حبكة اغتيال المبحوح آخذة في التعقيد رويدا رويداً

هذه هي الحقائق المعروفة. شرطة دبي تدعي بان 26 زائرا دخلوا اليها وخرجوا منها في السنة الاخيرة حملوا جوازات سفر مزيفة لبريطانيا، ايرلندا، النمسا، المانيا وفرنسا، وبعضهم او كلهم كانوا ضالعين في اغتيال مسؤول حماس محمود المبحوح، الذي هو ايضا دخل الى دبي بهوية منتحلة.
قائد شرطة دبي اتهم الموساد بعملية التصفية في 19 كانون الثاني ولم يقدم ادلة على ذلك، ولكن اكثر من نصف جوازات السفر المزيفة التي انكشفت في دبي حملت اسماء مواطنين اسرائيليين.
الاتحاد الاوروبي والدول التي زيفت جوازات سفرها انتقدم اساءة استخدام وثائق التشخيص دون ذكر هوية المسؤولين. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وصف الاغتيال بانه “قتل لا يمكن تبريره”.
إسرائيل لم تؤكد ولم تنفي الدور في قتل المبحوح وفي تزييف الوثائق ولكن رئيس الاركان السابق دان حلوتس قال ان عمليات كهذه تنسب الى اسرائيل “تردع منظمات العنف”.
ليس واضحا اذا كانت منظمات العنف اكثر ارتداعا من الماضي. واضح فقط بان حبكة القضية آخذة في التعقد كلما ظهرت شبهات اضافية، واذا كانت صحيحة الادعاءات بمسؤولية اسرائيل، يحتدم ايضا ما يبدو كضرر متراكم.
السؤال المركزي يتعلق بتخطيط العملية، او العمليات التي انشغل فيها 26 من حملة جوازات السفر المزيفة.
يبدو أن المخططين لم يأخذوا بالحسبان قدرة دبي على تطبيق المعلومات من كاميرات المتابعة في المطار، الفنادق والمجمعات التجارية مع حواسيب رقابة الحدود.
كما أنه اذا لم يمسك باي من الوكلاء المشبوهين في ساعة الفعل، واضح أنهم سيجدون صعوبة في المشاركة في عمليات مشابهة في المستقبل.
يحتمل ايضا ان التحقيق سيؤدي الى كشف مزيد من المشبوهين او المنفذين الاخرين. قبل اسبوع من تصفية المبحوح صفي في طهران عالم ذرة، وزعماء ايران اتهموا اسرائيل.
المنظمة التي صفت المبحوح انكشفت في نقطة ضعف: استخدام توثيق مزيف لدول غربية، على اساس هوية اسرائيليين حقيقيين ذوي جنسية مزدوجة.
من الان فصاعدا سيكون اصعب بكثير استخدام مثل هذه الجوازات، واسرائيليون مزدوجو جوازات السفر سيشتبه بهم كوكلاء استخبارات. لا ريب أن الكشف يعرض للخطر عمليات اخرى، او يعقدها على الاقل.
هناك بعض الأسئلة الهامة والخطرة في آن واحد:
– هل برر الاغتيال للمبحوح هذه المخاطرة؟
– هل كان هنا اهمال واستخفاف بالخصم من جانب المخططين، القادة والمصادقين على العملية (رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حسب الاعلام الاجنبي)؟
– هل تضررت عمليات اخرى، حيوية ربما أكثر من المس بمهربي السلاح من حماس؟
– هل انتقاد الدول التي زيفت جوازات سفرها تأتي فقط لغرض البروتوكول ام انه سيؤدي الى تضييق حرة عمل منفذي الاغتيالات؟
– هل ستفاقم القضية العزلة الدولية لاسرائيل وتعرضها مرة اخرى كدولة خارقة للقانون؟
اذا كانت صحيحة المنشورات الاجنبية بشأن مسؤولية اسرائيل عن تصفية المبحوح وتزييف جوازات السفر، فثمة مكان لاستيضاح شديد، يمكن ان يؤدي الى استنتاجات تنظيمية وشخصية.
هآرتس ، 28/2/2010
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الأورومتوسطي: إسرائيل تمارس حرب تجويع شرسة في قطاع غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الهجوم الإسرائيلي المتواصل والحصار الخانق والنقص الحاد في الإمدادات...

550 مسؤولا أمنيا إسرائيليا سابقا يطالبون ترامب بوقف الحرب بغزة
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام طالب مئات المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعمل على وقف الحرب في...

حماس تدعو للنفير لحماية الأقصى بعد محاولة ذبح القرابين
القدس المحتلة – حركة حماس قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن محاولة المستوطنين ذبح قربان في المسجد الأقصى يعد تصعيداً خطيراً يستدعي النفير...

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية،...

إضراب جماعي عن الطعام في جامعة بيرزيت إسنادًا لغزة
رام الله- المركز الفلسطيني للإعلام أضرب طلاب ومحاضرون وموظفون في جامعة بيرزيت، اليوم الاثنين، عن الطعام ليومٍ واحد، في خطوة رمزية تضامنية مع سكان...

القسام تفرج عن الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكساندر
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عند الساعة 6:30 من مساء اليوم...

خطيب الأقصى: إدخال القرابين يجب التصدي له بكل قوة
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام استنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، محاولة يهود متطرفين إدخال قرابين إلى ساحات المسجد الأقصى، معتبراً أنه...