبهات اضافية، واذا كانت صحيحة الادعاءات بمسؤولية اسرائيل، يحتدم ايضا ما يبدو كضرر متراكم.

السؤال المركزي يتعلق بتخطيط العملية، او العمليات التي انشغل فيها 26 من حملة جوازات السفر المزيفة.

يبدو أن المخططين لم يأخذوا بالحسبان قدرة دبي على تطبيق المعلومات من كاميرات المتابعة في المطار، الفنادق والمجمعات التجارية مع حواسيب رقابة الحدود.

كما أنه اذا لم يمسك باي من الوكلاء المشبوهين في ساعة الفعل، واضح أنهم سيجدون صعوبة في المشاركة في عمليات مشابهة في المستقبل.

يحتمل ايضا ان التحقيق سيؤدي الى كشف مزيد من المشبوهين او المنفذين الاخرين. قبل اسبوع من تصفية المبحوح صفي في طهران عالم ذرة، وزعماء ايران اتهموا اسرائيل.

المنظمة التي صفت المبحوح انكشفت في نقطة ضعف: استخدام توثيق مزيف لدول غربية، على اساس هوية اسرائيليين حقيقيين ذوي جنسية مزدوجة.

من الان فصاعدا سيكون اصعب بكثير استخدام مثل هذه الجوازات، واسرائيليون مزدوجو جوازات السفر سيشتبه بهم كوكلاء استخبارات. لا ريب أن الكشف يعرض للخطر عمليات اخرى، او يعقدها على الاقل.

هناك بعض الأسئلة الهامة والخطرة في آن واحد:

– هل برر الاغتيال للمبحوح هذه المخاطرة؟

– هل كان هنا اهمال واستخفاف بالخصم من جانب المخططين، القادة والمصادقين على العملية (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حسب الاعلام الاجنبي)؟

– هل تضررت عمليات اخرى، حيوية ربما أكثر من المس بمهربي السلاح من حماس؟

– هل انتقاد الدول التي زيفت جوازات سفرها تأتي فقط لغرض البروتوكول ام انه سيؤدي الى تضييق حرة عمل منفذي الاغتيالات؟

– هل ستفاقم القضية العزلة الدولية لاسرائيل وتعرضها مرة اخرى كدولة خارقة للقانون؟

اذا كانت صحيحة المنشورات الاجنبية بشأن مسؤولية اسرائيل عن تصفية المبحوح وتزييف جوازات السفر، فثمة مكان لاستيضاح شديد، يمكن ان يؤدي الى استنتاجات تنظيمية وشخصية.

هآرتس ، 28/2/2010

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات