عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الفخاري.. صمود في وجه الترحيل والتجريف

الفخاري.. صمود في وجه الترحيل والتجريف

ضرب الحاج عبد الرحمن العمور (62 عامًا) يدًا بيد وهو يشير إلى أرضه الزراعية في منطقة الفخاري جنوب شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة؛ حيث تحوَّلت إلى ساحة خراب بعد أن عاثت فيها فسادًا جرافات الاحتلال.

وقال العمور لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن قوات الاحتلال لا تحتمل مشهد المزروعات في أراضينا، فتسارع إلى تجريف ما نزرعه”، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال جرفت أرضه ما لا يقل عن عشر مرات منذ عام 2000، ولكنه في كل مرة يُعيد زراعتها من جديد.

ثماني ساعات من العدوان

في يوم الأربعاء (24-2) توغلت قوات الاحتلال في منطقة الفخاري، ونفَّذت على مدار ثماني ساعات أعمال تجريف واسعة طالت نحو 90 دونمًا من الأراضي الزراعية وفق ما أكدت بلدية القرية التي تعتبر من أكثر مناطق خان يونس عرضةً لاعتداءات الاحتلال تجريفًا وقصفًا.

ويوضح الحاج العمور أن ست دبابات وأربع جرافات توغلت بشكلٍ مفاجئٍ دون أي سبب في المنطقة، وبدأت بتجريف أرضه التي تبلغ مساحتها عشرة دونمات مزروعة بالشعير وبعض أشجار اللوز التي أعاد زراعتها بعد سلسلةٍ طويلةٍ من التجريف، قبل أن يمتد التجريف إلى أراضي الجيران من نفس العائلة وعائلات أخرى.

شراكة في المعاناة

ولم يكن حال المزارع عياش أبو طعيمة (60 عامًا) أحسن حالاً؛ فقد جرفت قوات الاحتلال أرضه التي تبلغ مساحتها خمسة دونمات مزروعة بأشجار الزيتون المثمر، إلى جانب الأرض التي يعمل فيها شريكًا، وتبلغ مساحتها 15 دونمًا ومزروعة بالخضروات.

وقال أبو طعيمة إن قوات الاحتلال توغلت فجأة صباح الأربعاء الماضي، وبدأت بأعمال تجريف بعمق 700 متر عن السياج الأمني الصهيوني، أي إنها تجاوزت مسافة الـ300 متر التي سبق أن حدَّدتها في منشورات ألقتها طائراتها الحربية على المنطقة.

وكانت طائرات الاحتلال ألقت قبل أسابيع آلاف المنشورات على القطاع مُبيَّنًا فيها خرائط محددةٌ عليها علامات تحظر على المواطنين الوصول إلى أراضيهم التي تقع في حدود 300 متر من السياج الأمني الصهيوني، واعتبارها مناطق عازلة عسكرية يتعرَّض من يقترب منها لإطلاق النار.

وقال أبو طعيمة إن قوات الاحتلال تتابع ما تتم زراعته، وكلما شعرت بأنه أعيدت زراعة الأرض تقتحم المنطقة وتجرِّفها في نية تخريب واضحة، لافتًا إلى أن عملية التجريف الأخيرة تمَّ جزءٌ منها في ظل حضور “الصليب الأحمر الدولي” الذي وجد في المكان بالصدفة، دون أن يقدر على وقف هذا العدوان.

وعلى مدار “انتفاضة الأقصى” تعرَّضت منطقة الفخاري التي يقطنها حوالي 7500 نسمة وتبلغ مساحتها 9936 دونمًا، لأعمال تجريف واسعة طالت ما يقارب نصف مساحتها الإجمالية، ولكن إصرار أهاليها على الصمود والثبات دفعهم إلى إعادة إعمارها وزراعتها المرة تلو الأخرى.

صمودٌ في وجه العدوان

ويؤكد حسن نجل المواطن أبو طعيمة أن الاحتلال يهدف من خلال توغلاته وأعمال التجريف التي ينفذها إلى إرهاب المواطنين وإبعادهم عن المنطقة بشكل طوعي.

وقال إن هذا الأمر لن يتم؛ لأن الأهالي مُصمِّمون على فلاحة أرضهم وزراعتها مجددًا في كل مرة يتم تجريفها، والعهد الذي يتم فيه الهرب انتهى بلا عودة.

وتشتهر منطقة الفخاري كمنطقة زراعية، ويكثر فيها ضمان الأراضي؛ حيث تزرع مئات الدونمات فيها بالخضروات والفواكه التي تباع في مختلف أرجاء القطاع.

وما تعرَّضت له الفخاري من تجريفٍ في الأيام الأخيرة، انعكاسٌ لعودة الاحتلال إلى سياسة التوغل والعدوان على الأطراف الشرقية لقطاع غزة؛ فقد توغلت قواته منذ مطلع العام الحالي عشرات المرات؛ كانت آخرتها مساء الأحد (28-2) في منطقة وادي السلقا، وتم خلالها تجريف أراضي المواطنين الزراعية.

ويبقى لسان حال المزارعين في مناطق التماس: “سنعيد زراعة ما يتم تجريفه، ولن تجبرونا على الرحيل”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

المقاومة تقصف عسقلان وأسدود وغلاف غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام تبنت " سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، مساء اليوم، قصف اسدود وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات...