عاجل

الثلاثاء 13/مايو/2025

الاحتلال يعرِّي أجهزة أمن عباس وينتهك مناطقها

الاحتلال يعرِّي أجهزة أمن عباس وينتهك مناطقها

لا تتوقف ممارسات سلطة عباس الظالمة والممنهجة ضد عناصر المقاومة أو المقربين من حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عبر التنسيق الأمني فقط؛ بل إن هناك من الممارسات ما يندى لها الجبين والتي يرفضها حتى المواطن العادي وأبناء “فتح” الشرفاء بعيدًا عن حركة “حماس”.

ومن أكثر المواقف التي تشاهد بشكل يومي اختفاء المئات من عناصر أجهزة أمن عباس الأمنية من الشوارع والطرقات خلال اقتحام قوات جيش الاحتلال لأي قرية أو بلدة أو مدينة تقع في منطقة مصنفة على أنها “ A ” حسب “اتفاقية أوسلو”.

عن ذلك يقول المواطن خليل النتشه من مدينة الخليل لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “طوال الليل والنهار تبقى أجهزة عباس تصول وتجول في مدينة الخليل باستثناء البلدة القديمة؛ حيث تعتقل من تشاء من أفراد المقاومة أو تفتش منازله، إلا أنه عند اختفائها من الشوارع والطرقات فجأة يعرف وقتها مواطنو الخليل أن جيش الاحتلال قد اقتحم مدينة الخليل؛ إما للاعتقالات أو للتفتيش أو لطلب عناصر إلى مقار الارتباط والمخابرات للتحقيق معهم، ومحاولة ربطهم بها”، مضيفًا: “وقتها يتساءل المواطن العادي “وين” (أين) راحوا واختفوا هؤلاء الأبطال والنشامى؟!!”.

ومن أكثر المشاهد تأثيرًا ووقعًا على النفس هو مشهد أحد أفراد أجهزة أمن عباس، سواء كان في ما يسمى “الأمن الوطني” أو “الوقائي” أو “المخابرات”، وهو يشيح بوجهه ونظره عن دورية الاحتلال خلال عبورها أحد حواجز ما يسمى “أمن السلطة” المقامة على مداخل المناطق التابعة للسلطة والمصنفة بـ” A “.

التاجر محمد عامر من مدينة نابلس عايش هذا الموقف وقال: “كنت مسافرًا إلى مدينة رام الله، وبعد تخطي حاجز عطارة تفاجأت بوجود حاجز فلسطيني على مدخل رام الله الشمالي قبل فندق “بست إيسترن” قام بتوقيفي وتفتيشي، ولكن ما فاجأني أكثر وآلمني هو اقتراب سيارة “جيب” لجيش الاحتلال، حيث قام عناصر الأمن الفلسطيني بالالتفاف مشيحين برؤوسهم إلى الجهة المقابلة، وأخفضوا سلاحهم إلى الأسفل، ولم ينظروا مطلقًا إلى “جيب” الاحتلال، في  منظر اقشعر له بدني؛ حيث يعجز لساني عن وصف الذلة والمهانة التي شعرت بها، وكنت أتمنى لو أن الارض انشقت وبلعتني ولا أرى منظرًا كهذا حتى لو كان عناصر هذه الأجهزة يذلون ويهينون عناصر المقاومة صباح مساء”.  

وأضاف: “مثل هذا العمل يقتل أي طموح وإبداع لدى الإنسان العادي، كما يقتل فيه روح التحدي والمقاومة، وهذا ما يريده الاحتلال، وهو ما يشكل تدميرًا ممنهجًا للجيل الفلسطيني الصاعد والقضاء على وعيه المقاوم بحيث ينسى قضيته ويرضخ للاحتلال”.

ويضيف الأسير المحرر محمد علاء من مخيم بلاطة: “السلطة تتذرع بأنها تقوم بتطبيق الاتفاقيات، وهو ما يُعرف بخارطة الطريق، في الوقت الذي فيه الاحتلال لا يعترف بغير القوة وسياسة فرض الأمر الواقع”.

المؤسسات الحقوقية رصدت أكثر من 630 حاجزًا في الضفة الغربية، ونادرًا ما تتطرق للحواجز الأمنية المقامة من قِبل أجهزة أمن عباس على مناطق السلطة المصنفة بـ” A “، حيث تعتبر أجهزة الأمن تلك الحواجز مظهرًا من مظاهر السيادة، هذه السيادة التي يدوسها “جيب” جيش الاحتلال وقتما شاء.

وهكذا تبقى الضفة أسيرة ومهدورة الكرامة وبشكل مزدوج من قِبل أجهزة أمن عباس من جهة، وجيش الاحتلال من جهة أخرى، ليس فقط عبر الفساد وصور التعري لكبار المسؤولين لقيادات السلطة، بل أيضا بصور ومشاهد لتعرٍّ من نوع آخر باتت تتكرر كل يوم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات